المستشارة الألمانية والبرلمان الأوروبي ينتقدان تعامل أردوغان مع المحتجين

رئيس الوزراء التركي: ديمقراطيتنا واقتصادنا اجتازا الاختبار

TT

وجهت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وكتلة الأحزاب الاشتراكية والديمقراطية في البرلمان الأوروبي انتقادات شديدة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، بسبب طريقة تعامل حكومته مع المحتجين وما جاء في خطابة الأخير.

واعتبرت ميركل في حديث لتلفزيون «آر تي إل» الألماني أن قمع الشرطة في تركيا للمتظاهرين «قاس جدا». وقالت: «هناك مشاهد مخيفة يمكن أن نرى فيها أنه تم التصرف بقسوة كبيرة في رأيي». ودعت مجددا تركيا إلى احترام حرية التعبير في المقابلة التي كان مفترضا بثها مساء الاثنين. وأعربت ميركل عن الأمل في أن تحصل المعارضة على «مجال (للتعبير عن الرأي) داخل تركيا تدخل في القرن الـ21» وأن يتم إيجاد حل سلمي. ولم تجب بوضوح عن سؤال لمعرفة ما إذا كان يمكن للأحداث الحالية أن تؤثر على عملية انضمام أنقرة إلى الاتحاد الأوروبي.

بدوره، أدان هانز سوبودا رئيس الكتلة البرلمانية للاشتراكيين والديمقراطيين، رد فعل أردوغان على المحتجين وعلى قرار البرلمان الأوروبي الأخير بشأن ما يحدث في تركيا، وقال إن «تجاهل أردوغان البرلمان الأوروبي (...) يعني شيئا واحدا؛ هو أنه لا يريد أن تصبح تركيا عضوا في الاتحاد الأوروبي، كما أن تجاهل أصوات الناس يعني أنه فشل رئيسا للحكومة، وينبغي أن تكون وظيفته جمع الناس معا وليس تفريقهم». وقال البيان إن «المجموعة البرلمانية للاشتراكيين والديمقراطيين تدين بأشد العبارات توجيه أوامر للشرطة باستخدام العنف ضد المتظاهرين، وتدعو أردوغان إلى التصرف بوصفه رجل دولة وليس زعيما سياسيا حزبيا».

وأضاف البيان أنه «بعد توقف قصير للاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين في إسطنبول، جرى تفكيك مخيمات المحتجين بوحشية بالقرب من ساحة (تقسيم) وباستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه». وذكر البيان بقرار الجلسة العامة للبرلمان الأوروبي في 13 يونيو (حزيران) الحالي الداعي إلى وضع حد للعنف المفرط من جانب الشرطة ضد المتظاهرين. وتضمن نص القرار التحذير من استخدام تدابير قاسية ضد المتظاهرين السلميين، وطالب رئيس الوزراء باتخاذ موقف تصالحي، وبتقديم المسؤولين عن العنف إلى العدالة، والإفراج الفوري عن المتظاهرين المسالمين، وتعويض الضحايا.

رئيس الوزراء التركي، من جهته، أكد أمس أنه لا يعترف بالبرلمان الأوروبي. وقال أثناء اجتماع لجنة استشارية لمواطنين أجانب إن الاقتصاد والديمقراطية اجتازا الاختبار بعد التطورات الأخيرة، مؤكدا أنهم سيقنعان أولئك الذين لديهم نوايا عدوانية ضد تركيا. وكرر أردوغان القول: «لا أعترف ببرلمان الاتحاد الأوروبي» في إشارة إلى قرار البرلمان الأوروبي بشأن الاحتجاجات في متنزه جيزي. وأضاف في تصريحات أوردتها وكالة الأناضول للأنباء: «أنا ضد من ينتهك منطقة حريتي»، في إشارة إلى المحتجين. وأضاف قائلا: «لا تمجدوا القسوة، ولكن قفوا بجوار المضطهدين». وأكد أن تركيا ليست دولة يقرر آخرون جدول أعمالها السياسي وإنما تقرر جدول أعمالها بنفسها. وقال: «نعيش في زمن الكلمات فيه أكثر تأثيرا من السيف».