المالكي يتهم «حيتانا» و«أفاعي» بالعمل على إعادة حزب البعث إلى السلطة

رئيس الوزراء العراقي ينتقد فتاوى «هابطة» تدعو للجهاد في سوريا

TT

حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مما سماه عودة «الأفاعي والحيتان» إلى العملية السياسية في العراق من بوابة الاعتراض على قانون تجريم حزب البعث، بينما أكد قيادي في ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه المالكي أن القانون أدرج في جلسة البرلمان التي تعقد اليوم.

وفي لهجة بدت تصعيدية بخلاف الأجواء التي سادت الاجتماع الذي استضافه عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي، وجرت فيه مصالحة بين المالكي ورئيس البرلمان أسامة النجيفي، اعتبر رئيس الوزراء في كلمة له، أمس، بمناسبة يوم السجين العراقي، أن «البعث دمر الإنسان والبلاد، حينما أسقطها بين الاحتلال والطائفية، لذلك كانت مهمتنا مهمة صعبة لمعالجة خوف المجتمع من قبل السياسات الطائشة المتهورة». وتابع المالكي أنه «يجب أن تكون مسؤوليتنا واضحة، على الرغم من أن الوطن يحتاج إلى جهد وأن أعز ما يملكه الإنسان هو الحرية وكل الدساتير تفرغ الحرية، وبفقدانها لا يستطيع أن يفكر، ويتحول إلى جثة هامدة تذهب وتأتي». وبشأن ملف حقوق الإنسان في العراق، قال المالكي إن حكومته لا تؤمن ببناء السجون وسلب الحريات كما كان يفعل البعث مع معارضيه. وأضاف قائلا: «لا نريد أن يكون لدينا سجن ولا سجين ولا سجان، وإنما نريد بناء المدارس والمعاهد والجامعات والالتفات إلى الفقراء». واستدرك قائلا: «لكن ماذا نعمل للذين لا يؤمنون إلا بالقتل والاختطاف، إلا بالتفجير كهذا الذي حدث يوم أمس (الأحد)، والذي تقف خلفه دول وتغض النظر عنها دول كبرى تعتقد أنها داعية الحريات والديمقراطيات»، مشيرا إلى أن «عقوبة الإعدام في العراق ليست انتقامية، وإنما إصلاحية لمنع القتل، وهذه فلسفتنا في الحياة.. افهموها.. لكم فلسفتكم ولنا فلسفتنا»، مبينا أن «من يشعر أنه محمي من القتلة يزداد في القتل وارتكاب الجريمة، بخلاف من يعتقد أنه إذا قتل وسفك دما فدمه مسفوك في مقابل ذلك».

واتهم المالكي من وصفهم بـ«حيتان وأفاعٍ» قال إنها «عادت إلى العملية السياسية وتعمل على إعادة حزب البعث إلى السلطة»، من خلال ممارسات كثيرة، وبيّن أن هؤلاء يقومون بـ«تعطيل» القوانين التي تجرم البعث وتمنع رجوعه، ودعا العراقيين إلى الانتباه لذلك، مؤكدا أن عودة البعث معناها «إلغاء الرأي الآخر والتحاور عبر الإعدام فقط».

من ناحية ثانية، عبر المالكي عن أسفه لصدور فتاوى «هابطة» تكفر الآخرين وتدعو إلى القتال ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال المالكي: «مع الأسف الشديد نرى من مقامات كنا نعتبرها شامخة تفتي فتاوى هابطة باتجاه تكفير الآخر والدعوة إلى قتاله ودعوة الآخرين للذهاب إلى القتال». وكان مؤتمر نظمته «رابطة علماء المسلمين» التي تضم علماء من السنة، في القاهرة الخميس الماضي، أكد «وجوب الجهاد» في سوريا، معتبرا ما يجري في سوريا حربا على الإسلام من النظام السوري الذي وصفه بـ«الطائفي»، ودعا لمقاطعة الدول الداعمة له وعلى رأسها روسيا وإيران. وأضاف المالكي: «نسوا إسرائيل ومعاناة (الشعب الفلسطيني)»، وخاطبهم قائلا: «أفتوا على إسرائيل إذا كانت لديكم فتوى، واقطعوا علاقاتكم معها إن كان قطع العلاقات مفيدا». وتساءل المالكي: «لماذا تذهبون باتجاه العراق ودول المنطقة الأخرى؟ (...) لا اعتراض على المعتقد وليس من حق أحد الاعتراض على معتقد الآخر». وحذر المالكي من وقوع حرب طائفية قائلا: «إذا أردنا أن نتفاعل مع هذه الرياح والفتاوى وهذه التوجهات، فسيكون الأمر محزنا». وأضاف: «المنطقة تتعرض لاهتزاز وعاصفة هوجاء تحتاج إلى كل الجهود لحماية ما يمكن، لأننا لا نستطيع أن نتلافى كل الخطر الذي تفرزه هذه الظاهرة الجديدة في المنطقة».