عناصر الأمن يقترعون في انتخابات نينوى والأنبار على وقع تفجيرات

مخاوف مبكرة من عمليات تزوير في المحافظتين

عناصر أمن عراقيون بعد إدلائهم بأصواتهم في انتخابات مجلس محافظة الأنبار بالرمادي أمس (أ.ف.ب)
TT

لم يمر يوم التصويت الخاص للأجهزة الأمنية في انتخابات مجلسي محافظتي الأنبار ونينوى بسلام أمس. ففي وقت سقط نحو 24 من رجال الشرطة بين قتيل وجريح في عملية انتحارية استهدفت مركزا انتخابيا للتصويت الخاص وسط مدينة الفلوجة (55 كم غرب بغداد)، نجا عضو مجلس مفوضية الانتخابات كولشان كمال ومدير مكتب المفوضية في نينوى محمد هاني شاكر من محاولة اغتيال بانفجار عبوة ناسفة، شمالي الموصل، (405 كم شمال بغداد).

وبدأت أمس في كل من محافظتي الأنبار غربي العراق ونينوى شمالا عملية التصويت الخاص بانتخابات مجالس المحافظات والتي كانت قد أجريت في 12 محافظة عراقية مشمولة بالانتخابات في العشرين من شهر أبريل (نيسان) الماضي بينما تم تأجيل الانتخابات في المحافظتين بحجة عدم صلاحية الوضع الأمني لإجراء الانتخابات إلى العشرين من الشهر الحالي. وشارك في عملية التصويت الخاص بالأنبار نحو 34 ألفا و568 ناخبا مشمولين بالتصويت الخاص والذي يشمل في الغالب منتسبي الأجهزة الأمنية، وتوزع الناخبون على نحو 38 مركزا انتخابيا في 98 محطة اقتراع. أما في نينوى، وطبقا لما أعلنته المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في بيان لها أن المشمولين في عملية التصويت الخاص في المحافظة المذكورة 51 ألف ناخب. وأضاف البيان أن «عدد مراكز الاقتراع للتصويت الخاص 46 مركز اقتراع في نينوى و135 محطة اقتراع».

من جهته، أكد محمد يحيى، نائب محافظ نينوى ورئيس اللجنة الأمنية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الانتخابات في نينوى سارت بشكل طبيعي ولم تسجل أي خروقات من أي نوع لا على المستوى الأمني ولا على صعيد إجراء الانتخابات داخل مراكز الاقتراع». وأضاف قائلا إن «أمن مراكز الانتخابات تم تأمينه من قبل وزارتي الداخلية والدفاع وكانت حصة وزارة الداخلية الفترة الصباحية منذ بدء فتح مراكز الاقتراع في تمام الساعة السابعة صباحا بينما تولت وزارة الدفاع مهمة تأمين الحماية لفترة ما بعد الظهيرة وحتى غلق المراكز في تمام الساعة الخامسة مساء». وأوضح أنه «تمت السيطرة على الأوضاع الأمنية في المحافظة بحيث تسير العملية الانتخابية بشكل سلس وسليم وهو ما سينعكس على يوم التصويت العام الخميس المقبل».

لكن الأمر بدا مختلفا في الأنبار. فبالإضافة إلى الخرق الأمني الذي طال أحد المراكز الانتخابية في مدينة الفلوجة فإن هناك مخاوف مبكرة من إمكانية حصول عمليات تزوير طبقا لما كشفه نائب رئيس مجلس المحافظة سعدون الشعلان. ففي الجانب الأمني فجر انتحاري يرتدي حزاما ناسفا نفسه صباح أمس مستهدفا نقطة تفتيش عند بوابة مركز اقتراع وسط مدينة الفلوجة، مما أدى إلى مقتل ثلاثة من عناصر الشرطة وإصابة 21 آخرين بجروح متفاوتة.

وأبدى الشعلان مخاوفه من إمكانية حصول عمليات تزوير متهما المفوضية بـ«الانحياز إلى جهة معينة (في إشارة إلى كتلة متحدون) حيث إن هذه الجهة هي التي تسيطر على المفوضية هناك وهو أمر سبق أن حذرنا منه وطلبنا تعزيز المفوضية من عناصر من محافظات أخرى ولكن هذا لم يحصل». وأوضح الشعلان أن «من بين الأمثلة البارزة أن هناك مدير مركز انتخابي أحد المرشحين أخوه وهو أمر لا يمكن أن يخلو من عملية تزوير وهناك مدير محطة والده مرشح يضاف إلى ذلك أنهم يحاولون إخراج مراقبي الكيانات المنافسة لهم لكي يبقوا وحدهم ويقوموا بعمليات تزوير للنتائج» مؤكدا أننا «نصحنا المفوضية وحذرناها من إمكانية حصول ذلك ولكن يبدو أنه لا أحد يسمع».