الخرطوم تشرع في اتخاذ إجراءات تأمينية لمواجهة متمردي الجبهة الثورية

جوبا تجدد رغبتها في مساعدة السودان لحل مشكلاته الداخلية

TT

شرعت الحكومة السودانية في اتخاذ إجراءات تأمينية حول العاصمة الخرطوم بإنشاء 27 معبرا لمداخلها لتأمينها ممن سمتهم «قوى البغي والعدوان» والجبهة الثورية المعارضة، التي صعدت من عملياتها العسكرية في الآونة الأخيرة، ما شكل تهديدا حقيقيا للنظام الحاكم باعتراف قادته. في وقت أكدت فيه جوبا أن موعد زيارة نائب رئيس دولة جنوب السودان رياك مشار إلى السودان لم يتحدد بعد بسبب إجراء مشاورات مع الخرطوم، وجددت رغبتها في مساعدة السودان لحل مشكلاته الداخلية لإنهاء الحرب الدائرة في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان.

وقال وزير الداخلية السوداني إبراهيم محمود إن «تنوير قيادات الشرطة بصورة مستمرة» أصبح مهما لمواجهة استهداف البلاد ممن وصفهم بـ«قوى البغي والعدوان» من قبل الجبهة الثورية التي تقاتل الحكومة في مناطق شمال وجنوب كردفان ودارفور والنيل الأزرق. ووقف على تقرير لشرطة ولاية الخرطوم، التي تقع من ضمنها العاصمة، والتي ستبدأ في إنشاء 27 معبرا لتأمين الخرطوم.

من جهة أخرى ربط وزير مجلس وزراء جنوب السودان دينق الور زيارة نائب رئيس بلاده رياك مشار إلى السودان بمشاورات حول بعض القضايا تجريها الحكومتين، وقال إن مشار سيغادر إلى الخرطوم بعد أن يتم تحديد موعد الزيارة، وذلك لحث حكومة السودان على التراجع عن قرارها بغلق الأنبوب الناقل لنفط بلاده إلى التصدير عبر الموانئ السودانية وبحث سبل الحفاظ على السلام والاستقرار للدولتين. مؤكدا أن حكومته متمسكة بتنفيذ اتفاقات التعاون مع الخرطوم بما فيها اتفاق النفط.

وأضاف أن جوبا تجري مشاوراتها مع الخرطوم حول بعض المسائل لكنه لم يحددها، مشيرا إلى أن على البلدين ضرورة التوصل إلى حل نهائي لقضية تواصل تدفق النفط.. وقال: «لأنه يمثل مصيرا مشتركا للبلدين من ناحية اقتصادية وللازدهار الاقتصادي والتنمية». ونوه إلى أن هناك تحركا من جانب حكومته لإيجاد خط أنابيب بديل، مذكرا بأن رئيس بلاده سيلفا كير ميارديت اجتمع خلال زيارته الأخير إلى اليابان بوفد من شركة «تويوتا» اليابانية، واتفق معها مبدئيا على بناء خط أنابيب إلى ميناء لامو الكيني.

وقال الور إن حكومته أبدت رغبتها في مساعدة الخرطوم لحل مشكلاتها الداخلية عبر التوسط بينها والجبهة الثورية، وحل قضيتي النيل الأزرق وجنوب كردفان. مشددا على أن بلاده ليس لديها إمكانات لدعم الحركات المناوئة ضد الحكومة السودانية، وقال: «نحن لا نريد أن ندخل في مواجهة عسكرية مع الخرطوم؛ ليس من باب الضعف، ولكن حفاظا على السلام ومكتساباته»، وتابع: «لكن هذا لا يمنعنا من حق الدفاع عن النفس».

من جهته، قال وزير الإعلام والبث الإذاعي في جنوب السودان الدكتور برنابا مريال بنجامين لـ«الشرق الأوسط» إن مجلس وزراء بلاده كلف نائب الرئيس رياك مشار القيام بزيارة إلى الخرطوم على رأس وفد رفيع المستوى، وأضاف أن الزيارة ستتم هذا الأسبوع بعد أن يتم اختيار أعضاء الوفد من الوزراء والمسؤولين، مجددا تمسك بلاده بتنفيذ اتفاقيات التعاون روحا ونصا مع السودان، ومعتبرا أن المشكلات والخلافات التي تظهر من حين إلى آخر نابعة من عدم توافر الثقة. وقال إن «هناك آليات للمراقبة والتحقق فيما يتعلق بالاتهامات المتبادلة حول تحركات للمعارضة هنا وهناك»، وأضاف: «لقد تقدمنا بشكاوى إلى الآلية حينما عاد متمردون ضد بلادنا بقيادة جونسون أولنج إلى أحضان الدولة، واعترفوا بأن الخرطوم كانت قد قامت بتسليحهم»، متابعا: «قدمنا هذه الأدلة وسننتظر قرار الآلية رفيعة المستوى حولها»، ومؤكدا أنه «إذا أصرت الحكومة السودانية على قرارها بغلق أنبوب النفط، فإن شعب جنوب السودان سيواصل حياته وسيعيش، ولدينا تحوطاتنا الاقتصادية التي اعتمدناها من قبل».

وكان المتحدث باسم حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان ياسر يوسف قد أعلن في تصريحات صحافية ترحيب حزبه بزيارة نائب رئيس جنوب السودان رياك مشار إلى بلاده، وقال إن الخلافات بين البلدين تتمثل في مواصلة دعم جوبا لمتمردي الجبهة الثورية ضد حكومة بلاده، مشيرا إلى أن أي آلية تفضي إلى إيقاف الدعم سيتم الترحيب بها.

وأعلنت كل من جوبا والخرطوم موافقتهما بمقترحات رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى ثابو مبيكي، والخاصة بنزع فتيل الأزمة بينهما.

إلى ذلك، يصل صباح اليوم إلى العاصمة السودانية الخرطوم محمد كامل عمرو وزير الخارجية المصري مقبلا من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حاملا رسالة شفاهية من الرئيس المصري محمد مرسي إلى الرئيس السوداني عمر البشير تتعلق بالعلاقات بين البلدين.

وقال أبو بكر الصديق، الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية، في تصريحات صحافية أمس، إن عمرو سيلتقي بالبشير وينقل له رسالة من مرسي تتعلق بالعلاقات بين البلدين والتعاون حول مياه النيل والتطورات الإقليمية والدولية ذات الصلة، مشيرا إلى أن هناك جلسة مباحثات ستنعقد بين وزير الخارجية المصري ووزير الدولة للخارجية السوداني صلاح ونسي.