تقرير: بريطانيا تجسست على مسؤولي مجموعة العشرين في لندن

موسكو تصف التجسس على ميدفيديف في لندن بـ«الفضيحة»

TT

ذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية أمس أن لندن تنصتت على مكالمات تليفونية وراقبت أجهزة كومبيوتر لمسؤولين شاركوا في اجتماعين ماليين دوليين كبيرين في لندن عام 2009.

وأضافت الصحيفة أول من أمس أن بعض المندوبين من دول في مجموعة العشرين استخدموا مقاهي إنترنت كانت وكالات المخابرات البريطانية قد أقامتها لقراءة بريدهم الإلكتروني. وتابعت أن وكالة «المقر العام للاتصالات الحكومية» تلقت تقريرا من نظيرتها الأميركية «وكالة الأمن القومي» بشأن محاولاتها للتنصت على الرئيس الروسي في حينه ديمتري ميدفيديف وهو يجري اتصالا هاتفيا عبر الأقمار الصناعية بموسكو. وأكدت الصحيفة أن وثيقة للمقر العام للاتصالات الحكومية مؤرخة في يناير (كانون الثاني) 2009 تفيد بأن الوكالة تلقت الأمر بالتجسس على الوفود من جهة رفيعة المستوى في الحكومة التي كانت آنذاك برئاسة العمالي غوردون براون. ونشر التقرير قبل ساعات من بدء زعماء دول مجموعة الثماني وكلها أعضاء في مجموعة العشرين اجتماع قمة يستمر يومين في آيرلندا الشمالية. وقالت «الغارديان» إنها اطلعت على وثائق سرية توضح بالتفصيل الأسرار التي راقبتها المخابرات البريطانية لمسؤولين في اجتماع قمة لمجموعة العشرين واجتماع لوزراء المالية في 2009 وأشارت إلى أنها أجيزت على مستوى عال من قبل حكومة رئيس الوزراء البريطاني السابق غوردون براون. وقال التقرير إن من بين من استهدفتهم هذه العملية جنوب أفريقيا وتركيا. وامتنع متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية عن التعليق. ولم يتسن الاتصال فورا بحزب العمال الذي كان يتولى السلطة في 2009 للتعليق على ذلك. وقالت «الغارديان» إن الوثائق تشير إلى أن وكالة الاستخبارات البريطانية «جي سي إتش كيو» (المقر العام للاتصالات الحكومية) استخدمت «قدرات ثورية في التجسس» بهدف مراقبة الاتصالات التي تجريها الشخصيات التي شاركت في لندن في قمة مجموعة العشرين في أبريل (نيسان) 2009 ومن ثم في اجتماع وزراء مالية وحكام المصارف المركزية لدول المجموعة في سبتمبر (أيلول) من العام نفسه.

أثارت الأنباء التي نشرتها صحيفة الـ«غارديان» البريطانية حول تجسس المخابرات البريطانية والأميركية على الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف وغيره من المشاركين في قمة مجموعة العشرين في عام 2009، الكثير من الجدل بين ممثلي الأوساط الأمنية والسياسية في موسكو، فيما وصفها أليكسي بوشكوف رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الدوما بأنها «فضيحة، يصعب تصديق أي محاولات لنفيها من جانب الولايات المتحدة الأميركية». وكانت السفارة البريطانية في العاصمة الروسية رفضت التعليق على هذه الأنباء التي عزتها صحيفة الـ«غارديان» البريطانية إلى ما اطّلعت عليه من وثائق قالت إن إدوارد سنودن، الموظف السابق بالاستخبارات المركزية الأميركية قام بتسريبها.

من جانبه، أعلن آندريه كفاسوف المنسق الروسي لقمة «الثماني»، ورغم ما أثارته هذه الأخبار من قلق في الأوساط الروسية، أن «مخابرات بلاده تضمن لقادة الدولة اتصالات ممتازة ومحمية في أي مكان بالعالم».

وكانت الـ«غارديان» أشارت إلى أن «المقر العام للاتصالات الحكومية تلقى تقريرا من وكالة الأمن القومي الأميركية بشأن محاولاتها للتنصت على الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف وهو يجري اتصالا هاتفيا عبر الأقمار الصناعية». ونقلت قناة «روسيا اليوم» الناطقة باللغة العربية على موقعها في الشبكة الإلكترونية عن الصحيفة البريطانية ما قالته حول أن «الاستخبارات البريطانية وضعت سرا برامج شبيهة بتلك التي تستخدم في مقاهي الإنترنت، تتيح رصد كل الاتصالات عبر الشبكة إضافة إلى مراقبة رسائل البريد الإلكتروني والاتصالات الهاتفية التي يجريها المشاركون بواسطة هواتف (بلاكبيري)». وقالت إن الوكالة، وحسب ما ذكرته المصادر نفسها، استخدمت برنامجا يكفل لها معرفة المواعيد التي يتواصل خلالها أعضاء الوفود فيما بينهم، إلى جانب أنها كانت وضعت تحت المراقبة أشخاصا بعينهم، لا سيما وزير المالية التركي.