حماس تطلب من حزب الله سحب قواته من سوريا.. وتتهمه بإذكاء الاستقطاب الطائفي

بعد يومين من لقاء جمع الحركة والحزب في لبنان لتهدئة التوتر بينهما

TT

دخلت حركة حماس بشكل مباشر على خط الأزمة السورية، وطلبت من حزب الله اللبناني سحب قواته من سوريا، متهمة إياه بإذكاء الاستقطاب الطائفي في المنطقة.

وأكدت حماس في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، «حق الشعب السوري الثابت في نيل حقوقه وأمانيه وتطلعاته في الحرية والكرامة، وهو الشعب الأصيل الذي كان دوما مخلصا لنهج المقاومة وفي طليعة المقاومين والممانعين»، وقالت إنها متعاطفة «مع آلامه وجراحاته».

وطلبت حماس من حزب الله سحب قواته من سوريا، وجاء في البيان: «ندعوه لإبقاء سلاحه موجها فقط ضد العدو الصهيوني، خاصة أن دخول قواته في سوريا أسهم في زيادة الاستقطاب الطائفي في المنطقة»، وأضافت: «ندعو إلى الحرص على وحدة الأمة وتجنب كل أشكال الاستقطاب الطائفي والمذهبي والعرقي». وتابع البيان: «القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية، ومقاومة الاحتلال الصهيوني هي مهمتها الأساسية، ولا بد من الحفاظ على بوصلة المقاومة واتجاهها مهما كانت الظروف والأحوال».

ويعتبر هذا البيان، أول تدخل مباشر من حماس في الصراع هناك، وإعلانها الانحياز إلى جانب المقاتلين السنة، بعدما حافظت على موقف مؤيد من بعيد لثورة الشعب السوري.

وكان علاقة حماس بالنظام السوري، متقدمة، بعد أن حضنها لسنوات طويلة، لكنها ساءت بعدما رفضت الحركة إعلان الدعم للرئيس السوري بشار الأسد في حربه ضد المعارضة، قبل أن تنتقده علانية في موقف أدى إلى تدهور علاقتها كذلك بإيران وحزب الله اللبناني.

وقاتل حزب الله إلى جانب قوات النظام السوري في معركة القصير التي انتهت بسيطرة الجيش والحزب على البلدة، وتعهد الأمين العام للحزب حسن نصر الله بمواصلة القتال إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد.

واتهمت مصادر الحزب مقاتلين من حماس بالمشاركة في القتال مع المعارضة، وضد النظام، وهو ما نفته حماس قطعيا، قائلة أن لا مقاتلين لها في سوريا.

وجاء بيان حماس الذي نشره عضو المكتب السياسي للحركة، موسى أبو مرزوق، على صفحته على «فيس بوك»، بعد يومين من لقاء في لبنان، جمع بين الحركة وحزب الله، في محاولة لتهدئة التوتر بينهما.

وكان ممثل حماس في لبنان علي بركة، التقى عضو المجلس السياسي في حزب الله حسن حب الله، حيث أكد بركة أن حماس ليست طرفا في الأزمة السورية، وهي مع وحدة سوريا وسلامة أراضيها وشعبها.

ونفى بركة أي مشاركة عسكرية في سوريا، مؤكدا أن حماس لا تقاتل خارج فلسطين.

وقال بركة إن حركته حاولت التوسط لإيجاد حلول للأزمة السورية في بدايتها، لكنها لم تلق آذانا صاغية، في إشارة إلى موقف النظام.

من جهة ثانية، قالت مصادر عربية لموقع «واللا» العبري، إن حماس شكلت مؤخرا وحدة خاصة في القطاع، هدفها منع إطلاق الصواريخ من غزة على المناطق الإسرائيلية القريبة.

وبحسب الموقع، فإن قوام هذه الوحدة وصل إلى 600 عنصر انتشروا على طول الحدود بين القطاع وإسرائيل.

وأرجع مسؤول عربي هذا التطور إلى الضغوط التي مارستها مصر على حماس، من أجل الحفاظ على التهدئة. وقال: «حماس تعمل الآن بأقصى طاقتها للحفاظ على الهدوء، وحتى لو اقتضى ذلك الاشتباك مع الجماعات المسلحة الأخرى».

وأكدت مصادر في الجيش الإسرائيلي وجود هذه الوحدة التي جرى تشكيلها قبل الحرب الأخيرة على القطاع.

وقالت المصادر إن حركة حماس أعادت تأهيل هذه الوحدة ورفدتها بمقاتلين جدد، خصوصا بعد استمرار إطلاق صواريخ بعد الحرب الأخيرة على القطاع.

وقال موقع «واللا»، إن موقف القيادة المصرية لم يتوقف عن ممارسة الضغوط على حركة حماس، بل مساعدتها من خلال شن حرب متواصلة على المجموعات السلفية المنتشرة في شبه جزيرة سيناء، وهو ما أضر عمليا بمستوى وقدرة هذه الجماعات على تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة.

وكانت «الشرق الأوسط» نشرت نهاية أبريل (نيسان) الماضي، تفاصيل حول نشر مقاتلين من «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة حماس، في المناطق الحدودية لقطاع غزة، بديلا للشرطة المقالة، بهدف منع إطلاق الصواريخ على التجمعات السكنية الإسرائيلية.

وفورا نفى القيادي في حركة حماس محمود الزهار تشكيل حماس وحدة خاصة لمنع إطلاق الصواريخ على إسرائيل، قائلا: «كل يوم تخرج أنباء كاذبة عن حركة حماس». وأضاف في تصريحات لإذاعة «راية إف إم» المحلية: «هناك اتفاق تهدئة مع إسرائيل، والطرفان ملتزمان بذلك، لكن أن يتم تشكيل وحدة خاصة من قبل حماس لمنع إطلاق الصواريخ، هذا غير صحيح بتاتا، ولا توجد وحدات لدى حماس مختصة بمراقبة وضع التهدئة».