سيارة مفخخة في ريف حلب تستهدف حاجزا أمنيا والنظام يقصف مدرسة تؤوي نازحين

«لواء الشام» يتبنى تفجيري مطار المزة العسكري في دمشق

رجل أمن سوري يدقق هويات مواطنين في نقطة تفتيش بدمشق بعد ساعات من تفجير استهدف مطار المزة العسكري في العاصمة أمس (أ.ف.ب)
TT

أدى انفجار سيارة مفخخة عند حاجز للجيش النظامي في منطقة ريف حلب الجنوبي إلى مقتل العشرات من عناصر النظام السوري أمس، وذلك بعد ساعات على استهداف مطار المزة العسكري، غرب العاصمة دمشق، بسيارتين مفخختين ليل أول من أمس، تسببا بتفجير مستودعات للذخيرة، وفق مصادر المعارضة.

وفيما تبنى مقاتلو «دولة الإسلام في العراق وبلاد الشام» العملية الأولى، أعلن «لواء الشام» التابع لقيادة الجبهة الجنوبية في الجيش السوري الحر مسؤوليته عن التفجير الذي استهدف مطار المزة العسكري، وهو المطار الذي يستخدمه الرئيس السوري بشار الأسد وكبار الضباط في الجيش السوري.

في ريف حلب، أفاد ناشطون معارضون أن سيارة مفخخة تم إرسالها إلى تجمع للقوات النظامية في قرية الدويرينة من قبل مقاتلي دولة الإسلام في العراق وبلاد الشام وهي جماعة جهادية تقاتل ضد نظام الأسد. وأدى انفجار السيارة إلى تدمير المكان وقتل جميع العناصر النظامية الموجودة فيه، ورجح ناشطون ارتفاع عدد القتلى إلى نحو ستين من الجنود النظاميين. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» إن «قرية الدويرينة تعتبر معقلا لمقاتلي دولة الإسلام في العراق وبلاد الشام التي يتحدر معظم عناصرها من دول عربية مختلفة». وأوضح أن هناك مبالغة كبيرة في عدد الضحايا الذين سقطوا إثر العملية التي استهدفت حاجزا للقوات النظامية. وأشار إلى أن سلاح العبوات المفخخة تستخدمه الجماعات الجهادية، مستبعدا أن يكون للجيش الحر أي علاقة بهذه العمليات.

في موازاة ذلك، قال ناشطون معارضون إن طائرة نظامية ألقت قنبلة فراغية على مدرسة تأوي نازحين في دارة عزة بريف حلب، ما أدى إلى مقتل شخصين وجرح أكثر من 20. وبث ناشطون صورا على مواقع الإنترنت لعمليات البحث عن ناجين تحت أنقاض المدرسة، علما بأن القصف تسبب في أضرار مادية في المباني المجاورة. وتزامن ذلك مع غارة جوية من قبل سلاح الجو النظامي على خان طومان في ريف حلب. وأفادت شبكة «شام» الإخبارية أن القوات النظامية استهدفت حافلة للركاب المدنيين في ريف حلب الشمالي ما أدى إلى وقوع عدد من القتلى والجرحى.

وتأتي عملية قرية الدويرينة بعد يوم على استهداف مطار المزة العسكري الذي يستخدمه الأسد ومعاونوه وتتولى حمايته الفرقة الرابعة في الجيش، وهي من أقوى الفرق العسكرية ومكلفة بحماية دمشق ويقودها ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري.

وأعلن «لواء الشام» في بيان مصور أن «أحد عناصره أدخل سيارة تابعة للمطار وزرع فيها لغما شديد الانفجار بالتعاون مع شخص آخر من داخل المطار، وركنها إلى جانب مستودعات الذخيرة، ما أدى إلى حدوث انفجارين، الأول نجم عن انفجار اللغم المزروع في السيارة، والثاني نجم عن انفجار مستودعات الذخيرة، ما أدى إلى اندلاع حريق ضخم، ومقتل وإصابة العشرات من العسكريين داخل المطار».

ولم يحدد لؤي المقداد، المنسق الإعلامي والسياسي للجيش الحر، في اتصال مع «الشرق الأوسط» هوية الجهة المنفذة للعملية، لافتا إلى أن «المعطيات ما زالت غير واضحة بهذا الشأن». وأوضح «أن سيارتين مفخختين استهدفتا مطار المزة العسكري، الأولى نسفت حاجزا عند السور الخارجي، فيما الثانية ضربت على الأرجح مستودعات للذخيرة».

وقال المقداد إن «عشرات سيارات الإسعاف نقلت القتلى والجرحى بعد قطع طرق المزة، ونقل المصابون إلى مستشفيات الشامي والمواساة والعسكري»، لافتا إلى أن «القوات النظامية قصفت بعد العملية منطقتي داريا والمعضمية بقذائف الهاون». وشدد المقداد على أن «سلاح السيارات المفخخة يستخدم فقط ضد الأهداف العسكرية ويحرم استخدامه في مناطق المدنيين».

من جهته، أفاد المرصد السوري أن «سيارة ملغومة انفجرت عند حاجز طريق قرب المطار ما أدى إلى سقوط 20 من القوات الحكومية بين قتيل وجريح. وأظهرت أشرطة فيديو بثها ناشطون على مواقع الإنترنت ألسنة اللهب تتصاعد من المطار إثر التفجير».

وفي دمشق، أفاد بيان صادر عن مجلس قيادة الثورة أن «القوات النظامية قصفت بمدفعية الدبابات منطقة القدم جنوبي العاصمة، كما قصفت الدبابات المتمركزة قرب شرطة القدم منطقة جورة الشريباتي بعد غارات جوية شنتها على مجمع القدم الصناعي». وأشار بيان ثان إلى «قصف عنيف على الزبداني تخلله غارتان جويتان لطائرات النظام شنت من ارتفاعات عالية».

وفي منطقة التضامن قصفت القوات النظامية مواقع للجيش الحر بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون وسط اشتباكات عنيفة، حسب بيان آخر لمجلس قيادة الثورة.