قتيل وجرحى في اشتباكات بين مناصري الأسير وحزب الله في صيدا

الجيش اللبناني أنذر المسلحين.. وتعليمات أمنية صارمة لضبط الوضع

TT

تدهور الوضع الأمني أمس في مدينة صيدا، جنوب لبنان، بشكل مفاجئ، مع اندلاع اشتباكات في محلة عبرا بين مسلحين تابعين لإمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير من جهة، ومسلحين تابعين لسرايا المقاومة في صيدا وحزب الله من جهة أخرى. وتخلل الاشتباكات استخدام أسلحة خفيفة ومتوسطة وقذائف صاروخية، أسفرت عن مقتل شخص على الأقل، وإصابة أربعة آخرين بجروح.

واتخذت القوى الأمنية اللبنانية إجراءات عاجلة، لوقف تمدد الاشتباكات وإنهاء المظاهر المسلحة التي سرعان ما انتشرت في صيدا. وأوضح محافظ الجنوب نقولا أبو ضاهر لـ«الشرق الأوسط» أن الاجتماعات الأمنية العاجلة في المدينة «ركزت على ضرورة وقف فوري لإطلاق النار وسحب المظاهر المسلحة»، مشيرا إلى انتشار واسع للجيش اللبناني لفرض التهدئة، مؤكدا أن «تعليمات صدرت للأجهزة الأمنية باتخاذ قرارات حاسمة بغية وضع حد للتوتر الأمني».

وتابع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تطورات الوضع الأمني عبر سلسلة اتصالات مع وزير الداخلية مروان شربل وقادة الأجهزة الأمنية.

وأنذرت قيادة الجيش اللبناني، في بيان أصدرته أمس «جميع المسلحين بوجوب الانسحاب الفوري من الشوارع»، مؤكدة أنها «لن تسمح بنشر الفلتان الأمني وستطلق النار على أي مسلح وسترد على مصادر إطلاق النار بالمثل». وأوضحت قيادة الجيش، أنه «وعلى خلفية حادث سير حصل في مدينة صيدا، انتشرت عناصر مسلحة في محلة عبرا وأطلقت النار إرهابا، مما أدى إلى وقوع بعض الإصابات بين المواطنين، وذلك بالتزامن مع إقدام أشخاص آخرين على قطع الأتوستراد البحري والأتوستراد الشرقي للمدينة». وذكرت أنه على الأثر، تدخلت وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة التي عززت بوحدات إضافية وهي تعمل على إخلاء المظاهر المسلحة وفتح الطرقات وإعادة الأوضاع إلى طبيعتها.

وبدأت الاشتباكات، بين أنصار الأسير ومجموعة من عائلة الصوص في محلة عبرا شرق المدينة، استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والصاروخية، كما تبادل الطرفان إطلاق النار بين عبرا التي يقيم فيها الأسير، والقياعة التي يسكنها مناصرو التنظيم الشعبي الناصري المؤيد لحزب الله.

وبعيد مناوشات عسكرية بين الطرفين، تدهور الوضع الأمني. وقال شهود عيان من صيدا لـ«الشرق الأوسط» إن أنصار الأسير «أطلقوا قذيفة صاروخية باتجاه منطقة حارة صيدا، دفعت أهالي المنطقة لاتخاذ إجراءات للرد على مصدر النيران»، وهي منطقة تقع شرق مدينة صيدا، وإلى الشمال من عبرا، وتبعد عنها كيلومترين.

وكتب الأسير على صفحته الشخصية على موقع «تويتر»: «هناك إطلاق قذائف صاروخية بشكل كثيف على مسجدنا الذي يحوي النساء والأطفال من جهة حارة صيدا ذات الأغلبية الشيعية التابعة لحزب الله. ادعوا لنا».

وأفادت قنوات تلفزيونية لبنانية باقتحام مناصري الأسير شقق يسكنها مناصرون لحزب الله في المنطقة، وهي الشقق التي طالب الأسير في عدة اعتصامات بطرد ساكنيها، مما دفع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله للتأكيد في أحد خطاباته، نهاية فبراير (شباط) الماضي إلى القول: «هناك آلاف العائلات الشيعية في صيدا منذ مئات السنين، ولدينا آلاف الناخبين في مدينة صيدا. الآن، أصبح السكن في صيدا يحتاج إلى إذن من هذه الجهة أو تلك الجهة! ويخرج ويقول أنا أسمح لفلان أو فلانة، أنا أسمح أن تأتي عائلة شيعية أو نساء أو أطفال ويأتوا ويسكنوا في هذا البيت أو ذاك البيت».

في المقابل، أعلن أنصار الأسير عن اقتحام عناصر حزب الله فيلا المطرب المعتزل فضل شاكر، الذي يعد من أبرز المؤيدين للأسير. لكن قناة «المنار» التابعة لحزب الله، نفت الخبر. وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن مقاتلي الأسير ومقاتلي سرايا المقاومة «تبادلا إطلاق النار بالأسلحة المتوسطة والقذائف الصاروخية من تلتين متواجهتين في المنطقة». وذكر أحدهم أن «الجيش اللبناني أخلى الشوارع». وبينما سجل انتشار لمسلحين في منطقة الكورنيش البحري في صيدا، أفاد شهود عيان بأن الجيش اللبناني انتشر على الطريقين الساحلي والشرقي بصيدا وعلى طريق مجدليون – عبرا. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، وهي وكالة الأنباء الرسمية، أن وحدات الجيش اللبناني اتخذت إجراءات أمنية، وقطعت الطرق المؤدي إلى عبرا.

وفور اندلاع الاشتباكات أمس، اتخذ الجيش اللبناني تدابير أمنية، ودفع بتعزيزات وعسكرية إلى المنطقة. وحمل مصدر عسكري مسؤولية تدهور الوضع الأمني للشيخ أحمد الأسير وأنصاره، مشيرا إلى أنه «عمد إلى توتير الأجواء». وأفادت وكالة «المركزية» الخاصة، بأن الجيش اللبناني «تلقى أوامر صارمة بوقف القتال في صيدا». وفي حين نقلت محطة «أو تي في» عن مصادر حزب الله أنه «حريص على التهدئة في صيدا، لكنه سيمنع أي تغيير على الأرض في صيدا والقرى المحيطة بها»، قال الفنان المعتزل فضل شاكر: «حتى لا يحصل التوتر في صيدا يجب ألا يكون هناك أي وجود لحزب الله فيها».