فرنسا تنتظر من إيران «مبادرات ملموسة لإرساء الثقة»

روسيا تدعو الغرب لتخفيف العقوبات على طهران و«انتهاز الفرصة» لحل الملف النووي

حسن روحاني
TT

أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، أمس، أن فرنسا تترقب من طهران «مبادرات ملموسة لإرساء الثقة» في الملف النووي الإيراني بعد انتخاب رجل الدين المعتدل حسن روحاني رئيسا للجمهورية الإسلامية.

وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسي في مؤتمر صحافي: «إننا ننتظر من إيران أن تقوم بمبادرات ملموسة لإرساء الثقة بغية تطبيق كامل لقرارات مجلس الأمن الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وأضاف أن «فرنسا تبقى مصممة مع شركائها» في مجموعة «5+1» (التي تضم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن: الصين، الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا وروسيا، إضافة إلى ألمانيا) على «إيجاد حل دبلوماسي طويل الأمد».

وتابع: «كما تعلمون أن فرنسا أخذت علما بانتخاب حسن روحاني، ونحن مستعدون للعمل معه».

وأكد الرئيس الإيراني المنتخب، حسن روحاني، الاثنين، رفضه أي وقف لبرنامج تخصيب اليورانيوم الذي يثير قلق القوى العظمى، لكنه وعد بمزيد من «الشفافية»، وذلك في أول مؤتمر صحافي له بعد انتخابه، عقده في طهران. ويشتبه الغربيون في سعي إيران إلى اقتناء القنبلة الذرية تحت غطاء برنامجها النووي المدني، الأمر الذي تنفيه طهران.

من جهة اخرى دعت روسيا أمس الغرب إلى تخفيف العقوبات المفروضة على طهران؛ إذ عبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن ظهور أمل غير مسبوق بإحداث انفراج في الأزمة النووية فيما تستعد ظهران لتقديم تنازل كبير في مسألة تخصيب اليورانيوم.

وقال لافروف إن إيران مستعدة الآن للموافقة على تعليق نشاطاتها لتخصيب اليورانيوم إلى نسبة 20%. وفي حال تم ذلك، فإن هذه الخطوة ستكون أكبر تنازل تقدمه طهران منذ سنوات بشأن هذه الأزمة. وجاءت تصريحات لافروف لتضاف إلى مشاعر التفاؤل الحذر التي تلت انتخاب رجل الدين المعتدل حسن روحاني رئيسا لإيران خلفا للرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد.

وقال لافروف في حديث لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) نشرت نصه الخارجية الروسية أمس: «من الضروري تفادي تشديد العقوبات على إيران والبدء بالتفكير في طرق تخفيفها تدريجيا بطريقة تشعر بها إيران». وأجرت إيران جولتين من المحادثات مع الدول الكبرى في ألمآتا في كازاخستان سادتها أجواء أفضل من تلك التي سادت المحادثات السابقة. وقال لافروف: «لأول مرة منذ سنوات عدة، بدأت مؤشرات أمل تظهر في هذه العملية». وأضاف أن «الإيرانيين يؤكدون الشيء الرئيس وهو الاستعداد حتى في المرحلة الحالية لوقف تخصيب اليورانيوم إلى نسبة 20%».

ويشكل تخصيب اليورانيوم العقبة الرئيسة في الأزمة المستمرة منذ عقد حول برنامج إيران النووي نظرا لأن هذه العملية يمكن أن تؤدي إلى استخدام اليورانيوم وقودا نوويا أو نواة متفجرة لقنبلة ذرية.

وتشتبه الدول الغربية في سعي إيران إلى حيازة أسلحة نووية تحت ستار برنامج مدني، وهو ما تنفيه طهران بشدة.

ولمح كبير المفاوضين في الملف النووي الإيراني سعيد جليلي عقب محادثات في ألمآتا في أبريل (نيسان) الماضي إلى احتمال تقديم تنازل بشأن تخصيب اليورانيوم. وقال إن إيران يمكن أن «تعيد النظر» في عمليات تخصيب اليورانيوم إلى نسبة 20% فيما أصر على حقوق بلاده في دورة الوقود الكاملة.

وقال لافروف: «يمكن أن يكون هذا اتفاقا يشكل انفراجا ويخفف إلى درجة كبيرة حدة المشكلات الحالية»، مشيرا إلى أن تقديم إيران أي تنازلات يجب أن تقابله خطوات من الدول الكبرى. وأضاف: «يتعين على المجتمع الدولي أن يبدي رد فعل كافيا على أي خطوات بناءة تتخذها إيران من بينها الإزالة التدريجية للعقوبات الأحادية والعقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي». وأكد أن «عدم انتهاز هذه الفرصة أمر لا يمكن غفرانه».

ولا يعرف بعد كيف يمكن أن تستجيب القوى الغربية لدعوات لافروف. إلا أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قال أول من أمس إن على طهران أن تدرك أن أقسى العقوبات الاقتصادية ستبقى مفروضة إذا لم تتخذ طهران خطوات واضحة تبرهن على أنها لا تقوم بتطوير قنبلة نووية. وقال: «لقد كان كلامنا دائما هو: أظهروا للمجتمع الدولي أنكم تلتزمون بالمعاهدات والواجبات الدولية وأنكم لا تقومون بتطوير سلاح نووي».

وتخضع إيران لسلسلة عقوبات من الأمم المتحدة تم تشديدها بحصار مصرفي ومالي من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بعد أن كانت في البداية تستهدف القطاع النووي والدفاع، وأصبحت تضر بالاقتصاد الإيراني بشكل أوسع متسببة في قلق لدى أبناء الشعب الإيراني وحتى القادة.

وفي بيان منفصل، رحبت وزارة الخارجية الروسية بما وصفته بـ«وعود روحاني» بإظهار شفافية أكبر بشأن برنامج إيران النووي. ودعت إلى عقد جولة جديدة من المحادثات بين إيران والدول الكبرى بالسرعة الممكنة، «خصوصا أنه تم إرساء أسس للتحرك باتجاه اتخاذ أولى القرارات في المفاوضات».