تصريحات قيادي إخواني بارز تتسبب في أزمة جديدة بين مصر والإمارات

حزبه نأى بنفسه عنها.. والجالية المصرية تصفها بـ«المشينة»

الدكتور عصام العريان
TT

أثار القيادي الإخواني البارز الدكتور عصام العريان مجددا أزمة سياسية بين مصر والإمارات، على خلفية تصريحات هاجم فيها المسؤولين الإماراتيين، وهو ما دفع حزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية لجماعة الإخوان) للنأي عن تصريحات العريان الذي يتولى منصب نائب رئيس الحزب وزعيم الأغلبية في المجلس التشريعي (الشورى).

وطالب العريان خلال اجتماع لجنة الشؤون العربية والخارجية بمجلس الشورى، أول من أمس، وزارة الخارجية بتوجيه رسائل قوية للمسؤولين في الإمارات، بسبب تعاملهم الذي وصفه بـ«غير المقبول» مع المصريين هناك، قائلا إن «مصر لن تتسول»، وداعيا إلى أن «يعود المسؤولون الإماراتيون إلى صوابهم».

وكانت الإمارات قد أعلنت مطلع العام الحالي عن توقيفها 11 مصريا قالت إنهم ينتمون إلى ما سمته «خلية إخوانية» تعمل على أراضيها. وزار وفد مصري رفيع برئاسة عصام الحداد، مساعد الرئيس المصري لشؤون الخارجية، الإمارات لبحث الأزمة حينها من دون أن تسفر هذه المباحثات عن أي تقدم.

وتابع العريان قائلا، إن «من يتوقع حدوث شيء في 30 يونيو (حزيران) (وهو الموعد الذي تحشد له المعارضة للضغط على الرئيس محمد مرسي لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة)، يجب أن يفهم جيدا أن سنده الوحيد هو مصر، وأن التسونامي القادم سيكون من إيران وباكستان وليس من مصر». وأضاف العريان، موجها حديثه للمسؤولين الإماراتيين: «كونوا ملوكا مع العرب بدلا من أن تصبحوا عبيدا لدى الفرس»، على حد قوله.

من جهته، أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية اعتزاز مصر بالعلاقات الأخوية التي تربطها بدولة الإمارات العربية المتحدة وشعبها الشقيق، مشيرا إلى أن هذه العلاقات الممتدة عبر التاريخ تستند إلى الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وليس من الممكن أن تنال منها تصريحات هنا أو هناك. وأضاف المتحدث أن وزارة الخارجية تتابع عن كثب من خلال السفارة المصرية في أبوظبي أوضاع المواطنين المعتقلين في الإمارات، وتتخذ الإجراءات اللازمة لتوفير سبل الرعاية والمساعدة القانونية لهم ضمانا لحسن معاملتهم وحفاظا على حقوقهم.

وسارع حزب الحرية والعدالة (الإخواني) للنأي بنفسه عن تصريحات العريان بشأن الإمارات، مؤكدا أن التصريحات بشأن هذه الدولة «الشقيقة» لا تعبر عن الموقف الرسمي للحزب. ونقل بيان صدر الليلة قبل الماضية عن الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس الحزب قوله: «إن ما نشر من تصريحات منسوبة للدكتور عصام العريان نائب رئيس الحزب بشأن دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، خلال اجتماع لجنة الشؤون العربية بمجلس الشورى لا يعبر عن وجهة نظر الحزب وموقفه الرسمي».

من جانبها، أصدرت الجالية المصرية بالإمارات بيانا للرد على تصريحات العريان، قالت فيه: «في ظل الظروف الحرجة التي تمر بها مصر من حالة استقطاب داخلي، ومن أزمات مختلقة على المستوى الخارجي، تسيء لمصر على المستوى الدولي، فإن تصريحات العريان مشينة، هاجم فيها شعب الإمارات دولة وشعبا، مدعيا فيها أن صبر المصريين قد نفد تجاه الإماراتيين، وأن المعلمين المصريين لم يحسنوا تعليم شعب الإمارات، ثم قام بالتهديد، بأن التسونامي القادم للإماراتيين سيكون قادما من إيران، وأن شعب الإمارات سيكون عبيدا للفرس».

وأضاف البيان: «نقر نحن المصريين المقيمين بدولة الإمارات، أننا نستنكر وبشدة ما جاء على لسان العريان، شكلا وموضوعا، ونؤكد أن تلك التصريحات المشينة لا تعبر عنا بأي شكل من الأشكال، ولا عن أبناء وطننا الذين يقدرون أبناء الإمارات والشيخ زايد، رحمه الله».

وبالتزامن مع ذلك، انتشرت أمس على مواقع التواصل الاجتماعي عبارات الاستهجان لموقف الدكتور عصام العريان، وكان من ضمن أكثر الجمل تبادلا على صفحات المصريين: «نعتز بالإمارات العربية حكومة وشعبا شقيقا.. والعريان لا يمثلنا».