بارزاني لأشتون: المشاكل التي نشهدها في العراق نتيجة عدم الالتزام بالشراكة

نيجيرفان بارزاني يبلغ المسؤولة الأوروبية أنه لا يمكن العودة بالبلد إلى سلطة شديدة المركزية

TT

التقى كل من رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، ورئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني، كل على حدة، أول من أمس بمسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون التي وصلت إلى العراق بزيارة غير معلنة، وأجرت ببغداد لقاءات مع المسؤولين في الحكومة العراقية. وبحث رئيس الإقليم مع أشتون الوضع العراقي العام والتطورات الإقليمية إلى جانب القضايا المحلية بكردستان في مقدمتها موضوع الطاقة والسياسة النفطية لحكومة الإقليم.

ونقل مصدر بالمكتب الإعلامي لرئاسة الإقليم لـ«الشرق الأوسط» أن مسؤولة العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي، استهلت اللقاء بالإعراب عن سعادتها بزيارة الإقليم، وأشادت «بالتطور والتنمية التي تشهدها كردستان، مؤكدة على أن المكتسبات التي تحققت في كردستان إنما كانت نتيجة لصمود شعبها، ومواجهته الكثير من المآسي والكوارث التي تعرض لها، ولذلك من حقه أن يبذل ما في وسعه اليوم للمحافظة عليها وعدم العودة إلى الوراء». كما أعربت عن «ارتياحها للزيارة التي قام بها رئيس الوزراء العراقي إلى إقليم كردستان، وطلبت أن تستمر هذه الزيارات والحوارات للتوصل إلى حل للمشاكل العالقة بين الإقليم وبغداد».

من جانبه رحب بارزاني بالزيارة، واعتبرها «مهمة في هذا الظرف، وقدم شرحا مقتضبا عن تأريخ الإقليم منذ انتفاضة شعب كردستان إلى اليوم»، مشيرا إلى «أن شعب كردستان يؤمن ويسعى إلى الديمقراطية والتطور والتعايش، وأن الاستقرار الذي تشهده كردستان هو نتيجة توق المواطنين هنا إلى السلام وابتعادهم عن الانتقام والعنف، وأن المشاكل التي نشهدها اليوم في العراق هي نتيجة عدم الالتزام بالشراكة والتعايش».

وحول موضوع الطاقة والسياسة النفطية للإقليم قدم نيجيرفان بارزاني رئيس وزراء الإقليم شرحا مفصلا حول الأبعاد العامة لسياسة الطاقة التي تنتهجها حكومته، مشيرا إلى «أن هذه السياسة لا تتعارض مع الدستور العراقي، وأننا نعتقد بأن موارد النفط هي حق لكل المكونات في العراق. وأشادت كاترين أشتون في هذا الصدد بخطوات إقليم كردستان التي تستند إلى المبادئ القانونية والدستورية».

الدكتور فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة الإقليم قال لـ«الشرق الأوسط» إن «زيارة المسؤولة الأوروبية تكتسب أهمية بالغة لأنها المرة الأولى التي تزور فيها إقليم كردستان، وتجتمع بقيادته، وقد جرى خلال اللقاء التباحث حول تعزيز العلاقات بين العراق والاتحاد الأوروبي من جهة، وتدعيم العلاقات بين الاتحاد وإقليم كردستان، وجرى خلال اللقاء التباحث أيضا حول الوضع العراقي العام والأوضاع الإقليمية في مقدمتها موضوع سوريا وتطوراته. ففي الموضوع السوري تحدث الرئيس بارزاني عن تقاعس المجتمع الدولي في مساعدة اللاجئين السوريين في إقليم كردستان، وطلب من مسؤولة العلاقات الخارجية أن يسعى الاتحاد الأوروبي ويضغط باتجاه تحريك المجتمع الدولي لمساعدة اللاجئين في كردستان والاهتمام بهم بشكل أكبر. وبحث الجانبان أيضا موضوع جرائم الإبادة الشاملة التي تعرض لها الشعب الكردي على أيدي النظام السابق حيث طلب بارزاني بذل جهود أكبر من أجل اعتراف دولي لما تعرض لها الشعب الكردي من حملات الأنفال والقصف الكيماوي والكوارث واعتبارها إبادة جماعية. ووعدت مسؤولة العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي بإيصال قضية الإبادة الجماعية إلى الاتحاد الأوروبي، وقدمت شكرها لإقليم كردستان لاستيعابه ذلك العدد الهائل من اللاجئين السوريين، وأعلنت أن الاتحاد الأوروبي يبحث عن فرصة للقيام بمساعدة اللاجئين في إقليم كردستان. وحول لقاء أشتون بنائب رئيس الوزراء العراقي حسين الشهرستاني حيث وقعت معه اتفاقا حول إنشاء مركز مشترك بين العراق والاتحاد الأوروبي للطاقة، وما إذا كانت بحثت المسألة النفطية مع بارزاني، قال حسين «بالتأكيد تم التطرق إلى الخلافات النفطية بين أربيل وبغداد، خاصة أن كردستان أصبحت اليوم تحتل موقعا مهما على خارطة الطاقة بالعالم، ولذلك فإن الاتحاد الأوروبي يهتم في هذا الإطار بإقليم كردستان».

من جهته أكد فلاح مصطفى رئيس دائرة العلاقات الخارجية بحكومة الإقليم والذي حضر اجتماع أشتون وبارزاني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» قائلا: «فيما يتعلق بموضوع الطاقة فإن نيجيرفان بارزاني تحدث بإسهاب حول السياسة النفطية التي تنتهجها حكومته بشأن الطاقة، وأكد للمسؤولة الأوروبية أن جميع العقود والسياسات النفطية هي متطابقة مع الدستور العراقي»، مشددا على أنه لا يمكن العودة بالعراق إلى السلطة الشديدة المركزية، وعدم إمكانية إعادة إقليم كردستان إلى ما قبل تحررها في عام 1991. مشيرا إلى «أن القيادة الكردية قررت بمحض إرادتها وبرغبة شعبها الانضمام إلى الاتحاد الاختياري في العراق، وأثناء صياغة الدستور الحالي شدد الجانب الكردي على القضايا الاستراتيجية المهمة لإعادة بناء البلد، في مقدمتها موضوع الانفتاح على السياسة النفطية واستثمارها استثمارا أمثل بما يطور هذا القطاع ويخدم مصلحة الشعب، وأعلن بارزاني التزام حكومته ببنود الدستور فيما يتعلق بالسياسة النفطية». يذكر أن أشتون وجهت رسالة إلى الشعب الكردي قبيل مغادرتها كردستان قالت فيها «إنه لشرف عظيم أن أكون اليوم في أربيل وأعقد اجتماعا مثمرا مع رئيس الإقليم ورئيس الوزراء، وقد سنحت لنا فرصة أن نتباحث حول الوضع في العراق وأهمية تطوره، إلى جانب أوضاع المنطقة وخاصة قضية سوريا».