«فتح»: على «حماس» عدم التدخل في شؤون الدول العربية.. والحركة: علاقتنا مبنية على القيم

قالت إن ذلك يدخل الفلسطينيين في صراعات جانبية مضرة

TT

طلبت حركة فتح من حركة حماس، عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، معتبرة ذلك مضرا بالمصلحة الوطنية العليا. وأصدر عضو اللجنة المركزية لفتح، والناطق باسمها، نبيل أبو ردينة، بيانا بعد اجتماع ترأسه الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، أمس، قالت فيه: «تدعو (فتح) (حماس) إلى وقف انشغالها بالقضايا الجانبية وإدخال الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية في صراعات تضر بمصلحتنا الوطنية العليا، وأن تبتعد عن التدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية، وأن تضم جهدها مع باقي القوى والفصائل الفلسطينية لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية».

وجاءت دعوة «فتح» هذه، بعد طلب «حماس» من حزب الله اللبناني الانسحاب من الأراضي السورية، متهمة إياه بإذكاء نار الفتنة الطائفية في المنطقة، وعدة لقاءات أجرتها الحركة مع الرئيس المصري محمد مرسي، أول من أمس، ورئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، أول من أمس، تناولت الصراع في سوريا والموقف منه. وجددت فتح موقفها المعروف سلفا تحت قيادة أبو مازن، بالنأي عن التدخل في أي صراعات. وأكدت «دعمها وتأييدها لموقف الرئيس والقيادة الفلسطينية من الصراعات والأزمات التي تعصف بمنطقتنا العربية وهو الموقف الذي ينأى بالشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية عن هذه الصراعات التي لا تخدم إلا أعداء الأمة والاحتلال الإسرائيلي وتهدد مستقبل العرب ودورهم الإقليمي والدولي. وتؤكد في هذا الشأن وقوفها إلى جانب تطلعات الشعوب العربية بالحرية والديمقراطية والتقدم».

وتمثل «فتح» و«حماس» خطين متناقضين في التعاطي مع الأزمات العربية، إذ لا تتدخل الأولى ولا تبدي رأيا في المسألة، بداعي الحفاظ على الفلسطينيين من الانتقام في المناطق التي تشهد صراعات، بينما تناصر الثانية طرفا على آخر، وتقول إنها والفلسطينيون أكبر المستفيدين من الربيع العربي الحالي.

وكانت مصادر حزب الله اللبناني، قد اتهمت «حماس» كذلك بالمشاركة في القتال إلى جانب المعارضة السورية في بلدة القصير، قبل أن تنفي «حماس» ذلك وتقول إنها لا تشارك في القتال في أي دولة عربية، لكنها كذلك لا ترهن قرارها لمن يدعمها.

وقال وكيل وزارة الخارجية في حكومة «حماس»، غازي حمد، إن «حماس» لا تبني سياساتها الخارجية على المصالح بل على القيم، مؤكدا أنها تستند إلى معيارين في تحديد علاقتها بالدول، الأول، هو القضية الفلسطينية وموقف الدول منها، والثاني، عدم التدخل في أي شأن داخلي لأي دولة.

ونفى حمد أن تكون علاقات «حماس» الخارجية مرتبطة بالدعم المالي المشروط. وقال في ندوة سياسية «لم يسجل لأي دولة أن أعطت (حماس) أوامر أو أملت عليها مواقف أو تبني سياسات معينة. (حماس) لا تسمح لأي دولة التدخل بالشأن الفلسطيني حتى لو مدتنا بالمال والسلاح وأن جميع الدول التي زارتها الحركة وكذلك المسؤولين الذين زاروا غزة أكدوا دائما أهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية».

وأكد حمد علاقة «حماس» بمصر، قائلا إن مصر بالنسبة لها هي الدولة رقم واحد، وأن «حماس» لم تسع يوما للتدخل في الشأن المصري وأنها على علاقة بجميع الأطراف هناك، معتبرا كل ما ينشر عن تدخلها في الشأن المصري محض أكاذيب وافتراءات.

وفي سياق متصل، أكدت «فتح» على «موقفها الثابت والاستراتيجي من أهمية إنجاز المصالحة الوطنية فورا والاحتكام للشعب الفلسطيني من خلال الانتخابات العامة الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني بعد تشكيل حكومة التوافق الوطني بثلاثة أشهر، وعدم وضع العراقيل في طريق تحقيق الوحدة الوطنية، ورحبت بتشكيل الحكومة الجديدة داعية جميع القوى والفعاليات الفلسطينية لدعمها».

كما أكدت اللجنة المركزية للحركة «وقوفها ودعمها لأبناء شعبنا الفلسطيني في سوريا الذين دمرت بيوتهم وهجروا مخيماتهم ويعيشون في ظروف صعبة وغير إنسانية داخل سوريا وخارجها. وطالبت المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في توفير الحماية لأبناء شعبنا سواء في أماكن وجودهم وتوفير سبل حياة كريمة وإنسانية لهم».