اجتماع لمجموعة الـ11 بعد غد في قطر لبحث تسليح المعارضة السورية

باريس: ننتظر من إيران «أفعالا لا أقوالا» لإشراكها في «جنيف 2»

TT

كشفت مصادر دبلوماسية فرنسية رفيعة المستوى أمس، عن اجتماع لوزراء خارجية مجموعة الدول الـ11 التي تتشكل منها النواة الصلبة لـ«أصدقاء الشعب السوري»، سيعقد في الدوحة بعد غد لدراسة سبل الاستجابة لمتطلبات المعارضة السورية السياسية والعسكرية ولتقييم التطورات الميدانية التي كان أبرزها سقوط القصير والنجاحات التي حققتها قوات النظام السوري في الآونة الأخيرة، في عدة مناطق. وقالت هذه المصادر إن اجتماعا على مستوى الخبراء سيعقد غدا للإعداد للقاء وزراء الخارجية.

في غضون ذلك، سعت باريس لتبديد الغموض الذي تأتى عن تصريحات الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بخصوص إيران التي أدلى بها على هامش قمة الثماني الأخيرة في آيرلندا الشمالية وترحيبه بمشاركة إيران في مؤتمر «جنيف 2» المتوقع أن يعقد في مطلع أغسطس (آب) المقبل، وذلك تعليقا على انتخاب حسن روحاني رئيسا للجمهورية الإسلامية.

وقالت المصادر إنه «ليس بالإمكان التصرف كأن شيئا لم يحصل في إيران»، في إشارة إلى انتخاب روحاني الذي يعد من المعتدلين والذي حاز دعم الإصلاحيين، الأمر الذي مكنه من الفوز. بيد أن هذه المصادر سارعت إلى القول إن التغير «لم يحصل في السياسة الفرنسية؛ بل حصل في إيران نفسها»، مضيفة أن باريس «أحيطت علما» بما جرى في طهران، غير أن أي تغير فعلي في موقفها من إيران «مرتبط بحكمنا على الأفعال وليس على الأقوال والتصريحات».

وكانت باريس من أشد الرافضين لمشاركة طهران في «جنيف 2» الموعود، بسبب اعتبارها إيران «جزءا من المشكلة وليست جزءا من الحل». وقالت المصادر الفرنسية لـ«الشرق الأوسط» إن ما تنتظره باريس أمران: الأول، أن تعلن طهران دعمها وتأييدها لما ورد في بيان «جنيف1 » (الذي ينص على تشكيل حكومة انتقالية تنقل إليها كل السلطات بما فيها الإشراف على القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وتؤلف من النظام والمعارضة معا) وهو الأساس للمناقشات الجارية حاليا من أجل الدعوة إلى «جنيف 2». والثاني أن «تكف عن التصرف كأنها طرف في النزاع» أي أن تتوقف عن التصرف بصفتها جهة داعمة لنظام الرئيس بشار الأسد.

وأشارت المصادر الفرنسية إلى أن الرئيس هولاند كان حذرا في تصريحه؛ إذ اعتبر أن دعوة إيران ممكنة إذا كان دورها «مفيدا». والحال أن بعض التعليقات غيبت التحفظ الأخير لتؤكد أن موقف فرنسا من إيران قد تغير.

وكان التخوف الفرنسي من أن تخلط إيران بين الملفين السوري والنووي وأن تسعى للحصول على «مقابل» ثمنا لدور لها في «جنيف 2». وذهبت باريس أبعد من ذلك عندما طالبتها سابقا بأن تستجيب لمطالب الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة النووية إذا أرادت أن تجلس إلى الطاولة في «جنيف 2».

وخلاصة الموقف الفرنسي أن باريس «لن تتزحزح» عن موقفها الحالي إذا تبين أن لا تغير في تعاطي إيران خصوصا مع الأزمة السورية والملف النووي. بيد أن المصادر الفرنسية طالبت بإعطاء الرئيس الجديد بعض الوقت لتبين السياسة التي يريد اتباعها والصلاحيات التي يتمتع بها، علما بأنه لن يتسلم صلاحياته الرئاسية إلا في أغسطس المقبل. وقالت باريس إنها «لم تتشاور» مع شركائها الأوروبيين بشأن موقف هولاند.