«الائتلاف» يحذر من كارثة إنسانية مع محاصرة 120 ألفا في ريف دمشق

انفجار بمركز عسكري في اللاذقية ورصد ثلاث حالات تسمم في زملكا

TT

واصل الجيش السوري النظامي قصفه للكثير من المدن السورية، لا سيما أحياء في العاصمة دمشق، حيث شهدت مدينة زملكا قصفا بالغازات السامة بحسب معارضين، بينما اشتدت المواجهات بين الجيش السوري الحر ومقاتلي الجيش النظامي على أطراف حي القدم الاستراتيجي.

في موازاة ذلك، برز تطور أمني لافت في مدينة اللاذقية الساحلية، حيث سمع صوت انفجار مدوٍّ قرب موقع عسكري نظامي، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» عن مصدر سوري مسؤول قوله إن «الانفجار» نجم عن خطأ فني وأسفر عن وقوع 6 جرحى إصاباتهم طفيفة». وأشارت الوكالة إلى أن «الانفجار وقع في إحدى وحدات الهندسة العسكرية بمنطقة البصة في أطراف مدينة اللاذقية، وأدى إلى تصاعد الدخان لفترة قصيرة في موقع التفجير».

وقال المرصد السوري إن «القاعدة التي وقع بداخلها التفجير تقع على المشارف الجنوبية لمدينة اللاذقية، وقد تسبب التفجير في إصابة 13 جنديا بجروح، بعضهم حالته خطيرة».

وأشار عضو اتحاد تنسيقيات الثورة في اللاذقية وريفها عمار الحسن لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «التفجير الذي وقع في قرية البصة العلوية داخل موقع عسكري لا علاقة له بالمعارك التي تدور في الجبال المحاذية للاذقية»، مشيرا إلى أن «مسافة تقدر بـ30 كلم تفصل بين مناطق الاشتباكات ومنطقة الانفجار». ورجح الحسن أن «يكون التفجير نتيجة خطأ تقني بالفعل»، نافيا أن «يكون للمعارضة أي علاقة به بسبب صعوبة الوصول إلى المنطقة التي تعتبر قلعة أمينة».

وتعيش مدينة اللاذقية الساحلية، معقل الطائفة العلوية، بعيدا عن أعمال العنف التي تعم مناطق واسعة من سوريا منذ أكثر من عامين، بينما تستعر المعارك في المناطق الريفية بين الجيش الحر والقوات النظامية، لا سيما في جبلي التركمان والأكراد حيث تتحصن المعارضة. وتضم اللاذقية ما يقارب مليونا ونصف المليون نازح من مناطق سورية أخرى تركوا منازلهم بسبب الاشتباكات بين الجيشين النظامي والحر.

وبالتزامن مع انفجار اللاذقية، أفادت شبكة «شام» الإخبارية بـ«وجود ثلاثة قتلى وحالات اختناق جراء استهداف مدينة زملكا بريف دمشق بغازات وصفتها بالسامة من قبل القوات النظامية». وأوضح عضو المجلس العسكري السوري الأعلى بدمشق النقيب علاء الباشا لـ«الشرق الأوسط» أن حالات الاختناق وصلت إلى 20، لكن مكتب التوثيق التابع للمعارضة لا يأخذ سوى الحالات الأكيدة». وأشار إلى أن «قوات الجيش الحر استهدفت أمس مقرات حزب الله والقوات النظامية في منطقة السيدة زينب جنوب العاصمة». وقال الباشا: «تسعى القوات النظامية إلى اقتحام حي القدم الخاضع لنفوذ المعارضة بسبب موقعه الاستراتيجي، إذ يعتبر مدخل المناطق الجنوبية الوسطى».

وأفادت شبكة «سانا الثورة» عن وقوع انفجارين في منطقة قدسيا بريف دمشق، بينما أشار المرصد السوري إلى اشتباكات بين الجيش النظامي وعناصر الجيش الحر في مناطق زملكا والمليحة. وأوضحت شبكة «شام» أن القوات النظامية قصفت بالمدفعية الثقيلة مخيم اليرموك ومعظم أحياء دمشق الجنوبية، بالتزامن مع احتدام الاشتباكات مع الجيش الحر.

وفي هذا السياق حذر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في بيان صدر عنه أمس من «خطورة ما يخطط له النظام في مختلف مناطق ريف دمشق، الشرقي والغربي والجنوبي، حيث تستمر الحملة العنيفة لكسر إرادة ريف دمشق الجنوبي وإخضاعه منذ ثمانية أشهر، عبر عمليات عسكرية على أكثر من عشرة محاور، مع حصار يستهدف منع دخول المواد الغذائية والأدوية». وقال الائتلاف إنه «تم تشديد الحصار الخانق خلال الشهرين الماضيين وتم التركيز على استهداف الأطباء وناشطي الجمعيات الإغاثية، بينما قد يتسبب بكارثة إنسانية للمحاصرين الذين يزيد عددهم على 120 ألفا».

واتهم الائتلاف «النظام بحشد قواته مدعمة من حزب الله ولواء أبو الفضل العباس، مع عشرات من الآليات الثقيلة والدبابات، وبتغطية من راجمات الصواريخ والمدافع الثقيلة، في محاولة جديدة لاقتحام المنطقة، ما ينذر بارتكاب مجزرة جديدة في ظل انقطاع الاتصالات والانعدام التام لأي منفذ يمكن للأهالي الهروب من خلاله».

وحمل الائتلاف الوطني السوري «المسؤولية الإنسانية الكاملة لكل الجهات القادرة على وقف هذه الجرائم، وحقن دماء الأبرياء»، مطالبا بموقف دولي حازم. ويعيش سكان أحياء مدنية دمشق الجنوبية أوضاعا إنسانية سيئة بسبب «منع النظام السوري الدواء والطحين عنها»، وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان التي أفادت بأن «النظام قطع الكهرباء والماء منذ أكثر من ثمانية أشهر». وقدرت الشبكة أعداد المتضررين في أحياء دمشق الجنوبية بنحو مائة وعشرين ألفا». وناشدت «الصليب الأحمر مؤسسات المجتمع الدولي التحرك لإنقاذ أرواح الآلاف من أبناء دمشق وريفها».

من ناحية أخرى، أفاد المرصد السوري بأن «كتائب من الجيش الحر استولت على نقطة تفتيش عسكرية على طريق أريحا اللاذقية، وهو جزء من طريق دولي يمر عبر حلب، كبرى المدن السورية، وحتى حدود تركيا». ونقلت وكالة «رويترز» عن متحدث باسم مقاتلي المعارضة أن «هذه المعركة هامة جدا لخنق خطوط إمداد النظام بين معاقله الساحلية والشمال، خصوصا مدينة إدلب التي تعد من آخر المواقع التي يسيطر عليها في محافظة إدلب».

وفي دير الزور أعلن التلفزيون السوري الرسمي أن «مسلحين أحرقوا كنيسة السريان الواقعة في الشارع العام». وقالت شبكة «سوريا مباشر» إن «القوات النظامية قصفت حي الشيخ ياسين في مدينة دير الزور بالصواريخ»، كما أفاد ناشطون بـ«وقوع اشتباكات بين الجيش الحر والقوات النظامية في حي الرصافة».