تدريبات عسكرية في الأردن.. وإعلان عن إدخال راجمات صواريخ أميركية إليه

شاركت في «الأسد المتأهب» 19 دولة وطائرات «إف 16» الأميركية

جندي أردني يشارك في أحد التمرينات المشتركة مع القوات الأميركية في منطقة العقبة أمس (أ.ب)
TT

نفذت قوات أميركية وأردنية مشتركة أمس تمرينا عسكريا ضمن تدريبات «الأسد المتأهب» التي تختتم اليوم في ميدان تدريب القويرة 70 كيلومترا شمال مدينة العقبة جنوب الأردن.

وقامت قوات أميركية - أردنية مشتركة قوامها 800 رجل، بعمليات صد هجوم معاكس نفذته طائرات «إف 16 ج 3» ودبابات «آدام إبرامز» الأميركية ودبابات أردنية من طراز «تشالنجر» بريطانية الصنع، إضافة إلى عربات وناقلات جنود ومدافع «هاوتز» من عيار 152 ملم ومدافع «هاون» من عيار 82 ملم و120 ملم.

وقال العقيد مخلد السحيم الناطق باسم التمرين للصحافيين من بينهم مراسل «الشرق الأوسط»، الذين حضروا هذه الفعالية بتنظيم من القوات المسلحة الأردنية، إن هذا التمرين يأتي ضمن تدريبات «الأسد المتأهب» التي تتم بمشاركة 17 دولة أخرى في مناطق عدة في الأردن بهدف زيادة مهارات القوات الأردنية، وصقل مواهبها بالتعرف على مهارات الجيوش المشاركة.

وأضاف أن التمرين ليس موجها ضد أي دولة من دول الجوار، مشيرا إلى أن الباتريوت لم تشارك في هذا التمرين. وأوضح أن تمرين أمس هو عملية صد هجوم معاكس، مستبعدا استخدام ذخائر أو صواريخ غير تقليدية.

وبدأ التمرين بطائرات «إف 16» تقصف الأهداف من ارتفاعات عالية لمدة عشر دقائق تبعتها طائرات عمودية من طرازي «أباتشي» و«كوبرا» ورماية مدفعية عشوائية على الأهداف المختارة، إضافة إلى عمليات اقتحام دبابات ورماية ثابتة ومتحركة.

وفي مدينة العقبة نفذت قوات مكافحة الإرهاب من الأردن والعراق والولايات المتحدة تمرين اقتحام سفينة مختطفة شاركت فيه طائرات «لتل بيرد» الأردنية بإنزال ضفادع بشرية على الشواطئ جوا، بينما قصفت الزوارق السفينة، على نحو عكس مهارة المشاركين.

وقال السحيم إن القوات المشاركة ستغادر الأردن ابتداء من غد وفق خطة إعادة الانتشار والعودة إلى بلادها، موضحا أن القوات التي ستبقى ستكون على مستوى الخبراء لتشغيل بطاريات صواريخ «باتريوت» التي وصلت الأردن، وذلك بناء على قرار من مجلس الوزراء.

وكانت القوات المشتركة في تدريبات «الأسد المتأهب» قد نفذت تمارين في ميادين التدريب في الزرقاء والفطرانة والغباوي (وسط الأردن) وفي مناطق الجفر والقويرة والعقبة (جنوب البلاد).

من جانبه وقال بو جونز قائد بارجة «ستوكديل» الأميركية الراسية في مرسى قيادة سلاح البحرية الملكي الأردني في العقبة، إن التمرينات العسكرية البحرية الحالية ضمن تمرين «الأسد المتأهب» غير مرتبطة بأي تطورات إقليمية في المنطقة.

وأضاف أنه ليس هناك خطة لبقاء البارجة وطاقمها، الذي يتكون من 300 عنصر، في المياه الإقليمية الأردنية في البحر الأحمر بعد انتهاء التمرين، مؤكدا في الوقت ذاته أن التمرينات الأميركية تأخذ في الاعتبار أن هذه العمليات قد «تحدث في أي مكان في العالم».

وأوضح جونز أن طاقم السفينة يهدف إلى إجراء تمرينات مع سلاح البحرية الملكي الأردني، والاستفادة من خبرته، مشيرا إلى عقد اجتماع يوم الأحد الماضي بين ممثلين عن سلاح البحرية الأميركي والأردني حول عملياتهما ضمن تمرين «الأسد المتأهب».

وبخصوص البارجة الأميركية الأخرى «سان أنطونيو»، الراسية حاليا في المياه الإسرائيلية، أكد جونز أنها «لا تعمل مع بارجة ستوكديل بشكل مباشر خلال هذه التدريبات»، موضحا أن «سان أنطونيو» التي كانت في العقبة الأسبوع الماضي، توجهت إلى ميناء إيلات الإسرائيلي، واقتصرت مشاركتها في «الأسد المتأهب» على إنزال عناصر من مشاة البحرية «المارينز» التابعين لها في العقبة.

وقال جونز: «هذه أول تجربة لي بالعمل مع الجيش الأردني، وهم مهنيون ومؤهلون جدا ومثيرون للإعجاب.. كما أن الخبرة التي يقدمونها لنا مختلفة، وهو شيء نستطيع التعلم منه، ونحن سعداء بوجودنا هنا».

وتحمل البارجة الأميركية صواريخ «SM-2MR» إضافة إلى صواريخ إطلاق عامودي، و«توماهوك»، وطوربيدات، ونظام تسليح، وصاروخ يسمى «عصفور البحر».

وأعلنت القوات المسلحة الأردنية أن الفعاليات الرئيسية الرسمية لتمرين «الأسد المتأهب» بدأت منذ فجر أمس في مناطق التدريب جنوب الأردن بمشاركة 17 دولة إلى جانب أميركا والأردن، وأكثر من 8 آلاف جندي يمثلون مختلف صنوف القوات البرية والبحرية الجوية.

وقال بيان عسكري أردني إنه سبق انطلاق التدريبات رسميا في الجنوب، تمارين إدارة الأزمات التي شارك فيها عدد من المنظمات الدولية والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية، بالإضافة إلى تمارين جوية مشتركة في عدة ميادين تابعة للقوات المسلحة.

وقال بيان صادر عن هيئة الأركان الأردنية المشتركة، إن رئيس الأركان الفريق أول الركن مشعل الزبن تابع، بحضور وزير الجيش الأميركي جون ماكهيو في أحد ميادين التدريب، رمايات مشتركة لقوة أردنية - أميركية استخدم خلالها راجمات الصواريخ «هاي مارز» الأميركية الصنع التي زودت بها سلاح المدفعية الملكي حديثا. وأضاف البيان أن الراجمات التي تعتبر من أسلحة الردع الاستراتيجي، تمتاز بدقة الإصابة ومرونة الحركة والمناورة، وتستخدم لتدمير القواعد الجوية والأهداف الحيوية والتجمعات العسكرية. وحققت الراجمات التي شاركت في هذا التمرين إصابات مباشرة للأهداف المخصصة لها.

وكان قائد القوات المشتركة لـ«الأسد المتأهب» اللواء عوني العدوان، قد قال في مؤتمر صحافي إن استخدام هذه المعدات في التمرين، الذي يشارك فيه ثمانية آلاف عسكري من 19 بلدا عربيا وأجنبيا، هو لغايات عسكرية بحتة، ممثلة في تحسين القدرات العسكرية للجيوش المشاركة، وخاصة في جانب الدفاعات الجوية.

وأضاف العدوان أن التمرين الذي ينظم في كل سنة، يهدف أساسا إلى تعزيز علاقات التعاون وتبادل الخبرات بين جيوش الدول المشاركة فيه، متابعا أن التمرين صمم بشكل يركز على العمليات غير التقليدية التي تواجه الأمن العالمي، ومنها مكافحة الإرهاب والتمرد وأمن الحدود ومقاومة عمليات التسلل ودمج أنظمة الدفاع الجوي لحماية سماء المنطقة التي ينفذ فيها التمرين، وكذا كيفية تنفيذ العمليات الإنسانية لمواجهة التحديات الأمنية الحالية والمستقبلية، فضلا عن الإسناد الجوي القريب والاتصالات الاستراتيجية.

وأوضح العدوان أن التمرين يتضمن في جزء منه كيفية التعامل مع الضربات الكيماوية للتخفيف من آثارها على القوات العسكرية والمدنيين.

يذكر أن تمرين «الأسد المتأهب»، كان قد عرف العام الماضي مشاركة 12 ألف مشارك من عسكريين ومدنيين، من 19 دولة عربية وأجنبية.