الأسير يمهل حزب الله حتى الاثنين لإخلاء «شققه» قبل التدخل «عسكريا»

هدوء نسبي في صيدا.. والجيش يواصل انتشاره لحفظ الاستقرار

TT

طوقت السلطات اللبنانية الارتدادات الأمنية في صيدا، غداة اشتباكات مسلحة بين أنصار الشيخ السلفي أحمد الأسير وسرايا المقاومة التابعة لحزب الله، أسفرت عن مقتل شخص وجرح 7 آخرين أول من أمس. وأكد مجلس الأمن الفرعي في صيدا العمل «لمنع كل المظاهر المسلحة من أي طرف كان»، فيما أكد وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل أن صيدا «لن تكون خطا إضافيا على خط النار السوري».

وقال مصدر أمني بارز لـ«الشرق الأوسط» إن ما حصل في صيدا «حادث ضخمته وسائل الإعلام»، مؤكدا أن الجيش اللبناني «يواصل انتشاره لحفظ الأمن والاستقرار، وسيمنع أي تدهور للأمن في صيدا، وكذلك في كل المناطق اللبنانية».

وعلى الرغم من الهدوء النسبي الذي سيطر على صيدا، ومطالبة المسؤولين اللبنانيين بالتهدئة، فإن إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ الأسير صعد، أمس، من لهجته ضد حزب الله، متوعدا بإقفال شقق الحزب في منطقة عبرا «بعمل عسكري». وقال في مؤتمر صحافي: «إذا لم تُحل قضية الشقق حتى يوم الاثنين المقبل، فأمامنا خيارات عديدة، بينها الحل العسكري».

وكان الأسير قد قاد حملة قبل ثلاثة أشهر، لإقفال شقق سكنية، زعم أن عناصر لحزب الله يقطنونها في منطقة عبرا شرق صيدا، حيث يسكن الأسير. ووصف الأخير الشقق، بأنها «العبوة المؤقتة الموجودة أمامنا»، مشددا على «أننا لسنا مستعدين لأن تبقى الأمور على ما هي عليه». وقال: «أتمنى أن تفهموني بشكل صحيح ولا تعتبروا ما أقوله مناورة سياسية.. وصلنا أنا وإخواني وأنصاري إلى مكان، مستعدون فيه للموت، حتى آخر طفل، من أجل كرامتنا». وأضاف: «نحن لا نعرف المناورة السياسية. ولا نقبل أن يستمر أي أحد في أن يعتدي على كرامتنا». وقال: «(زعيم حزب الله حسن) نصر الله نجح بتكريس معادلة قتل من يزعجه، ونحن لسنا عبيدا عنده».

وفي المؤتمر الصحافي نفسه، عرض الأسير صورا للأضرار التي لحقت بمسجد بلال بن رباح جراء الاشتباكات التي اندلعت أول من أمس، متهما حزب الله باستخدام المدفعية في الاشتباكات. كما اتهمه بالدخول إلى فيللا المغني المعتزل فضل شاكر والعبث بمحتوياتها، مقدرا قيمة الأضرار بنحو مليون دولار.

وكان شاكر قد هدد أمس مناصري رئيس بلدية حارة صيدا سميح الزين بالقتل، قائلا في حديث لقناة «أو تي في» إن رئيس بلدية حارة صيدا «هدف مشروع لي، وكافة عناصر حركة أمل وحزب الله هم مستهدفون بالقتل»، متهما إياهم بسرقة مقتنيات من منزله بقيمة مليون دولار.

في المقابل، رفض الزين «النزول إلى مستوى فضل شاكر»، مؤكدا: «إننا لن نسمح بالفتنة في صيدا». وإذ اعتبر تهديد شاكر «كلاما هدفه الإثارة»، أكد أن «ردنا سيكون من خلال القضاء والنيابة العامة».

واتخذت السلطات اللبنانية، أمس، قرارا حازما بمنع تدهور الوضع الأمني في صيدا، وأعلن وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل، أن الجيش «أخذ قراره حيال المظاهر المسلحة»، لافتا إلى أن «البيان الصادر عن قيادته أول من أمس يقضي بإطلاق النار على كل مسلح، وبمنع الظهور بالسلاح، والقانون لاحقا سيطبق تبعا لكل حادثة».

وندد مجلس الأمن الفرعي في صيدا بـ«لغة التحريض المذهبي الذي تمارسه بعض الجهات المعروفة»، معتبرا أن «هذه اللغة يشتم منها بداية الدخول في أتون الحرب الأهلية .