عبد الله الثاني يحذر من تداعيات استمرار الأزمة السورية على أمن المنطقة واستقرارها

العاهل الأردني يجري مباحثات في لندن مع كاميرون وهيغ

رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يستقبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في 10 داوننغ ستريت أمس (إ.ب.أ)
TT

أجرى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في لندن أمس مباحثات ركزت على تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، خصوصا مستجدات الأزمة السورية، والجهود المتصلة بإحياء عملية السلام، وعلاقات التعاون بين البلدين وآليات تطويرها في مختلف المجالات.

وشكر الملك عبد الله الثاني رئيس الوزراء البريطاني على صداقته للأردن، والتزام حكومته بمساعدة المملكة الأردنية على تجاوز التحديات المختلفة التي تواجهها، خصوصا ما يتصل بموضوع اللاجئين السوريين.

وأضاف العاهل الأردني أنه تابع أعمال قمة الثماني التي اختتمت أخيرا، معربا عن تثمينه للجهود الإضافية التي تبذلها الحكومة البريطانية للتخفيف من معاناة اللاجئين السوريين، والأعباء المتزايدة التي يتحملها الأردن نتيجة لذلك.

ولفت إلى أن مباحثاته مع كاميرون تأتي في إطار التنسيق والتشاور المستمر بين البلدين حيال مختلف القضايا.

من جانبه، أكد كاميرون أن بريطانيا والأردن يتمتعان بعلاقات قوية، وهما يعملان معا حيال مختلف التحديات.

ولفت إلى الضغط الهائل الذي يفرضه موضوع اللاجئين على دول المنطقة، مشيرا إلى أن قمة الدول الثماني وافقت على تقديم مساعدات إنسانية إضافية لدعم الدول المتضررة من هذا الأمر.

وبين: «إننا بحاجة إلى الوصول إلى حل للأزمة السورية» والخطوات الواجب اتخاذها في هذا الشأن.

واستعرض العاهل الأردني مع كاميرون خلال جلسة المباحثات الجهود التي تبذل حاليا بهدف كسر الجمود في العملية السلمية، ومساعدة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على استئناف المفاوضات المباشرة لحل جميع قضايا الوضع النهائي، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والتي تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، وفق حل الدولتين.

وفيما يتصل بتطورات الأزمة السورية، جدد الملك عبد الله الثاني التأكيد على موقف الأردن بضرورة إيجاد حل سياسي انتقالي شامل للأزمة.

ولفت إلى الأعباء الكبيرة التي يتحملها الأردن جراء استضافته أكثر من نصف مليون لاجئ سوري على أراضيه، مثمنا دعم بريطانيا في هذا المجال، وداعيا في الوقت نفسه المجتمع الدولي إلى زيادة حجم مساعداته للمملكة لتمكينها من تقديم خدمات الإغاثة للاجئين السوريين.

وتناول اللقاء علاقات التعاون بين البلدين والفرص المتاحة للبناء عليها في المجالات كافة، خصوصا الاقتصادية منها.

وتطرق الملك عبد الله الثاني إلى عملية الإصلاح الشامل التي يعمل الأردن على تنفيذها، بما يعزز النهج الديمقراطي ويسهم في تطوير الحياة السياسية.

كما لفت إلى الجهود التي تقوم بها المملكة لمواجهة التحديات الاقتصادية، خصوصا تلك المتأتية بسبب الاضطرابات الإقليمية.

بدوره، أكد رئيس الوزراء البريطاني الحرص على تمتين علاقات بلاده مع الأردن، وتقديره لجهود ملك الأردن الدؤوبة لتعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، ودعم مساعي تحقيق السلام، وقيادته لعملية الإصلاح الشامل في المملكة بكل حكمة وشجاعة.

من جانب آخر، بحث الملك عبد الله الثاني خلال لقاء منفصل جمعه مع وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ، الأوضاع في المنطقة، خصوصا ما يتصل منها بالتطورات في سوريا وبجهود تحقيق السلام، والقضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين. وأكد خلال اللقاء أن الأردن سيواصل العمل مع بريطانيا وكل الأطراف ذات العلاقة لدفع جهود تحقيق السلام في الشرق الأوسط استنادا إلى حل الدولتين، محذرا من إضاعة فرصة تحقيق السلام، خصوصا مع الدور الذي تبذله الإدارة الأميركية حاليا، ومع وجود رئيس أميركي لولاية ثانية.

وحول الوضع في سوريا، أشار العاهل الأردني إلى تداعيات استمرار الأزمة على أمن واستقرار المنطقة، لا سيما على دول الجوار، ومن بينها الأردن.