تقدم الإصلاحيين في الانتخابات المحلية بإيران

المتشددون خسروا معاقلهم في المدن الكبرى

إيرانيون يحتفلون في الشوارع بتأهل منتخبهم الوطني لكرة القدم إلى كأس العالم 2014 (أ.ب)
TT

كشفت نتائج انتخابات المجالس المحلية التي عقدت بشكل متزامن مع الانتخابات الرئاسية بإيران الجمعة الماضي الموافق الرابع عشر من يونيو (حزيران) عن تقدم كبير للمرشحين الإصلاحيين. وفي العاصمة الإيرانية طهران، التي يصل عدد من يحق لهم المشاركة في الانتخابات لأكثر من 4.7 مليون شخص، لم يتعد معدل الإقبال على الانتخابات المحلية 45 في المائة.

وكان الأصوليون والمحافظون يسيطرون على رئاسة المجلس المحلي لطهران على مدى الـ12 عاما الماضية. وكان صعود أحمدي نجاد لسدة الحكم قد بدأ بتعيينه عمدة لطهران من قبل المجلس المحلي الذي كان يسيطر عليه الإصلاحيون في الانتخابات الثانية للمجلس المحلي لطهران عام 2002. وقد حصل معسكر الإصلاحيين على 13 مقعدا من إجمالي عدد المقاعد الـ31 في طهران، مقابل 18 مقعدا للمحافظين المعتدلين. ولم يتمكن أي من المرشحين المتشددين من فصيل أحمدي نجاد بالفوز بأي مقعد هذه المرة، وحتى شقيقته باروين أحمدي نجاد التي فازت من قبل في جولتين لم تتمكن من الفوز هذه المرة.

ويتم تعيين عمدة طهران من قبل مجلس المدينة المنتخب الذي يعطي دعما ماليا ولوجيستيا كبيرا للفصيل الفائز، المتمثل هذه المرة في المحافظين الذين حصلوا على 18 مقعدا. وقد تم إدراج أربعة رياضيين مشهورين إلى قائمة المحافظين، وهم لا ينتمون في حقيقة الأمر لمعسكر المحافظين، وهو ما يعني إمكانية تغيير موقفهم والانضمام إلى معسكر آخر. أهم وظائف مجلس المدينة هي تعيين عمداء المدن. وكان الكثير من المرشحين الإصلاحيين قد استبعدوا من قبل لجنة انتخابات مجلس المدينة التي أشرف عليها البرلمان خلال الفترة التي سبقت انتخابات الرابع عشر من يونيو (حزيران). وجرى أوراق فحص المرشحين قبل الفوز المفاجئ لحسن روحاني في الانتخابات.

كان أبرز من استبعدوا في طهران محسن هاشمي، ابن هاشمي رفسنجاني، ومعصومة ابتكار النائبة السابقة للرئيس محمد خاتمي والمرأة الوحيدة التي شغلت هذا المنصب ومحمد علي نجفي الوزير السابق ونائب الرئيس خاتمي.

المرشحون المستبعدون من السباق هم الآن المرشحون الأوفر حظا لاختيارهم كعمداء لمدينة طهران والمدن الأخرى. وقد اعترف محسن هاشمي، المرشح المستبعد، الذي عمل لأكثر من عشر سنوات رئيسا تنفيذيا لمترو أنفاق طهران بالاتصالات التي أجريت معه ليكون عمدة طهران الجديد.

كانت انتخابات الرئاسة الإيرانية قد طغت على انتخابات مجالس المدن، لكن النتائج كانت واعدة بشكل كبير بالنسبة للمعتدلين والإصلاحيين لاستعادة مقاعدهم في مجالس المدن، التي قد تبدو ضعيفة سياسيا، لكنها مؤسسات استراتيجية بالأساس.

تكرر هذا الاتجاه أيضا في المدن الكبرى الأخرى التي خسر فيها المتشددون معاقلهم وحل محلهم معتدلون أو محافظون معتدلون. ففي مدينة تبريز شمال غربي إيران، على سبيل المثال، حققت مرشحة عددا أكبر من الأصوات متفوقة على منافسيها من الرجال، وفي مدينة يزد، تم انتخاب مرشح زرادشتي للمرة الأولى.