الزهار: نحن في غزة لا نعرف شيئا عن بيان يهاجم حزب الله

تصريحات متناقضة لمسؤولين في حماس تشكك بوحدة موقفها

TT

أعطت تصريحات مسؤولين في حماس في قطاع غزة، دلالات إضافية على وجود خلافات داخل الحركة حول الموقف من سوريا وإيران وحزب الله، وهو الأمر الذي كانت الحركة نفته بشدة أخيرا، متهمة وسائل إعلام بالفبركة وتشويه صورتها ونضالاتها عمدا.

وتحدثت تقارير مختلفة عن وجود انقسام داخل الحركة، بشأن العلاقة مع حزب الله وإيران من جهة، ومع قطر من جهة أخرى، إذ يدعم تيار في حماس، أغلبه في الداخل، العلاقة مع حزب الله وإيران على حساب قطر، بينما يدعم تيار أغلبه في الخارج العلاقة مع قطر على حساب الحزب وإيران.

وكان القيادي في حركة حماس في قطاع غزة محمود الزهار، واضحا وصريحا، بإعلانه أن علاقة الحركة بحزب الله وإيران طيبة وجيدة، باعتبار أن وجود تباينات لا يفسد هذه العلاقات. وسئل الزهار عن بيان لحماس وزع بداية الأسبوع، وأثار جدلا كبيرا بمطالبته حزب الله بالانسحاب من الأراضي السورية واتهامه بإذكاء العنف الطائفي، فرد: «إننا في غزة لا نعرف شيئا عن البيان».

ويشير حديث الزهار إلى خلاف بين حماس في غزة والخارج حول الموقف من حزب الله، خصوصا أنه رفض التعليق على مضمون البيان، كما رفض التعليق على الدعوة التي أطلقها عدد من العلماء المسلمين في القاهرة قبل أيام بخصوص الجهاد في سوريا، مكتفيا بالقول إن العلماء المسلمين يتحملون مسؤولية ما دعوا إليه.

وأكد القيادي في حماس وقوف الحركة على الحياد في ما يتعلق بالأزمة السورية أو في القضايا الداخلية لأي دولة عربية أخرى، مشيرا إلى أن حماس ليست معنية إلا بقتال «الاحتلال الإسرائيلي». وقال «عندما تدخلت منظمة التحرير في الشأن العربي الداخلي خسرت وخسرت القضية الفلسطينية».

ووصف الزهار في الوقت نفسه العلاقة مع إيران بـ«الثابتة»، وقال لموقع قناة «المنار» التابعة لحزب الله: «إنها (العلاقة مع إيران) لا تخضع لتغييرات الداخل الإيراني»، وأضاف أن «أيا من المسؤولين الإيرانيين لم يتحدث عن قطع أو تجميد للمساعدات الإيرانية لقطاع غزة أو غيرها، وفق ما يروج في الإعلام». واستبعد الزهار أن يفرز وصول مرشح التيار الإصلاحي حسن روحاني إلى سدة الرئاسة الإيرانية أي تغييرات في تعاطي إيران مع حماس وحركات المقاومة.

وأكدت تصريحات أخرى صدرت من غزة، على احتمال وجود تباين في حماس إزاء العلاقة مع الحزب وإيران، إذ قال القيادي في الحركة صلاح البردويل إن علاقة الحركة بحزب الله مستمرة، نافيا قطع حركته علاقتها مع الحزب على خلفية تدخله في الأزمة السورية، وقال إن «حزب الله مقاوم للاحتلال، وعلاقتنا المستمرة معه مبنية على هذا المبدأ، وتربطنا به علاقة جيدة».

وأضاف لصحيفة «الرسالة» التابعة لحماس: «علاقتنا مع كل الدول العربية مبنية على قاعدة حرية الشعوب وتوحيد كل الجهود لمواجهة إسرائيل فقط»، وتابع: «لا نتدخل في شؤون أي دولة عربية، فعدونا الأوحد هو الاحتلال»، مؤكدا أن القضية الفلسطينية هي القضية الجوهرية للأمة العربية، «وقطع العلاقات مع أي دولة عربية يضر بها».

وجاءت هذه التصريحات بعد يوم من طلب حركة فتح من حماس الكف عن التدخل في الشؤون العربية بعد بيانها الصريح ضد حزب الله. وردت حماس، أمس، معتبرة هذه الدعوة من فتح بمثابة تحريض سياسي. وقال سامي أبو زهري، الناطق باسم الحركة، في بيان، إن «هذه الدعوة هي دليل على تورط حركة فتح في المؤامرة التي تستهدف تشويه صورة حركة حماس وتوفير الغطاء لبعض الجهات لاستهداف الحركة تحت ذريعة أنها تتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية».

وأضاف أبو زهري، أن «تاريخ حركة فتح منذ انطلاقتها حافل بالتورط في الساحات العربية بطريقة دفع شعبنا الفلسطيني ثمنها باهظا وهو أمر لا يخفى على أحد، كما أنه ثبت لنا باليقين تورط عدد من قيادات فتح في تغذية بعض وسائل الإعلام المصري وفلول النظام السابق بالفبركات والمعلومات الكاذبة لتشويه صورة حماس». وتابع: «لغة حركة فتح تؤكد سوء النيات وأنها مصممة على خصومتها مع حركة حماس وأن حديثها عن المصالحة هو مجرد شعارات تستر بها لهثها خلف سراب التسوية، هذا مع تأكيدنا على أن كل الشائعات التي يروج لها هي أكاذيب وفبركات إعلامية لا تستند إلى أي دليل».