إسلاميو مصر يحتشدون في الميادين اليوم لتأييد شرعية الرئيس مرسي

قيادي في الجماعة الإسلامية: «30 يونيو.. قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار».. والمعارضة: لن نتراجع

جانب من وقفة احتجاجية للعاملين بقطاع السياحة أمام مبنى وزارتهم بالقاهرة أمس اعتراضا على تعيين محافظ للأقصر ينتمي للجماعة الإسلامية (إ.ب.أ)
TT

تحتشد قوى إسلامية اليوم (الجمعة) في مظاهرات تحت شعار «حماية الثورة: نعم للسلمية.. لا للعنف» بميدان رابعة العدوية بحي مدينة نصر (شرق القاهرة)، لتأييد الرئيس محمد مرسي والتأكيد على رفض الخروج عن شرعية مؤسسات الدولة المنتخبة والحفاظ على سلمية الثورة، وذلك قبل أسبوع من مظاهرات (30 يونيو) المرتقبة، والتي دعت لها حركة «تمرد» والقوى الثورية وأحزاب المعارضة للمطالبة بتنحي الرئيس مرسي عن الحكم وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، فيما أثارت تهديدات عاصم عبد الماجد القيادي بالجماعة الإسلامية للمعارضة، والتي قال فيها: إن «موعدنا 30 يونيو وقتلانا في الجنة وقتلاهم في النار»، غضبا في الأوساط السياسية، وقال أحمد بهاء شعبان القيادي في جبهة الإنقاذ المعارضة لـ«الشرق الأوسط»، إن «تهديداته لن تخيفنا ولن نتراجع».

يأتي هذا في وقت تواصلت فيه ردود الفعل الغاضبة من قبل القوى المدنية والثورية لنظام جماعة الإخوان المسلمين (الحاكم)، على خلفية تعيينات جديدة لمحافظين ينتمون للإخوان والتيار الإسلامي.

واستبقت جماعة الإخوان المظاهرة المقررة اليوم (الجمعة)، بالتأكيد على أن الإخوان هم من حموا الثورة، في إشارة إلى أحداث 25 يناير (كانون الثاني) التي أدت لتخلي الرئيس السابق حسني مبارك عن الحكم، بعد 18 يوما من خروج ملايين المصريين في مظاهرات في الشوارع والميادين. وقال أحمد عارف المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، إن «الإخوان كتموا التكبيرات خلال الـ18 يوما (إلى أن تنحى مبارك) حتى لا يقال إن الثورة إسلامية».

ودعت جماعة الإخوان وحزبها (الحرية والعدالة)، وحزب البناء والتنمية، (أكبر أحزاب الجماعة الإسلامية) وعدد من الأحزاب الإسلامية الأخرى، جموع الشعب المصري للمشاركة في مظاهرة اليوم (الجمعة)، بينما أعلن حزب النور (أكبر الأحزاب السلفية في مصر) أنه لن يشارك في المظاهرات لأن مصر ليست في حاجة إلى مظاهرات - بحسب قيادي بالنور السلفي.

وقال الدكتور نصر عبد السلام رئيس حزب البناء والتنمية، إن «الحزب طبع عددا من المنشورات والمطبوعات تضم مطالب مظاهرة اليوم، منها إعادة هيكلة وزارة الداخلية والقضاء على الانفلات الأمني ووضع إجراءات صارمة للقضاء على ظاهرة البلطجة»، مضيفا: «سوف نطالب الرئيس بالدعوة العاجلة للانتخابات البرلمانية ووضع ضمانات لنزاهة الانتخابات بالتوافق مع القوى السياسية».

وقال قيادي في حزب البناء والتنمية، إن مظاهرة اليوم ستكون بمثابة رسالة طمأنة للشارع قبل مظاهرات المعارضة في 30 يونيو لإسقاط الرئيس، ولتوصيل رسالة واضحة للجميع وهي أن التيار الإسلامي يرفض العنف ضد أفراد الشعب المصري جميعا وضد كافة الهيئات والمؤسسات، مضيفا لـ«الشرق الأوسط» أن التيار الإسلامي لن ينجر لأية أعمال عنف؛ والتي يحاول البعض من خلالها تحويل مسار الثورة.

وتواصلت في عدد من المحافظات المصرية أمس حالة الغضب والاشتباكات العنيفة بين معارضين ومؤيدين لجماعة الإخوان، على خلفية تعيينات جديدة لمحافظين ينتمون للإخوان والتيار الإسلامي.

وفي محافظة المنوفية، واصل عشرات المعتصمين أمس محاصرتهم لمبني الديوان العام للمحافظة لليوم الرابع على التوالي احتجاجا على تعيين المهندس أحمد شعراوي رئيس لجنة الأخوات بجماعة الإخوان المسلمين محافظا. وفي محافظة كفر الشيخ، أصيب العشرات في اشتباكات بمحيط الميدان الإبراهيمي بمدينة دسوق بين جماعة الإخوان المسلمين والأهالي المعارضين لحكم الرئيس مرسي.

وفي الأقصر بصعيد مصر، واصل العشرات من المتظاهرين اعتصامهم لليوم الرابع على التوالي أمام مبنى ديوان محافظة الأقصر، وذلك احتجاجا على تعيين المهندس «عادل الخياط» القيادي بالجماعة الإسلامية محافظا للأقصر. بينما نظم المئات من العاملين بوزارة السياحة والمرشدين السياحيين وقفة احتجاجية أمس أمام مقر وزارة السياحة بميدان العباسية بالقاهرة، احتجاجا على تعيين محافظ الأقصر. وقال المحتجون إن تعيينه له أثر سلبي على السياحة، وإن الأوضاع السياحية أكثر من سيئة.

من ناحية أخرى، أثارت تصريحات عاصم عبد الماجد القيادي بالجماعة الإسلامية، والتي قال فيها «إن موعدنا 30 يونيو وقتلانا في الجنة وقتلاهم في النار»، غضبا في الأوساط السياسية. وقال أحمد بهاء شعبان القيادي في جبهة الإنقاذ المعارضة، إن «الإخوان تستخدم الجماعة الإسلامية كذراع لترويع الثوار، لكن الثوار لا يخافون من تلك التهديدات التي تعبر عن رعب داخل الإخوان من 30 يونيو». وأضاف شعبان أن «ما ذكره عبد الماجد دليل على أنهم يجهزون لجرائم قتل المتظاهرين السلميين يوم 30 يونيو».

ودعا عبد الماجد في مؤتمر جماهيري بمحافظة المنيا الليلة قبل الماضية، أعضاء التيارات الإسلامية بالوجود أمام قصر الاتحادية الرئاسي في مظاهرة اليوم الجمعة وفي 30 يونيو، قائلا: «تأكدوا أن قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار»، مؤكدا على رغبة الشباب المسلم في التضحية عكس الثوار. وتابع: «أرى رؤوسا قد أينعت وحان وقت قطافها، وأرى بشائر الهزيمة قد لاحت في الأفق وقد ضعفت قوتهم وأرى الرعب قد دخل قلوبهم». وهدد عبد الماجد المتظاهرين، بقوله: «إن خرجوا عن السلمية منعناهم بالقوة اللازمة وهذا ما تقره الشريعة والقانون»، مؤكدا: «سنظل سلميين حتى يخرجوا عن السلمية ويعتدوا ووقتها سندافع عن الشرعية».