البشير يقيل هيئة أركان قواته المسلحة ويعين أخرى جديدة

مصدر عسكري لـ «الشرق الأوسط»: التغيير بسبب مواجهة بين ضباط ووزير الدفاع

عمر البشير
TT

أقال الرئيس السوداني عمر البشير هيئة أركان جيشه أمس وقام بتعيين هيئة جديدة، في خطوة اعتبرها مراقبون بأن لها علاقة بانقلاب سابق في نهاية العام الماضي حوكم مدبروه وتم إعفاؤهم، غير أن المتحدث باسم القوات المسلحة ذكر أن إعادة تشكيل هيئة الأركان عمل روتيني، فيما كشف مصدر عسكري من الضباط الإصلاحيين أن تغيير هيئة الأركان سببه المواجهة التي تمت بين عدد من ضباط الجيش مع وزير الدفاع الجمعة الماضي.

وأعلن العقيد الصوارمي خالد سعد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة لوكالة السودان للأنباء الرسمية أنه وفي إطار إعادة تشكيل رئاسة الأركان المشتركة ورئاسات الأركان البرية والجوية أجريت اليوم تغييرات في رئاسة أركان القوات المسلحة، وقال: إن أداء هيئة الأركان السابقة كان مميزا خلال الفترة الماضية رغم الظروف الدقيقة التي مرت بها البلاد وتحمل قادة الهيئة المسؤولية كاملة غير منقوصة وتركوا بصمة قوية، وأضاف (أنهم قادوا خلالها القوات المسلحة من نصر إلى نصر وحافظوا على تماسكها)، وقال (وقد أكد الرئيس عمر البشير القائد الأعلى للقوات المسلحة أنها أكثر رئاسات الأركان الفاعلة)، مشيرا إلى أن وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين أقال رئاسة الأركان المشتركة، وأقر بأن هناك إحالات لعدد من الضباط برتبتي العميد واللواء، لكنه قال (هناك ترقيات وإحالات للضابط في إطار العمل الروتيني الذي تقوم به القوات المسلحة سنويا).

من جهتها كشف مصدر عسكري من الضباط الذين يطلق عليهم الإصلاحيون فضل حجب هويته لـ«الشرق الأوسط» عن أن الأسبوع الماضي شهد مواجهة بين طاقم من ضباط القوات المسلحة مع وزير الدفاع، وقال: إن الاجتماع الذي تم عقده يوم الجمعة الماضي كان في إطار تنوير داخلي، مشيرا إلى أن عدد الضباط الذي كان يفترض أن يحضر الاجتماع (50) ضابطا لكن الذين الحضور وصل (250)، وأضاف (أحد الضباط وبرتبة عميد جاء من مناطق العمليات في جنوب كردفان تحدث بعنف وقال: إن الجيش فقد هيبته وتتم إهانته من قيادات سياسية ومن صحافيين محسوبين في حزب المؤتمر الوطني)، في إشارة إلى الحديث الذي أدلى به نافع علي نافع أمام التشريعي لولاية الخرطوم الأسبوع الماضي والذي ذكر فيه أن القوات المسلحة فقدت القدرة القتالية والقوات ليست كافية لمواجهة الجبهة الثورية، مما أثار سخط القوات المسلحة التي ردت على لسان المتحدث باسمها الصوارمي خالد سعد وقال: إن الجيش الوطني إذا كان غير قادر لكانت الجبهة الثورية داخل الخرطوم.

وقال المصدر إن قيادات سياسية في الحزب الحاكم ظلت تسخر من القوات المسلحة في مجالسها الخاصة، وأضاف (هذا يوضح أن قيادة الجيش وقفت صامتة ولم ترد على تلك الإهانات لرد كرامة الجيش وظلت عاجزة حتى في الرد على أحد الصحافيين الذي كتب مقالا مسيئا عن القوات المسلحة)، مشيرا إلى أن أحد الضباط الذين حضروا الاجتماع وجه حديثا مباشرا إلى وزير الدفاع انتقد فيه أداءه، وأضاف (لقد قال للوزير أنت فني طيران ولست عسكريا)، وقال: إن الضباط تطرقوا في اجتماعهم مع وزير الدفاع وآخرين إلى الوضع السياسي الراهن في البلاد، وأشاروا إلى اجتماع مجلس شورى المؤتمر الوطني الذي سيبدأ اليوم في الخرطوم، وقال: إن الضباط أشادوا بقرار البشير في عدم ترشحه إلى ولاية جديدة في رئاسة البلاد، وأضاف (لكنهم رفضوا أن يكون البديل من المدنيين)، في إشارة إلى أن هناك ترشيحات بأن يتقدم النائب الأول علي عثمان محمد طه أو مساعد البشير الدكتور نافع علي نافع، وقال: إن وزير الدفاع وعد بالرد خلال (3) أيام لكنه بدلا من ذلك أحال (15) من الضباط الإصلاحيين إلى التقاعد، وأضاف (هذا توقيت غير معهود في أعراف القوات المسلحة وقد قام البشير بإصدار قراره يوم الخميس ليسبق اجتماع مجلس الشورى القومي للمؤتمر الوطني)، وتابع (مثل هذه القرارات في الإحالة وتغيير هيئة الأركان تتم في شهر يناير/ كانون الثاني).

وقال المصدر العسكري إن تعيين هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الجديدة تعتبر من الموالين إلى مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع، وأضاف (يطلق عليهم داخل القوات المسلحة بمجموعة نافع)، معتبرا أن نافع يريد أن يطمئن بمساندة الجيش له إذا تقدم إلى ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية القادمة في حال كان هناك إصرار من البشير بعدم الترشح مرة أخرى، وقال (نافع يتخوف من تكرار سيناريو مؤتمر الحركة الإسلامية الذي انعقد في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي حيث حدثت بعده مباشرة محاولة انقلاب بقيادة ود إبراهيم وتمت محاكمتهم ومن ثم إعفاؤهم من البشير).