انتخابات نينوى والأنبار تفتح جبهة التمثيل السني داخل القائمة العراقية

المفوضية العليا وصفت الإقبال على التصويت بالجيد.. والنتائج بعد 3 أيام

سيدة عراقية تدلي بصوتها في الانتخابات المحلية بمحافظة الأنبار أمس(أ.ف.ب)
TT

وسط إقبال جماهيري متوسط بدأت أمس انتخابات مجالس المحافظات في الأنبار ونينوى بعد تأجيل لمدة شهرين بسبب الأوضاع الأمنية. وكانت الانتخابات المحلية في العراق أجريت في العشرين من شهر أبريل (نيسان) الماضي في 12 محافظة عراقية من أصل 18 ثلاثة منها تكون إقليم كردستان وهي «أربيل والسليمانية ودهوك» ولها انتخاباتها الخاصة طبقا للدستور العراقي.

وفي وقت لا تزال فيه محافظة كركوك بلا قانون انتخابي حتى الآن فقد كان التأجيل من نصيب نينوى والأنبار اللتين تشهدان حراكا جماهيريا منذ ستة شهور حتى العشرين من شهر يونيو (حزيران) الحالي. وبينما قدر نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار سعدون الشعلان في تصريح لـ«الشرق الأوسط» نسبة المشاركة الجماهيرية في مدن محافظة الأنبار (تشكل ثلث مساحة العراق) بأنها «بحدود الـ50 في المائة وهو ما يؤكد اهتمام الناس بهذه الانتخابات خصوصا أن الأنبار من المحافظات التي تشهد مظاهرات جماهيرية ضخمة منذ عدة شهور» فإن نائب محافظ نينوى محمد يحيى أكد في تصريح مماثل لـ«الشرق الأوسط» أن «نسبة الإقبال الجماهيري في الموصل بلغت حتى ساعات ما بعد الظهيرة نسبة 30 في المائة مع توقع زيادة النسبة خلال ساعات العصر».

وكانت صناديق الاقتراع قد فتحت أمام الناخبين في المحافظتين منذ الساعة السابعة من صباح أمس، لكن حظر التجوال لم يرفع عن المحافظتين إلا بعد الظهر بعد أن تأكد للأجهزة الأمنية أن الوضع الأمني لم يسجل خروقات كبيرة. ففي محافظة الأنبار وطبقا لما أكده الشعلان فإن «هناك خرقين أمنيين حصلا خلال الانتخابات وهما سقوط قذائف هاون في قضاء الرمادي، مركز محافظة الأنبار، وعبوات ناسفة في قضاء حديثة ولكن هذا لم يمنع الناس من التوجه بكثافة إلى صناديق الاقتراع». واتفق كل من الشعلان في الأنبار ويحيى في الموصل على أن «أداء الأجهزة الأمنية كان جيدا ومتعاونا جدا ولم يتم تسجيل أي ملاحظة تتعلق بعرقلة من أي نوع». غير أن الشعلان أكد أن «هناك مشكلة نعاني منها وهي قيام أحد موظفي مفوضية الانتخابات وهو تابع لكيان متحدون بعمليات تزوير علنية وقد اتصلنا بالكثير من الجهات لمنعه ولكنه لم يمتنع وهو ما يؤشر لدينا أن احتمالات التزوير واردة بقوة».

وعلى الصعيد الأمني أيضا أكد نائب محافظ نينوى محمد يحيى أن «الوضع الأمني مسيطر عليه بشكل جيد وأن ما حصل من خروق يعد أمرا طبيعيا حيث انفجرت مفخختان في منطقة الرفاعي والعربي في الموصل ولكن نتائج الإقبال الجماهيري جيدة بشكل عام».

في السياق نفسه أكد محسن الموسوي عضو مجلس المفوضين للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «انتخابات نينوى والأنبار سارت بسلاسة وعلى كل المستويات حيث تم توفير كل مستلزمات النجاح لها وهو ما انعكس على كل شيء سواء على صعيد المشاركة الجماهيرية أو التحضير اللوجيستي للانتخابات». وردا على سؤال بشأن احتمال حصول حالات تزوير وأن هناك شكاوى بذلك قال الموسوي إن «هذه الأمور نعالجها أولا بأول في حال وردوها إلينا فضلا عن أننا أرسلنا فرقا من المكتب الوطني والمكاتب الأخرى في المحافظات لكي تشرف بنفسها ولكي تجرى العملية أمامها بحيث لا يستطيع أحد أن ينفرد بأي مركز أو محطة». وبشأن الفترة الزمنية لظهور النتائج قال الموسوي إن «النتائج الأولية يمكن أن تتبلور في غضون ثلاثة أيام».

وطبقا للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات فإن عدد مراكز الاقتراع في نينوى بلغ 716 مركزا بمشاركة نحو 350 ألف مراقب بينما بلغ عدد المراكز في محافظة الأنبار 333 مركزا انتخابيا بواقع 2010 محطة اقتراع في عموم مدن المحافظة. وفيما أنهت انتخابات نينوى والأنبار ماراثون الانتخابات المحلية في العراق فإنها وفي ضوء النتائج التي أفرزها مسار تشكيل الحكومات المحلية حتى الآن فإن نتائج هذه الانتخابات ستحدد بشكل واضح مسألة التمثيل السني داخل القائمة العراقية لا سيما بعد زيادة فرص «متحدون» بزعامة أسامة النجيفي في الاستحواذ على غالبية نتائج الانتخابات في عدد من المحافظات وفي المقدمة منها بغداد وهو ما أهلها للحصول على منصب رئيس مجلس المحافظة، بينما يتوقع أن تحسم نتائج نينوى والأنبار حظوظ باقي أطراف القائمة وبالذات الدكتور إياد علاوي وصالح المطلك.