الـ«إف بي آي» يستخدم «درون» داخل أميركا

مشرعون «قلقون» ويرفضون اللجوء لطائرات المراقبة من دون مذكرات قضاء

مولر يدلي بإفادته أمام اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ مساء أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

كشف مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (إف بي آي) روبرت مولر مساء أول من أمس أن المكتب يستخدم طائرات من دون طيار (درون) لمراقبة أشخاص داخل الولايات المتحدة ولكن «بشكل محدود جدا». وجاء هذا «الاعتراف» خلال جلسة استجواب باللجنة القضائية التابعة لمجلس الشيوخ، التي خصصت لمناقشة قضايا التجسس الإلكتروني التي يشتبه في أن وكالة الأمن القومي تقوم بها.

وطرح السناتور الجمهوري تشاك غراسلي سؤالا على مولر حول ما إذا كان مكتب التحقيقات الفيدرالي يستخدم طائرات من دون طيار للمراقبة داخل أراضي الولايات المتحدة، فرد مدير مكتب التحقيقات، الذي كان أقسم بقول الحق في بداية الاستجواب: «بطريقة محدودة جدا، وبشكل نادر جدا».

ولم يقدم مولر تفاصيل خلال الجلسة، لكن مكتب التحقيقات الفيدرالي أصدر في وقت لاحق بيانا قال فيه إن الطائرات من دون طيار تستخدم فقط لمراقبة «أهداف غير متحركة» وتهدف «لتفادي تعرض رجال الشرطة لمخاطر شديدة، وهم يؤدون واجباتهم».

ولم تخف الحكومة الأميركية أنها تستخدم طائرات من دون طيار لمراقبة الحدود مع المكسيك. وفي فبراير (شباط) الماضي. وخلال حلقة نقاش على الإنترنت أشرف عليه محرك البحث «غوغل»، واجه الرئيس باراك أوباما سلسلة أسئلة ملحة عن عمليات طائرات «درون» التي تستعملها الولايات المتحدة في الخارج، وأخرى حول ما إذا كانت الحكومة الأميركية تستخدمها داخل الولايات المتحدة. ونفي أوباما استخدام تلك الطائرات داخليا ووعد بتقديم مزيد من التفاصيل والالتزام بالشفافية.

وتستخدم أجهزة حكومية أخرى هذه الطائرات ومن بينها وزارة الأمن القومي التي تستخدم تلك الطائرات للقيام بدوريات على الحدود الأميركية مع المكسيك. وقال السناتور تشاك غراسلي أول من أمس إن وزير العدل إيريك هولدر قال له كتابة إن إدارة مكافحة المخدرات ومكتب مراقبة الكحول والتبغ والأسلحة والمتفجرات «اشترت طائرات من دون طيار، ويفكر في استخدامها في تطبيق العدالة». وأضاف غراسلي لشبكة «سي إن إن» بعد الجلسة: «أعتقد أن الحق في الخصوصية معرض للخطر. إذا كان هناك سبب يتعلق بتطبيق القانون بصورة شرعية يبرر استخدام تلك الطائرات، فيجب أن يصرحوا بذلك». وتابع أن انعدام الثقة في الحكومة يزيد من الشكوك بشأن التجسس الداخلي خاصة بعد الكشف مؤخرا عن برامج مراقبة تجمع بيانات خاصة بالاتصالات الهاتفية واتصالات الإنترنت. وأضاف: «بسبب انعدام الثقة هذا علينا أن نوضح هذه الأمور. وللناس الحق في أن يعرفوا».

وأعرب السناتور الجمهوري راند بول عن قلقه بشأن عمليات المراقبة، وقال إن الطائرات من دون طيار يجب أن لا تستخدم من دون مذكرة تفتيش من المحاكم. وصرح لوكالة الصحافة الفرنسية: «أعتقد أنهم لا يحصلون على مذكرات للقيام بهذه الأمور، وأنا أعارض ذلك. ولم يكشف مولر ما إذا كان يتم الحصول على أذون من القضاء قبل استخدام تلك الطائرات». وقال بول إن الأميركيين «يمكن أن يصبحوا خائفين من هذه الطائرات التي يتيح لها حجمها الصغير الهبوط على شباك أحد المنازل أو الدخول إلى المنزل». وتابع: «أعتقد أن هناك طائرة يقل وزنها عن كيلوغرام واحد». وأقر مولر بوجوب إجراء نقاش علني حول مستقبل استخدام هذه الطائرات، وقال: «إنها مسألة تستحق النقاش وربما إصدار قانون بشأنها».

كما أعرب مشرعون ديمقراطيون كذلك عن قلقهم بشأن هذه الطائرات. وقالت السناتورة ديان فينستين إنها تعتقد أن هذه الطائرات «تشكل أكبر تهديد لخصوصية الأميركيين، ولا يوجد كثير من القوانين التي تحكم استخدامها».

وأمر الكونغرس إدارة الطيران الفيدرالية بفتح الأجواء للطائرات من دون طيار بحلول أكتوبر (تشرين الأول) 2015.