قراءات متباينة لـ«الأرضية المشتركة» في «جي8» بين واشنطن وموسكو

الأميركان «يريدون» وقف حمامات الدماء والروس «يحذرون» من تكرار «التجربة العراقية»

TT

بعد يوم واحد من تأكيد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن اجتماعات الدول الثماني «جي8»، التي عقدت يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين في آيرلندا الشمالية، كانت خطوة في اتجاه تقريب وجهات النظر بين القوى الكبرى حول الأسلوب الأمثل لحل الأزمة السورية - قال وزير الخارجية الروسي إن اختلاف روسيا مع الغرب يتعلق بطرق تسوية الأزمة السورية وليس في الأهداف النهائية، مؤكدا أن الجميع لا يريد تكرار «السيناريو العراقي» في سوريا.

ونقلت قناة «روسيا اليوم»، المملوكة من قبل الحكومة الروسية، عن لافروف قوله إنه «يوجد لدينا تصور مشترك بشأن سوريا، وقناعة بضرورة الحفاظ على وحدة أراضي هذا البلد وسيادته»، مشددا على ضرورة ضمان حقوق جميع الطوائف والأقليات في سوريا، ومضيفا: «إننا والأميركيين والأوروبيين وجميع الدول الأخرى، بما فيها دول العالمين العربي والإسلامي، لا نريد أن نشاهد سوريا تتبع طريق العراق، حيث اقترن غزو الأميركيين لهذا البلد بطرد أهل السنة من جميع المؤسسات المهمة وتسليم كافة السلطات إلى الشيعة».

وكشف الوزير الروسي عن أن نظام الرئيس بشار الأسد أكد لموسكو موافقته عما صدر عن قمة «جي8» من توصيات وجدد استعداده للمشاركة في «جنيف2». وأضاف لافروف أن روسيا دفعت من أجل تحديد موعد للمؤتمر في البيان الختامي، إلا أن الشركاء الغربيين رفضوا ذلك، وعلل الموقف الرافض بالقول: «اختار شركاؤنا الغربيون عدم التطرق إلى تواريخ محددة لأنهم ليسوا متأكدين بتاتا من أن بإمكانهم إقناع المعارضة» بضرورة المشاركة في المؤتمر.

يشار إلى أن البيان الختامي لـ«جي8» تجنب ذكر مصير الأسد، كما تجنب تحديد موعد لعقد مؤتمر السلام في سوريا، مكتفيا بالدعوة إلى عقده «في أسرع وقت ممكن».

وتتناقض الأرضية التي طرحها لافروف، والقائلة إن وحدة الأراضي السورية وضمان حقوق الأقليات يرتبط بمنع انزلاق سوريا إلى ما عاناه العراق غداة الغزو الأميركي عام 2003، مع حديث أوباما أول من أمس بأن وحدة الأراضي السورية ووقف سفك الدماء وضمان حقوق الأقليات يرتبط بمرحلة انتقالية ينبثق عنها حكومة تمتلك جميع الصلاحيات التنفيذية، بما فيها السلطة على الجيش والقوى الأمنية.

ولئن التقت القراءتان المتباينتان في الهدف النهائي، إلا الدروب إلى هذا الهدف تفترق منذ الخطوة الأولى؛ فالروس يرون أن تسليح المعارضة سيؤدي إلى وقوعها في أيادي مقاتلي «جبهة النصرة» الإرهابية. وأوضح لافروف أن «النصرة» هي التنظيم الأكثر فعالية في المعارضة السورية، مؤكدا أن غالبية الأسلحة المصدرة إلى سوريا ستوزع من خلال هذا التنظيم، الذي وصفه بأنه «الأكثر تنظيما وتنسيقا». واستطرد الوزير الروسي ليقول إن الشركاء الغربيين يتفهمون خطورة الطريق الذي قد يسلكونه. أما الأميركيون بشكل خاص، والغربيون بشكل عام، فيرون أن موازين القوى الحالية، التي ترجح كفة الأسد، ستدفع بالأخير إلى رفض فكرة التفاوض على مسألة نقل السلطة إلى حكومة انتقالية.

وبخصوص صواريخ «إس - 300»، أكد وزير الخارجية الروسية أن موسكو «تنفذ كافة تعاقداتها»، مشيرا إلى أن «الاتفاقية الخاصة بتسليم سوريا صواريخ (إس - 300) لم تنفذ بشكل كامل بعد»، وهو ما يوحي باحتمالات وصول بعضها إلى سوريا. ومضى لافروف ليشير في حديثه إلى أن موسكو لم تتلق بعد أي توضيحات من قبل واشنطن حول خطط نشر قوات أميركية على الحدود السورية - الأردنية وإقامة منطقة حظر جوي في سوريا. وأكد وزير الخارجية الروسية استعداد بلاده لإرسال قوة لحفظ السلام في مرتفعات الجولان السورية، مشيرا إلى «أننا نهتم بأن تشعر بالأمان كل من سوريا وإسرائيل اللتين يعيش فيهما عدد كبير من أبناء جلدتنا».

في غضون ذلك، أعلن المدير العام لشركة الأسلحة الإسرائيلية (رفائيل)، بتسلئيل مالكيس، أول من أمس، تمكن شركته من صنع قنبلة ذكية تحتوي على أجهزة قادرة على شل قدرات الصاروخ الروسي المتطور «إس - 300» وحتى تدميره. وقال ملكيس إن القنبلة عبارة عن جهاز متكامل يضم رادار ذكيا ومواد متفجرة. فعندما يلتقط الشارة التي تدل على وجود إشعاعات الصاروخ الأرضي المضاد للطائرات الإسرائيلية، يرسل كمية عالية من أشعة ليزر فيضللها ثم يدمرها.

وأكد مدير الشركة الإسرائيلية أن سلاح الجو الإيطالي اشترى أول دفعة من هذه القنبلة في المعرض بقيمة 15 مليون دولار. وأن دولة أخرى، رفض ذكر اسمها، اشترت الدفعة الثانية منها. وكان نائب رئيس شركة «لوكهيد مارتين»، ستيف أوبريان، قد أعلن في المعرض نفسه، أمس، أن إسرائيل ستكون أول دولة في العالم تستخدم طائرة «إف 35» بشكل عملي، وهي أحدث الطائرات المقاتلة في العالم. وقال أوبريان إن الطائرة التي يتم صنع العشرات منها خصيصا لسلاح الجو الإسرائيلي، ستشتمل على عدد من الرادار والأجهزة إسرائيلية الصنع، التي ستحسن أداءها وستطيل من قدرتها على الطيران من ناحية زمنية ومن ناحية توفير الوقود. وستصل أول دفعة من هذه الطائرات في سنة 2016 وتستمر حتى سنة 2017.