صاحب الملف الطبي المعلق على صدره يتماثل للشفاء في إسرائيل

بعد أن أوصلته الأمم المتحدة إلى مشفى في صفد

TT

ذكرت مصادر طبية إسرائيلية، أمس، أن الجريح السوري ذا الحالة الحرجة، القادم من الجزء الشرقي غير المحتل من هضبة الجولان، قد خرج تماما من العناية المشددة، وأنه يتماثل للشفاء بعد مكوثه 12 يوما في أحد مشافي صفد.

والجريح المقصود هو شاب سوري في الثامنة والعشرين من العمر، وصل في 10 يونيو (حزيران) الحالي إلى الجانب الإسرائيلي بواسطة قوات الأمم المتحدة المرابطة في هضبة الجولان السورية. وقد تم نقله بواسطة سيارة إسعاف تابعة للأمم المتحدة وعلى صدره ورقة مكتوب عليها باللغة العربية، وموقعة باسم الطبيب المعالج في سوريا وموجهة إلى الطبيب الإسرائيلي الذي سيعالجه. وجاء في الرسالة: «الزميل طبيب الجراحة المحترم. تحية وبعد. قصة: طلق ناري مخترق للصدر أدى إلى كسر في الأضلاع شكلت شظايا أدت إلى اختراق الحجاب الحاجز وتهتك الكبد. تم إجراء فتح صدر وبطن مع إجراء تنفيس للصدر ووقف نزف في الصدر، فتح البطن وجد تهتك في الحجاب الحاجز مع النسيج الكبدي بشكل شديد. لم تتم خياطة الكبد ووضعت دكة (شانات بطن «شاشة»). وتم وضعه تحت المراقبة منذ يوم السبت الساعة 11 ظهرا بتاريخ 8 يونيو 2013 مع مراقبة». ثم يضع الطبيب السوري للطبيب الإسرائيلي وصفا طبيا للحالة وينصحه بإعادة فتح البطن لإعادة تقييم حالة الكبد وإزالة الشاشات. ويختتم: «يرجى إجراء ما يلزم ولكم جزيل الشكر والعرفان». وينهي بوضع قائمة الأدوية التي أعطيت للجريح وتوقيع الطبيب باسمه الصريح، الذي حذفه المستشفى كما حذف اسم الجريح بتعليمات من المخابرات الإسرائيلية. ومنذ ذلك الوقت والجريح يتلقى العلاج من الطاقم الطبي في مستشفى صفد، ويوجد في صفوفه أطباء يهود وعرب.

المعروف أن الجيش الإسرائيلي أقام مستشفى ميدانيا قرب الحدود مع سوريا، قدم فيه إسعافات أولية لعشرات الجرحى السوريين منذ مطلع السنة، ثم أعيدوا إلى وطنهم عبر معبر غير رسمي. ومن بين هؤلاء، كان 20 جريحا من المصابين بجراح قاسية وحتى خطيرة، وقد تم نقلهم إلى مستشفى صفد. ولكن الجريح المذكور هو الأول الذي وصل بشكل رسمي عن طريق الأمم المتحدة وبعد أن تلقى علاجا أوليا في سوريا وحملوه رسالة من الطبيب السوري إلى زميله الإسرائيلي. وقال المدير العام لمستشفى صفد، د. أوسكار أمبون، إن «هذا الجريح وصل في حالة خطيرة جدا. ولكن رسالة الطبيب السوري ساعدتنا على البدء فورا بعلاج مباشر، فأجرينا له عملية جراحية فورية لخياطة الكبد وتصريف الدماء التي نزفت داخل فضاء الصدر، وتم إنقاذ حياته».

وأشاد مدير قسم الطوارئ في مستشفى صفد، د. عمرام هادري، بالعلاج الذي تلقاه الجريح في المستشفى السوري خلال اليومين قبل وصوله إلى إسرائيل. وقال: «في الحقيقة، إن ما فعلناه هو إكمال العمل المهني الجيد الذي نفذه الأطباء السوريون. أنا لا أعرف أي وسائل توجد لديهم، ولكن مما لا شك فيه أن العملية الجراحية الأساسية التي نفذوها في سوريا كانت حاسمة، ولولاها لما استطعنا إنقاذ حياة هذا الجريح». ورفض الطبيب أن يتحدث عن الجانب السياسي في الموضوع، وقال: «نحن أطباء، مهمتنا أن نعالج البشر بغض النظر عن أصولهم وانتماءاتهم. وفي كل مرة ننقذ حياة إنسان، نشعر بالسعادة».