المتحدثة باسم أشتون: أوروبا لا تزال تناقش إدراج حزب الله على قائمة الإرهاب

لم تتوقع أن يضاف الموضوع إلى أجندة وزراء الخارجية الاثنين

TT

قالت مايا كوسيانتيش المتحدثة باسم منسقة شؤون الأمن والخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، في تعليق لها على موضوع إدراج الجناح العسكري لحزب الله على قائمة الإرهاب، إن المشاورات لا تزال مستمرة بين الدول الأعضاء حول هذا الملف. وأضافت المتحدثة أنه «من غير المتوقع أن يدرج هذا الملف أو ملف دور حزب الله في الوضع السوري، على أجندة اجتماعات وزراء خارجية دول الاتحاد، المقررة يوم الاثنين المقبل في لوكسمبورغ».

يأتي ذلك بعد أن قال دبلوماسيون إن حملة بريطانية لضم الجناح المسلح لحزب الله اللبناني إلى قائمة الإرهاب الخاصة بالاتحاد الأوروبي، واجهت مجددا مقاومة من حكومات تخشى أن يزيد ذلك من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط. وبحثت مجموعة خاصة من الاتحاد الأوروبي الطلب البريطاني للمرة الثانية عقب اجتماع غير حاسم في 4 يونيو (حزيران) الحالي فشل فيه الدبلوماسيون البريطانيون في إقناع عدد من الحكومات المتشككة.

وقال دبلوماسيون إن المناقشات لم تنته بعد، لأن بريطانيا قد تصعد القضية إلى مستوى أعلى ربما يكون اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في يوليو (تموز) المقبل. وقال مايكل مان المتحدث باسم السياسة الخارجية الأوروبية، إن إدراج حزب الله في قائمة الإرهاب، يتطلب الإجماع من جانب دول الاتحاد. وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، تعليقا على طلبات تقدمت بها دول أعضاء في هذا الصدد «لقد علمنا بوجود هذا الطلب ولكن اتخاذ قرار مثل هذا لا بد أن يتوفر له الإجماع».

ولم تنف مصادر المجلس الوزاري الأوروبي في بروكسل، أو تؤكد ما يتردد حول إمكانية وضع الجناح العسكري لحزب الله على قائمة الإرهاب، إلا أنها شددت على أن دوره فيما يجري في سوريا «يساهم في تعاظم مواطن القلق الأوروبي الكثيرة من أنشطته». وأشارت المصادر، التي طلبت عدم ذكر اسمها، إلى عدم وجود قرار نهائي بهذا الشأن حتى الآن، خاصة لجهة ماهية التدابير الواجب اتخاذها تجاه الحزب أو على الأقل بعض شخصياته.

يذكر أن إسرائيل لا تزال تمارس ضغوطا على أوروبا من أجل وضع اسم حزب الله على قائمة الإرهاب، خاصة بعد التفجيرات التي استهدفت سياحا إسرائيليين في بلغاريا العام الماضي. ولكن دول الاتحاد كانت قد أكدت أنها تفضل ظهور نتائج نهائية للتحقيقات البلغارية للتثبت من ضلوع حزب الله بها، قبل التحرك نحو إجراءات «قاسية» بحقه.

وأصرت بريطانيا على فرض عقوبات على حزب الله لوجود أدلة على أنه وراء تفجير حافلة في بلغاريا قتل فيه خمسة إسرائيليين وسائقهم في يوليو 2012. وهو ما ينفيه الحزب. وأشارت بريطانيا أيضا إلى إصدار محكمة قبرصية في مارس (آذار) الماضي حكما بالسجن أربع سنوات على عضو بحزب الله متهم بالتآمر لمهاجمة مصالح إسرائيلية في الجزيرة.

ونال المقترح البريطاني صفة الاستعجال - وبعض التأييد - في أوروبا خلال الأسابيع القليلة الماضية وسط إشارات إلى أن حزب الله متورط بشكل متزايد في الحرب الأهلية السورية. ويقول دبلوماسيون إن غالبية دول الاتحاد (27) بمن فيها فرنسا وألمانيا تؤيد الاقتراح البريطاني، لكن النمسا وجمهورية التشيك وإيطاليا من بين الدول التي تحفظت.

وسيمثل ضم حزب الله لقائمة الإرهاب تحولا كبيرا في السياسة الأوروبية التي قاومت لسنوات ضغوطا من تل أبيب وواشنطن. وقال دبلوماسيون إن حكومات أوروبية كثيرة تساءلت عن وجود دليل كاف وقاطع لربط حزب الله بالهجوم في بلغاريا. وقال دبلوماسي أوروبي «هناك اعتبارات قانونية. لم نر الدليل».

وتضم قائمة الإرهاب الأوروبية جماعات مثل حركة حماس الفلسطينية وحزب العمال الكردستاني التركي. وتجمد الحسابات المصرفية في أوروبا لمثل هذه الجماعات وتحرم من جمع تبرعات هناك لممارسة أنشطتها.