بوتين قلق على مستقبل سوريا إن رحل الأسد

أنقرة وواشنطن تكثفان اتصالاتهما من أجل نقل الأسلحة الأميركية للجيش الحر

TT

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس إن روسيا قلقة من حدوث فراغ سياسي في سوريا يشغله المتشددون إذا ترك الرئيس بشار الأسد السلطة الآن. وقال بوتين في مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على هامش المنتدى الاقتصادي الدولي في مدينة سان بطرسبورغ الروسية «نحن قلقون من احتمال حدوث فراغ سياسي في سوريا في حال اتخاذ بعض القرارات الآن بخصوص تغيير الحكومة في سوريا»، مضيفا «يرحل الأسد اليوم ويحدث فراغ سياسي. فمن سيملأه؟ ربما المنظمات الإرهابية».

وسخر الرئيس فلاديمير بوتين مما يقال حول أن الأسد يستخدم ما ترسله روسيا من أسلحة ضد شعبه، وقال بوتين إن مثل هذا القول لا يمكن قبوله على عواهنه نظرا لأن الذي يحارب ضد الأسد ليس الشعب السوري بل هم المقاتلون المسلحون بمن فيهم الذين وفدوا على سوريا عبر قنوات أجنبية ومنها المنظمات الإرهابية.

وكان بوتين كشف عن وجود 600 مقاتل مسلح من روسيا وأوروبا على أقل تقدير بين صفوف المعارضة السورية. وفيما انتقد مبدأ تسليح المعارضة السورية والمخططات الرامية إلى دعمها بالمال والعتاد العسكري، قال الرئيس الروسي إن تزويد المعارضة السورية بالمال والسلاح يجري منذ فترة طويلة، وإن تعقد الأوضاع اليوم في سوريا لم يكن ليتسم بهذه الدرجة من الحدة لو لم تتسلم المعارضة كل ما نشهده اليوم من دعم مادي وعسكري وبشري.

وأعاد الرئيس بوتين إلى الأذهان ما سبق وأعلنته الولايات المتحدة حول إدراج «جبهة النصرة» التي تتزعم القتال داخل الأراضي السورية ضمن قائمة المنظمات الإرهابية المحظور نشاطها وتأكيدها على أنها ترتبط بتنظيم القاعدة. وعاد ليتساءل: «كيف يمكن توريد الأسلحة إلى هؤلاء المعارضين؟ وأين سنجد هذه الأسلحة في النهاية؟ وما الدور الذي يمكن أن ستلعبه؟».

من جانبه أعلن سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية في تصريحاته صحافية أمس أن الأحاديث عن إقامة منطقة حظر جوي في سوريا، والقرارات أحادية الجانب لا تساعد على عقد مؤتمر «جنيف2». وقال لافروف: «أولا يجب أن نفهم ما هو هدفنا. وإذا كان هدفنا عقد المؤتمر، فيجب تجنب مناقشة الحظر الجوي أو أي أعمال لفرضه، كما يجب أن نتجنب مناظرات مثيرة للمجابهة، ونمتنع عن تبني القرارات أحادية الجانب في مجلس الأمن الدولي أو في مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة، لأن كل ذلك لا يساعد على تهيئة الأجواء الضرورية لعقد المؤتمر».

وكان لافروف تناول أيضا مسألة احتمالات مشاركة منظمة «جبهة النصرة» في مؤتمر «جنيف2»، إذ قال «إن هذا الأمر غير وارد، وإنه لن يتم توجيه الدعوة إليها». وأضاف قوله: «إنهم ليسوا من سيقررون هل سيشاركون في المؤتمر أم لا. وهذا الأمر لا يجوز حتى النظر فيه. إنهم إرهابيون ويجب التعامل معهم كإرهابيين». واعتبر لافروف أيضا توريد الأسلحة من الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية إلى المعارضة السورية عملا غير شرعي.

في غضون ذلك، ذكرت صحيفة «حريت» التركية أمس أن تركيا والولايات المتحدة كثفتا الحوار السياسي والعسكري من أجل التخطيط الاستراتيجي لنقل الأسلحة الأميركية للجيش السوري الحر وذلك عقب قرار واشنطن بتزويد المعارضة بالأسلحة. وأضافت الصحافية أنه على الصعيد السياسي، أجرى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو اتصالين هاتفيين مع نظيره الأميركي جون كيري أحدهما السبت الماضي والآخر الأربعاء الماضي لمناقشة التطورات الأخيرة في سوريا عشية اجتماع مجموعة أصدقاء الشعب السوري في العاصمة القطرية اليوم.

ويشارك في الاجتماع وزراء خارجية مصر وقطر والسعودية والإمارات والأردن وتركيا والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا. ويبحث الوزراء في الاجتماع آخر تطورات الوضع في سوريا وتنسيق المواقف حول آخر مستجدات الأزمة السورية وبلورة رؤية مشتركة للتوصل إلى حل لها والإعداد لمؤتمر جنيف2 المقرر عقده في الأسابيع المقبلة لإيجاد حل سياسي لتلك الأزمة.