تركمانستان تتقبل أوراق اعتماد أول سفير إسرائيلي

بعد رفضها لمرشحين من رجال «الموساد»

TT

لأول مرة منذ قيامها، أرسلت إسرائيل سفيرا لها إلى عشق آباد، عاصمة تركمانستان، التي تنبع أهميتها لكونها صاحبة حدود طويلة مع إيران.

وقد تأخرت إقامة سفارة إسرائيلية في عشق آباد، أربع سنوات، بسبب رفض السلطات التركمانستانية اقتراحين لسفيرين، الأول هو رؤوبين دانئيل الذي كان ملحقا للموساد في السفارة الإسرائيلية في موسكو وتم إبعاده عن روسيا بسبب تدخله في خلافات داخلية لجهاز المخابرات الروسي، والثاني حايم كورين الذي كان محاضرا في كلية الأمن القومي الإسرائيلية وبعد رفضه في عشق آباد، أرسل سفيرا لإسرائيل لدى دولة جنوب السودان.

وقد أعلنت سلطات تركمانستان رفضها للسفيرين لأنها غير معنية بخلافات مع جارتها إيران، مؤكدة أن كونهما من جهاز «الموساد» (جهاز المخابرات الخارجية) سيثير شكوك طهران بأن السفارة الإسرائيلية ستجعل من تركمانستان قاعدة مخابرات للتجسس ضدها.

وقد اقترحت تركمانستان على إسرائيل أن يكون سفيرها في عشق آباد، الدبلوماسي شيمي تسور، الذي شغل منصب قائم بأعمال السفير حتى الآن، من دون أن يقيم في سفارة. وبعد أربع سنوات من المماحكة، وافقت إسرائيل على ذلك ورفعت درجة تسور إلى سفير وأرسلته سفيرا مقيما بشكل ثابت في البلاد.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي السابق، أفيغدور ليبرمان، قد زار تركمانستان في 2009 والتقى الرئيس باردي محمدوف ووزير خارجيته رشيد مردوف، واتفق معهما على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة، وتعهد بتقديم مساعدات في تطوير الزراعة والتكنولوجيا والشؤون الطبية. ورأت إسرائيل في العلاقات مع هذه الدولة أهمية استراتيجية كبرى، لكونها تقع في مركز آسيا ولها حدود طولها ألف كيلومتر مع إيران. واختار ليبرمان صديقه دانئيل ليكون سفيرا لكن تركمانستان أعادته إلى إسرائيل بعد أيام من وصوله، إذ اكتشفت بـ«مساعدة دولة صديقة» أنه رجل «الموساد». ورفضت إسرائيل إرسال سفير آخر طيلة سنة ونيف، لكن تركمانستان لم تتراجع. وفي شهر أغسطس (آب) 2010، وفي أعقاب انفجار الأزمة في العلاقات التركية - الإسرائيلية، عادت إسرائيل ترى أهمية تركمانستان في المنطقة فقررت إرسال سفير آخر، كورن، فرفض هو أيضا. وتنازلت إسرائيل وعينت سفيرا مؤقتا بدرجة قائم بالأعمال. وقد كسب شيمي تسور ثقة حكومة تركمانستان، فطلبت تثبيته.

وقدم السفير الجديد أوراق اعتماده إلى الرئيس محمدوف، الذي رحب به وذكر أمامه أنه كان قد زار إسرائيل في 1997، عندما كان وزيرا للصحة. وقال إن إسرائيل دولة ازدهار وتقدم وما ينقصها هو بذل جهد أكبر لصنع السلام مع الفلسطينيين والعرب.