«النظامي» يواصل قصف أحياء شمال دمشق و«الحر» يتمدد في غرب حلب

عبد الجبار العكيدي يستقيل من هيئة الأركان احتجاجا على تصرفات أعضائها «الصبيانية»

TT

واصلت القوات النظامية أمس هجومها على حيي القابون وبرزة في دمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما أعلن «الجيش السوري الحر» بدء معركة القادسية لتحرير أحياء حلب الغربية والشمالية، بالتزامن مع استقالة رئيس المجلس العسكري بحلب عبد الجبار العكيدي من منصبه احتجاجا على تصرفات أعضاء هيئة أركان الجيش السوري الحر.

وأشار المرصد إلى أن «حي القابون تعرض لقصف أدى إلى أضرار مادية واشتعال حرائق تزامنا مع اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية عند أطراف الحي من جهة الأتوستراد الدولي في محاولة من القوات النظامية لاقتحام الحي». وذكر أن «القوات النظامية حاولت أيضا اقتحام حي برزة المجاور، حيث استولى مقاتلو المعارضة منذ أسابيع على أجزاء كبيرة منه»، مشيرا إلى «وقوع اشتباكات عنيفة بين كتائب الجيش الحر والقوات النظامية واللجان الشعبية الموالية لها في الحي، إثر محاولات للقوات النظامية اقتحام الحي من محاور عدة».

بدورها، أفادت شبكة «شام» المعارضة بوجود «اشتباكات عنيفة وقعت على أطراف الحيين بين الجيش الحر والقوات النظامية»، لافتة إلى «استهداف الجيش الحر القوات النظامية في الطريق الدائري وتفجيره أحد أبنيتها، تزامنا مع معارك في حي العسالي». وترافقت المعارك مع قصف نظامي طال القابون وبرزة وأحياء جوبر والحجر الأسود والقدم.

وتركز القوات النظامية عملياتها العسكرية على مناطق نفوذ المعارضة في الأحياء الجنوبية والشرقية والشمالية لدمشق في محاولة لإحراز تقدم، بالتزامن مع حملة مماثلة في ريف دمشق المتاخم لهذه الأحياء ويشكل معقلا للجيش السوري الحر.

وكان المجلس الوطني السوري قد أكد، قبل أيام، أن حياة 40 ألف سوري من سكان حيي برزة والقابون في خطر بسبب استمرار الحصار الذي تفرضه قوات النظام مدعومة من حزب الله اللبناني ولواء أبو الفضل العباس.

وامتدت الاشتباكات إلى بلدات في ريف دمشق، حيث استهدف الجيش الحر قوات حزب الله ولواء العباس في بلدتي البحدلية والسيدة زينب، كما قصف مواقع في حرستا وعربين والذيابية والقلمون، وفق ناشطين. ومع تواصل الاشتباكات في داريا وزملكا، قالت شبكة «شام» إن «3 قتلى سقطوا وسجل أكثر من 20 حالة اختناق جراء استهداف زملكا بالغازات السامة». بالتزامن مع إعلان فرنسا تزويد المعارضة السورية بعلاجات مضادة لغاز السارين.

وفي محافظة حلب، أفادت شبكة «شام» بأن «الجيش الحر أعلن معركة القادسية لتحرير أحياء حلب الغربية والشمالية، التي تضم أكاديمية الهندسة العسكرية ومبنى المخابرات العسكرية، ويأتي ذلك بعد أن تمكنت المعارضة في جبهة البلدة القديمة لحلب من تحقيق تقدم في الأيام القليلة الماضية من خلال إحكام سيطرتها على حي العقبة بكاملة وأجزاء كبيرة من حي العواميد».

ويهدف مسلحو المعارضة من خلال هذه الخطوة إلى تعزيز حصارهم لقلعة حلب التاريخية ذات الموقع الاستراتيجي المشرف على أجزاء واسعة من المدينة، والذي تتمركز فيه قوات كبيرة تابعة للنظام السوري. ويشارك في هذه المعركة عدد كبير من الكتائب الموجودة في حلب، ومنها «اء ر ام» و«كتيبة اروق» و«لواء التوحيد». كما تعرض محيط مطار منغ العسكري لقصف بالطيران الحربي، بحسب المرصد. وتحاول مجموعات الجيش الحر منذ أشهر الاستيلاء على هذا المطار الذي يشهد معارك عنيفة. وأفاد ناشطون معارضون باستهداف الجيش الحر تجمعات للقوات النظامية، في ثكنة المهلب والدفاع المدني، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات بين الكتائب المعارضة والقوات النظامية في حي الراشدين بمدينة حلب.

ويأتي إعلان الجيش الحر عن بدء «معركة القادسية» في حلب بعد تقديم رئيس «المجلس العسكري» في حلب وأحد الأعضاء الأساسيين في مجلس «القيادة العسكرية العليا لهيئة الأركان» في «الجيش الحر» عبد الجبار العكيدي استقالته من مجلس «القيادة»، مشيرا في شريط مصور بث على موقع «يوتيوب» إلى أن سبب استقالته «يتعلق ببعض التصرفات الصبيانية لبعض أعضاء مجلس (القيادة العسكرية العليا لهيئة الأركان التي يرأسها سليم إدريس)، وانشغالهم فقط بالثرثرة والمناصب والسفر». وقال إن «هذه التصرفات أدت إلى سقوط هذا المجلس في نظر غالبية المقاتلين».

ويتحدر العكيدي من بلدة الشحيل بدير الزور، وقد انشق عن الجيش النظامي في 19 مارس (آذار) 2012، وقاد أبرز المعارك في مدينة حلب (شمال سوريا).

وفي حمص، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بوجود «قصف عنيف على مدينة تلكلخ» القريبة من الحدود اللبنانية الشمالية، مع «محاولة لاقتحام المدينة الواقعة في ريف حمص الغربي من قوات النظامية من الجهة الشمالية». وأوضح المرصد أن «اشتباكات تدور على أطراف المدينة إثر محاولات الاقتحام»، مشيرا إلى «قصف على مدينة الرستن الواقعة في ريف حمص الشمالي لقصف من القوات النظامية، وعلى الأحياء المحاصرة من قوات النظام في مدينة حمص». وتتقاسم القوات النظامية وكتائب الحر السيطرة على تلكلخ، بينما تخضع الرستن والأحياء القديمة في وسط حمص لسيطرة مقاتلي المعارضة.