الرئيس المصري يشيد بسلمية مظاهرة مؤيدة له ويؤكد تصديه لـ«الثورة المضادة»

البرادعي طالبه بالاستقالة ولجنة انتخابات الرئاسة تنظر طعن خصمه بعد غد

د. محمد البرادعي وحمدين صباحي في مؤتمر صحافي عقدته المعارضة قبل أيام من مظاهرات 30 يونيو التي نادت بها جبهة «تمرد» (رويترز)
TT

أقدم فرقاء المشهد السياسي في مصر على اتخاذ خطوة للأمام في ساحة صراع باتت مفتوحة على كل الاحتمالات قبل أيام من مظاهرات مرتقبة نهاية الشهر الحالي تطالب الرئيس محمد مرسي بـ«الرحيل»، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

وبينما قال الرئيس مرسي أمس إنه «لن يسمح لأي فصيل بفرض رأيه»، مشددا على أن الوضع الراهن يشهد لحظة جديدة في عمر الثورة، طالب الدكتور محمد البرادعي المنسق العام لجبهة الإنقاذ الوطني المعارضة الرئيس المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين بتقديم استقالته، فيما حددت لجنة الانتخابات الرئاسية بعد غد الثلاثاء موعدا لنظر طعن تقدم به المرشح الرئاسي السابق الفريق أحمد شفيق على نتائج الانتخابات.

وعقب يوم واحد من مظاهرة حاشدة لتأييده، قال الرئيس مرسي خلال كلمته بمؤتمر اتحاد المهندسين العرب بقاعة المؤتمرات بحي مدينة نصر (شرق القاهرة) إن «ثورة مصر تقودها أهدافها لتحقيق آمال وطموحات الشعب المصري وإننا نمضي في طريقنا رغم محاولات الانقضاض على الثورة وتفريغها من محتواها».

وأضاف مرسي أن مصر شهدت تحركات بأعداد كبيرة لمليونية تحت اسم نبذ العنف تميزت بالسلمية والحضارية في محاولة للوقوف في وجه عودة الثورة المضادة والنظام السابق.

وشدد الرئيس مرسي على أنه «لا يمكن لأي فصيل أن يفرض توجهه أو إرادته على الجميع، لأن مصر لن تقاد وراء أهداف خاصة، فمصر ليس أمامها خيار آخر سوى النجاح والمضي في تحقيق أهداف الشعب المصري في الكرامة والحرية».

وبدا لافتا أن يبرز الرئيس مرسي موقفه من الحشد الإسلامي لدعمه الجمعة الماضي. وقال الرئيس في تغريدة له على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إن «أعداد المتظاهرين بمليونية أمس (أول من أمس) لنبذ العنف بأداء حضاري (...) لا يمكن تجاهلها»، مضيفا أن المصريين «يعيشون الآن لحظة جديدة من عمر ثورة 25 يناير المجيدة، يحمون فيها ثورتهم بإصرار بحيث لا يمكن السماح بعودة عقارب الساعة إلى الوراء».

ونظمت جماعة الإخوان المسلمين وأحزاب صغيرة متحالفة معها قبل يومين مظاهرة شارك فيها ألوف الإسلاميين لتأييد أول رئيس إسلامي منتخب بعد ثورة 25 يناير، استباقا لدعوة حملة تمرد التي تجمع توقيعات لسحب الثقة من الرئيس مرسي، لتنظيم مسيرات واعتصام أمام القصر الرئاسي لإجباره على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

وقالت قيادات «تمرد» قبل أيام إنها نجحت في جمع 15 مليون توقيع على استمارات سحب الثقة من الرئيس مرسي. وتبنت قيادات جبهة الإنقاذ دعوة تمرد وأعلنت دعمها للحملة.

وصعدت المعارضة موقفها أمس، وطالب البرادعي زعيم حزب الدستور، الرئيس مرسي بتقديم استقالته، وقال خلال كلمة له في مؤتمر «ما بعد الرحيل» الذي عقد أمس بأحد فنادق القاهرة: «على الرئيس مرسي أن يستجيب للصرخة التي تخرج من كل أنحاء مصر، وعليه أن يستقيل».

وأضاف البرادعي أن أهمية المؤتمر تأتي في ضوء طرح تصور لما بعد الرحيل ينقل المصريين لمسار الثورة، مشيرا إلى أن المصريين في حاجة للمصالحة الوطنية والانطلاق للأمام بجانب نظام يقوم على انتخابات حرة نزيهة برقابة دولية ومحلية.

وألقت التعقيدات السياسية التي تشهدها البلاد بظلالها على قرار اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية بتحديد جلسة يوم الثلاثاء المقبل لنظر طعن الفريق شفيق في تزوير الانتخابات الرئاسية التي جرت قبل عام.

وتقدم محامي المرشح الرئاسي الخاسر شفيق بطلب إلى اللجنة العليا للانتخابات في مايو (أيار) الماضي، طالب فيه ببطلان إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية بفوز الرئيس مرسي.

وهاجم سياسيون وقانونيون قريبون من مؤسسة الرئاسة قرار اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية. وقال عصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط إنه بعد صدور الدستور الجديد لم يعد للجنة العليا للانتخابات الرئاسية وجود وإن أي اجتماع لها هو باطل.