هجوم الإسلاميين على الجيش والأزهر والكنيسة يفجر خلافات قبل مظاهرات «30 يونيو»

خبير عسكري: التسامح مرفوض مع المتطاولين على القوات المسلحة

TT

فجر هجوم قيادات من الإسلاميين على الجيش والأزهر والكنيسة خلال مظاهرة «لا للعنف.. نعم للسلمية» أول من أمس، خلافات في مصر قبل مظاهرات «30 يونيو»، التي دعت لها حركة «تمرد» والقوى الثورية للمطالبة بتنحي الرئيس محمد مرسي عن الحكم وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

وبينما كشف خبير عسكري لـ«الشرق الأوسط»، عن «وجود حالة استياء بين الضباط والجنود من تصريحات القيادي الإخواني محمد البلتاجي التي تطاول فيها على القوات المسلحة»، قائلا: «لا يجب التسامح مع كل من يتطاول على الجيش، فالقوات المسلحة هي الحصن الأخير أمام كل المؤامرات التي تحاك بالوطن»، قال مسؤول في مشيخة الأزهر الشريف، لـ«الشرق الأوسط»، إن «مؤتمرا موسعا سوف يعقد (الاثنين) لتأييد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر في فتواه التي أجازت الخروج على الحاكم في المظاهرات، وللرد على من هاجموه في مظاهرة الإسلاميين خلال مظاهرة تأييد الرئيس مرسي في ميدان رابعة العدوية (شرق القاهرة)».

وهاجم الداعية الإسلامي صفوت حجازي، المحسوب على جماعة الإخوان، الدكتور الطيب أول من أمس، قائلا: «أفتى بحرمة المظاهرات في عام 2011، وقال إن اللي بيموت في ميدان التحرير مش شهيد، والنهارده عايزين نفكره بكده.. خالفت فتواك القديمة وفتواك باطلة بجواز الخروج على الإمام وولي الأمر».

كما وجه حجازي رسالة إلى البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريك الكرازة المرقسية، قائلا: «الدكتور مرسي هو رئيسك يا تواضروس ورئيس الكنيسة المصرية وكل المصريين، وهنروح نحمي الكنائس والمحلات». لكن مسؤولا بالأزهر رفض تصريحات حجازي، قائلا: إن «شيخ الأزهر لم ينتصر لرأي ولا لفصيل على حساب فصيل، ولكنه انحاز لصحيح الدين».

وكان شيخ الأزهر قد أصدر فتوى عقب لقاء جمعه والبابا تواضروس مع الرئيس مرسي، بعدم جواز تكفير الخروج على طاعة ولي الأمر الشرعي، وأهمية المعارضة السلمية له واعتبارها جائزة ومباحة شرعا، ولا علاقة لها بالإيمان والكفر، وهي الفتوى التي أثارت جدلا داخل جماعة الإخوان الحاكمة، خصوصا مع وجود دعوات للمطالبة بتنحي الرئيس 30 يونيو (حزيران) الحالي. كما أكد البابا تواضروس في تصريحات عقب لقائه بالرئيس مرسي، أنه «لا مانع من نزول المسيحيين في مظاهرات 30 يونيو، معتبرا أن «الكنيسة جزء من المجتمع، وعملها عمل روحي ولها دور اجتماعي وأن التعبير عن الرأي حرية، مثلما خرج الشباب في 25 يناير».

ويرى مراقبون أن «الرئيس مرسي لجأ إلى الطيب وتواضروس من أجل إصدار فتوى بتحريم الخروج عليه، إلا أن كليهما أعلن أن الخروج على الحاكم يجوز».

وقالت قيادات في حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان إن «توقيت فتوى شيخ الأزهر يثير الريبة، فالبيانات والفتاوى والأقوال والآراء يجب أن تراعي السياق الذي تصدر فيه». وأضافت القيادات التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط» أن «شيخ الأزهر لو كان على عصر مبارك لم يكن ليجرؤ أن يتلفظ بلفظ واحد من هذه الفتوى»، ولفتت القيادات إلى أنه كان الأولى بشيخ الأزهر أن يقف بجانب الشرعية الحقيقية المنتخبة، وتبيين حرمة الخروج على الحاكم الشرعي المختار من الشعب.

في السياق نفسه، استنكر مصدر عسكري ما تردد على لسان الدكتور محمد البلتاجي القيادي بحزب الحرية والعدالة، خلال مظاهرة «لا للعنف» والتي تطاول فيها على المجلس العسكري والمؤسسة العسكرية، مؤكدا في تصريحات صحافية أمس، أن مثل هذه الاتهامات تؤثر بالسلب على مصداقية جماعة الإخوان ومن يناصرهم من التيارات الإسلامية. وطالب المصدر العسكري الجميع بضرورة تحري الدقة في تناول أي معلومات تتعلق بالأمن القومي المصري.

وطالب مصطفى بكري، النائب البرلماني السابق، الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع، بعدم السكوت على تطاول القيادي الإخواني على القوات المسلحة - حسب قوله - مؤكدًا أنه لا يجب التسامح مع كل من يتطاول على الجيش. وقال بكري، على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، مخاطبا الفريق أول السيسي: «لقد صمت قبل ذلك على تطاول الشيخ السلفي حازم أبو إسماعيل، المرشح المستبعد من الرئاسة المصرية، وغيره، ولكن كرامة القوات المسلحة لا يجب أن تظل مستباحة من كل من هب ودب».

وهاجم محمد البلتاجي، المؤسسة العسكرية، رافضا عودتها للحكم مرة أخرى لتولي شؤون البلاد محملا إياها مسؤولية خراب الدولة خلال الـ60 سنة الماضية، قائلا «عايزين يعملوا مجلس رئاسي من رئيس المحكمة الدستورية اللي عينه حسني مبارك، وعضو مجلس عسكري، يعني عسكري تاني محدش بقى يتكسف.

، بيضحكوا على الناس، جربناكم بطياراتكم في 5 يونيو (حزيران) ضيعتوا القدس وسيناء والجولان، وبيزعلوا عشان بنهتف إسلامية ونتحدث عن الإسلام».