الحكيم يجمع شيوخ عشائر عراقيين لإطلاق ميثاق شرف بحرمة الدم العراقي

أكد أن هناك من يحاول إظهار قوته على حساب إضعاف المكونات الأخرى

TT

بعد أقل من أسبوعين من اللقاء السياسي الرمزي الذي جمع كبار قادة العراق السياسيين في مقر زعيم المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم الذي انتهى بالمصالحة الشهيرة بين رئيسي الوزراء نوري المالكي والبرلمان أسامة النجيفي، رعى الحكيم أمس السبت مؤتمرا عشائريا تم بموجبه إطلاق ميثاق شرف وطني يؤكد حرمة الدم العراقي وينبذ الطائفية ويشدد على حرمة الدم العراقي ومواجهة الإرهاب. وقال الحكيم خلال كلمة ألقاها في المؤتمر إن «هناك من يحاول إظهار قوته على حساب إضعاف المكونات الأخرى» في إشارة واضحة للمالكي. وأضاف أن «العراق يجتمع اليوم بكل تعددياته القومية والدينية والمذهبية الكريمة، وهذا دليل على أننا قادرون أن نجتمع، ونؤكد وحدة الشعب العراقي، وهو دليل أيضا على فشل كل المخططات التآمرية التي أرادت تمزيق وحدتنا فالعراق يكون قويا عندما تكون كل مكوناته قوية، وواهم من يظن أن قوته يمكن أن تتحقق بإضعاف المكونات الأخرى».

وأوضح الحكيم أن «البلاد تنهض بجهود كل أبنائها، ولن يتمكن أي مكون لوحده على النهوض بأعباء بناء الوطن.. فالوطن للجميع والجميع للوطن.. ومن يقف بالضد من الحقيقة سينهار يوما ما، لأن الحقيقة لا تقبل الغياب أو التغييب وإن حاول البعض تغييبها». وتضمن الميثاق الذي تمت تلاوته خلال المؤتمر ووقع عليه شيوخ العشائر من كل أنحاء العراق مبادئ عامة تتضمن المحافظة على وحدة الكيان العراقي من كافة الأخطار الداخلية والخارجية التي تواجهه، وترسخ مبدأ التعايش المشترك في الوطن الواحد، وتحرم الدم العراقي، وتنبذ جميع الممارسات التي تحاول شق صف الوحدة الوطنية والنيل منها.

من جهته أكد الناطق باسم المجلس الأعلى الإسلامي حميد معلة الساعدي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «المؤتمر العشائري الذي تبناه الحكيم يأتي مكملا لمفردة اللقاء الرمزي الذي عقد قبل مدة للقادة السياسيين الذي كان له دلالات عملية وعميقة على أرض الواقع لجهة أنه أدى إلى تهدئة الشارع وهناك مسار إيجابي لحل الكثير من المشكلات والعقد التي كانت تبدو مستحكمة في العملية السياسية». وأضاف الساعدي أن «أبرز ما أكد عليه المؤتمر على صعيد ميثاقه الرمزي هو العراق أولا وحرمة الدم العراقي ونبذ الطائفية والعرقية وترسيخ مبدأ الحوار الإيجابي ودعم وبناء الدولة العراقية واحترام القانون وسيادته». وردا على سؤال بشأن ما اعتبره الكثيرون بمثابة انتكاسة لجهود الحكيم وذلك بالأزمة الراهنة والخاصة بمجالس المحافظات وما ترتب عليها من تبادل اتهامات بين المجلس الأعلى ودولة القانون قال الساعدي إن «الأمر ليس كذلك أبدا وإن هناك مبالغة في الأمر لأننا إذا تحدثنا عن التحالف الوطني فهو لا يزال متماسكا وإننا حرصنا على عدم حصول فجوة حيث إننا نسعى لأن نؤسس لدولة ومثل هذه المسائل والتقاطعات قد تحصل ولكنها لا تفسد للود قضية». وأوضح الساعدي «أود في هذه المناسبة أن أؤكد أن المجلس الأعلى وعبر تاريخه لا ينقض وعدا قطعه على نفسه أو اتفق عليه وأن التنصل يحصل من غيره وأننا ناسف لبعض التصريحات التي لا تمثل مصدر القرار وليست جزءا منه وتعتمد على مجرد مسموعات من هنا وهناك».

وعلى صعيد متصل أكد رئيس مجلس شيوخ محافظة الأنبار الشيخ حميد الشوكة وهو أحد الموقعين على الميثاق في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «أي مؤتمر من هذا النوع له فوائده الكبيرة وعلى كل المستويات لأن شيوخ العشائر في العراق هم الفيصل في كل الأمور وهذا ما أثبتته الأحداث»، معتبرا أن «التوقيع على المبادئ الأساسية التي خرج بها المؤتمر سوف يكون له تأثير حاسم على ما يجري في البلاد لأن المحافظة على وحدة العراق وتماسك نسيجه الاجتماعي هدف للجميع». وانتقد الشوكة السياسيين قائلا إن «الفشل يتحمله السياسيون وهذا ما أثبتته الوقائع وإن ما يقوم به شيوخ العشائر إنما هو محاولة لإيجاد توازن داخل المجتمع العراقي في ظل تراجع أداء رجال الطبقة السياسية».