ليبيون متهمون بدعم القذافي يواجهون صعوبات في العودة إلى مدينتهم

مخاوف من تجدد الخلافات بين سكان «تاورغاء» و«مصراتة»

TT

في محاولة لنزع فتيل الأزمة، طالب الدكتور الصادق الغرياني رئيس المجلس الأعلى للإفتاء أهالي تاورغاء المهجرين منذ العام الماضي، بالتراجع عن قرارهم بالعودة، وأن يصرفوا النظر عنه ولا يستمروا فيه لأنه قرار خاطئ.

ويواجه السكان الأصليون من ذوي البشرة السوداء من المدينة الواقعة شرق مصراتة وتبعد نحو 200 كيلومتر شرق العاصمة الليبية طرابلس اتهامات من سكان مصراتة، ثالث كبريات المدن الليبية، بالتورط مع نظام العقيد الراحل معمر القذافي قبل سقوطه ومقتله في شهر أكتوبر (تشرين الأول) عام 2011، بالإضافة إلى اتهامات أخرى تتعلق بقيامهم بأعمال سلب ونهب لدى محاولات كتائب القذافي الأمنية سابقا اقتحام مصراتة.

وحذر الغرياني في كلمة بثها التلفزيون الرسمي الليبي مساء أمس من أن قرار العودة في هذا الوقت تترتب عليه تداعيات خطيرة تسفك فيها الكثير من الدماء البريئة، لافتا إلى ما وصفه بحالة الفشل الذريع لكل الأطراف التي تعالج المشكلة لعدم استطاعتهم أن يبعثوا في نفوسهم الأمل لعدالة مرتقبة ومنتظرة.

وحث الغرياني المسؤولين في الحكومة والمؤتمر الوطني العام (البرلمان) على القيام بدورهم في حل المشاكل الخاصة بالنازحين، معتبرا أنهم مسؤولون عن دماء هؤلاء لو ارتكبوا قرارا يائسا وترتب عليه ضرر وفساد.

واعتبر أنه بالرغم مما ارتكبه بعض أهل تاورغاء مما سماه «مفاسد وجرائم» نشعر جميعا بوطأتها ونشعر بالعار وبالعيب الذي ارتكبوه، فإنه لا يجوز أيضا من الناحية الأخرى أن نتجاهل حقوقهم الإنسانية.

وحذر الغرياني من التسويف والمماطلة في معالجة أوضاع النازحين، مؤكدا على ضرورة أن تعطى أولوية؛ لخطورتها وربما استغلالها من أطراف أخرى كحالة مزمنة لخدمة هدف ما يضر بمستقبل البلد، على حد قوله.

وكان رئيس الحكومة الانتقالية الدكتور علي زيدان قد طلب من أهالي مدينة تاورغاء قبل يومين تأجيل العودة إلى مدينتهم في الوقت الحاضر، وتعهد بالعمل على متابعة أوضاعهم وتذليل الصعاب أمامهم في المدن التي يوجدون بها حتى يحين ما وصفه بموعد العودة وانتصار روح المصالحة والوئام بين أبناء الشعب الليبي.

يشار إلى أن السفير البريطاني لدى ليبيا زار الأسبوع الماضي مخيم نازحي تاورغاء في العاصمة طرابلس، حيث أعلن أن قضية نازحي تاورغاء تهم الأسرة الدولية، فيما اعتبر بمثابة تحذير من احتمال تدويل ملف هذه الأزمة.

ويعاني نحو أربعين ألف شخص من تاورغاء أوضاعا إنسانية صعبة للغاية وفقا لتقارير رسمية وحكومية، فيما يتهم السكان الحكومة والمؤتمر الوطني بعدم الجدية في التعامل مع أزمتهم الاجتماعية والإنسانية.

على صعيد متصل أعلن اللواء سالم القنيدي رئيس أركان الجيش الليبي أن زيارته لمدينة سرت الساحلية مسقط رأس القذافي تأتي في إطار ما وصفه بتفعيل المؤسسة العسكرية والأمنية ودورها في تحقيق الأمن والاستقرار في ربوع البلاد.

وقال القنيدي في تصريحات له إن زيارته تستهدف الاطلاع وتفقد الوحدات العسكرية الموجودة بالمنطقة ومعرفة الصعوبات التي تواجهها، مشيرا إلى أن رئاسة الأركان تحتاج إلى دعم وتكاتف الجهود من كل الجهات الرسمية، ومؤسسات المجتمع المدني للنهوض بالجيش الوطني.

وأعرب القنيدي عن قلق الجيش عن الأحداث التي وقعت أخيرا بجامعة سرت والتي راح ضحيتها طالبان من طلبة الجامعة وجرح آخران.