العلامة اللبناني هاني فحص يدعو شيعة سوريا للتشبث بحيادهم والاستعصاء على التقاتل

قال إن تأخير إطلاق مبادرات التسوية يقارب حافة الخيانة

العلامة اللبناني هاني فحص
TT

وجه العلامة اللبناني الشيعي هاني فحص نداء إلى المسلمين الشيعة في بلدتي نبل وزهراء (شمال حلب) وسائر المحافظات السورية، دعاهم فيه «باسمه واسم أمثاله من الحريصين، وهم الأكثر، إلى حفظ كرامة الدم الشيعي والسني والدرزي والعلوي والمسيحي في سوريا وغيرها، بعيدا عن الفتنة والسفح والهدر، إلى التشبث بحيادهم واستعصائهم على التقاتل حفاظا على سلامتهم وسلامة أهلهم وجيرانهم ومواطنيهم وسلامة المقاومين الشرفاء في حزب الله.

وناشد فحص، وهو من أبرز المرجعيات الفكرية والدينية الشيعية في لبنان والمعروف بانفتاحه وبمواقفه المتزنة الخارجة عن أي اصطفاف حزبي، «عقلاءهم (الشيعة السوريين) وأهل الثقة والنباهة منهم سريعا أن يتولوا مسؤوليتهم في السعي إلى تأمين سلامتهم واستقرارهم في ديارهم بما يستدعي ذلك من حفاظ على كرامتهم، وأن يستجيب الأكارم المعنيون من أهلنا في منطقة حلب وفي سوريا عموما، وأهل الوعي والمسؤولية والوحدة، لمساعي التهدئة وتجنب الفتنة.

ويقول فحص لـ«الشرق الأوسط» إن نداءه «استباق لأي عملية فيها سفك دماء حرام»، في حلب تحديدا بعد تجربة القصير، ويتوجه به إلى «الطرفين في سوريا». ويسأل: «هل هناك في جانب المعارضة من يستطيع أن يبادر ويتحمل مسؤولية المبادرة ويجذب عقلاء الأمة لمشاركته في التحمل؟ وهل هناك عقلاء في الوسط الشيعي، سواء يوالون النظام أم يعادونه، يريدون أن يبخلوا بدمهم حتى ننجح؟». ويضيف: «نحن قلنا ما يجب علينا، ويبقى على أطراف معنية أن تفعل ما عليها».

وأشار في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «كلما ازدادت جرعات التحريض والخصام بين مجموعات تعيش في فضاء واحد أصبح من اللازم تكثيف مبادرات الوفاق وإيقاف الشقاق». وأكد أنه «كلما صارت العتمة أظلم باتت الحاجة إلى النور أكثر»، معتبرا أنه «مع وصول المسألة إلى هذا المستوى، بات التأخير بإطلاق المبادرات التسووية يقارب حافة الخيانة أو اللاشعور الإنساني بالمسؤولية».

وليست هذه المرة الأولى التي يوجه فيها فحص نداء إلى السوريين؛ إذ أصدر والعلامة محمد حسن الأمين بيانا مطلع شهر أغسطس (آب) الماضي، أعلنا فيه انحيازهما للانتفاضة السورية، وطالبا فيه «أهلنا بالانسجام مع أنفسهم في تأييد الانتفاضات العربية والاطمئنان إليها والخوف العقلاني الأخوي عليها، وخصوصا الانتفاضة السورية المحقة والمنتصرة بإذن الله، والمطالبة بالاستمرار وعدم الالتفات إلى الدعوات المشبوهة بالتنازل من أجل تسوية جائرة في حق الشعب السوري ومناضليه وشهدائه».

وكان فحص قد استهل نداءه بالقول: «أيها الأحبة، أنا هاني فحص الذي قد تعرفونه أو لا تعرفونه، ولكنه يعرفكم ويحبكم ويعتز بتاريخكم النظيف ووعيكم الوطني الوحدوي، وبأخلاقكم العالية وإيمانكم العميق بالله ورسوله وآل بيته وصحبه، وحرصكم على العيش المشترك مع شركائكم في الإسلام والتوحيد الإبراهيمي والوطن والعروبة، مثلي في ذلك مثل كل من عرفوا المسلمين الشيعة السوريين الذين أمهم وعلمهم المغفور له المرجع السيد محسن الأمين وتعلموا منه التوحيد والوحدة والميل الدائم إلى السلم الأهلي والتفاهم والحياد في الفتن والحمية في المحن، فقدموا مثالا لما أراده أئمة أهل البيت عليهم السلام، وأحبوه في محبيهم وتابعيهم، في فهم الإسلام وتطبيقه».