مساع لإنقاذ 30 ألف عالق جراء فيضانات الهند

575 قتيلا على الأقل.. وغالبية المتضررين زوار معابد هندونسية

طائرة عسكرية تصل لانتشال عالقين جراء الفيضانات في منطقة جبلية بشمال الهند (أ.ف.ب)
TT

كثفت فرق الإغاثة جهودها أمس لإنقاذ عشرات الآلاف من الأشخاص العالقين جراء الفيضانات وانزلاقات التربة في شمال الهند التي ارتفعت حصيلة ضحاياها إلى 575 قتيلا على الأقل.

وقال وزير الداخلية الهندي سوشيكومار شندي، الذي انتقل إلى أوتاراخند، أكثر الولايات المتضررة بالفيضانات في الهيمالايا، إن ما لا يقل عن 30 ألف شخص لا يزالون محاصرين، بينما تم إجلاء 73 ألف شخص من مواقع مختلفة جوا وبرا.

وذكر مسؤولون أن فرق الإنقاذ انتشلت الجثث من نهر الغانج، بينما ما زال عشرات الآلاف، معظمهم من زوار معابد هندونسية وسياح، عالقين أو مفقودين.

وتم استدعاء آلاف الجنود للمشاركة في عمليات الإنقاذ، بينما خصصت طائرات الهليكوبتر التابعة لسلاح الجو لنقل الناجين من على سفح جبال الهيمالايا.

وأدت الفيضانات وسيول الوحول إلى جرف منازل وأبنية وحتى قرى بأكملها، ودمرت جسورا وطرقات ضيقة تؤدي إلى مرتفعات يقصدها زوار معابد هندونسية تشتهر بها الولاية. وقال وزير داخلية الولاية أوم براكاش أمس إنه «تم انتشال 575 جثة، لكن حصيلة الضحايا سترتفع على الأرجح».

وخصصت السلطات قطارات لنقل الركاب الذين تقطعت بهم السبل بالمجان. وتراجعت الأمطار أمس لكن من المتوقع هطول المزيد من الأمطار خلال الأسبوع الحالي. وقدم رئيس الوزراء مانموهان سينغ 200 ألف روبية (3400 دولار) لكل أسرة من الأسر التي فقدت أحد أفرادها، و50 ألف روبية (840 دولارا) لكل مصاب، وذلك من صندوق الإغاثة الوطني. كما وعد بتخصيص عشرة مليارات روبية (167 مليون دولار) لولاية أوتاراخند، أكثر الولايات الهندية تضررا.

وتم أمس إنقاذ مجموعة تضم عشرين زائرا، بينهم ستة أميركيين، بعدما علقوا على جبل جليد منذ هطول الأمطار الأسبوع الماضي. وقال نيراج خيروال المسؤول في منطقة بيتورغار: «كانوا في رحلة، لكنهم علقوا بسبب الفيضانات وحوادث انزلاق التربة».

من جهتها، ذكرت محطة «إن دي تي في» أن الجيش نجح في الاتصال بنحو ألف شخص علقوا في الجبال قرب منطقة كيدارناث التي يقصدها الزوار الهندوس.

وقال رئيس حكومة ولاية أوتاراخند فيجايبا هوغونا لشبكة إخبارية محلية إن «هذا النوع من الكوارث لم يسبق أن حدث في تاريخ الهيمالايا». وشن رئيس حكومة الولاية هجوما حادا على وكالة الأرصاد الجوية الهندية، متهما إياها بعدم إطلاق الإنذار المناسب للتحذير من هطول الأمطار الموسمية التي أبكرت كثيرا هذا العام. وقال إن «تحذير وكالة الأرصاد الجوية لم يكن واضحا بما يكفي». وقرب مطار ديهرادون، تجمع ذوو عدد كبير من المفقودين وهم يرفعون صور أقربائهم. وقال أميت ثاكور (40 عاما) إن ابن شقيقه، البالغ من العمر 11 عاما، مفقود منذ انهيار الفندق الذي تملكه عائلته الأسبوع الماضي. وأضاف: «آمل أن يجد الجيش أثرا للفتى. أنتظر خارج المطار منذ ثلاثة أيام ولم أحصل على أي معلومات عنه».

وقال قائد وحدة من الجيش تشرف على عمليات الإنقاذ في الولاية آجاي شادا لصحيفة «تايمز أوف إنديا» أمس: «نسابق الوقت». وذكرت صحيفة «إنديا إكسبريس» أن أمام فرق الإنقاذ «مهلة لا تتجاوز الـ48 ساعة» لإنجاز عملياتها؛ إذ ينتظر أن تشهد البلاد أحوالا جوية سيئة اعتبارا من اليوم الأحد.

وبدورها، ذكرت الحكومة النيبالية أن الفيضانات وانزلاقات التربة بسبب الأمطار الموسمية ضربت أراضيها أيضا وأدت إلى سقوط 39 قتيلا.