ألف جندي أميركي و12 مقاتلة حربية في الأردن لحين «عودة الأمن للمنطقة»

عمان تنفي قيام وكالة الاستخبارات المركزية بتدريب مقاتلين سوريين على أراضيها

جنديان من قوات المارينز الأميركية أثناء تدريبات مناورات «الأسد المتأهب» في الأردن (أ.ب)
TT

قال مسؤولون في الإدارة الأميركية، أول من أمس، إن 12 مقاتلة أميركية من نوع «إف 16» ستبقى في المملكة الأردنية الهاشمية، وستقوم بطلعات تدريبية فوق الأجواء الأردنية بمعدل 9 إلى 10 طلعات شهريا، ووضعت المصادر هذه الخطوة في إطار التزام واشنطن بحماية حلفائها في المنطقة إن امتد الصراع السوري إلى تلك الدول.

ولا تسعى الولايات المتحدة من خلال الحشد العسكري في الأردن، الذي يشمل إلى جانب مقاتلات «إف 16» ألف عسكري أميركي، وفقا للمصادر المسؤولة، إلى الشروع في إنشاء منطقة حظر للطيران جنوب سوريا أو اتخاذ الأردن كمنطلق للقوات الأميركية لضرب أهداف سورية، بل إلى إرسال إشارة واضحة لنظام الرئيس بشار الأسد بألا يصدر أزمته إلى دول الجوار، فالولايات المتحدة ملتزمة بمعاهدات دفاعية مع الأردن، وتعتزم الاحتفاظ بوجود قوي في المنطقة.

من جانبها، أكدت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» الأميركية، أول من أمس، أن عناصر من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) والقوات الخاصة الأميركية يدربون «منذ أشهر» مقاتلين من المعارضة السورية، أي منذ ما قبل إعلان البيت الأبيض عزمه زيادة مساعدته «العسكرية» للمعارضة. وقالت الصحيفة إن هذه التدريبات التي تجري منذ العام الماضي في قواعد في تركيا والأردن تتناول كيفية استخدام أسلحة مضادة للدروع وأخرى مضادة للطائرات. وأشارت الصحيفة إلى أن فترة التدريب تمتد على مدى أسبوعين، ويشارك في كل منها ما بين 20 إلى 45 مقاتلا معارضا.

وتاريخيا اشتهرت الـ«سي آي إيه» بقيامها سرا بتدريب وتسليح متمردين في العديد من النزاعات حول العالم، وذلك بدعم من قوات خاصة أميركية. ورغم رفض الوكالة والبيت الأبيض التعليق على هذه المعلومات، نفى رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور وجود أي تدريبات لقوات المعارضة السورية على الأراضي الأردنية. وقال النسور خلال لقائه أمس مع وسائل الإعلام العربية والأجنبية ومنها مراسل «الشرق الأوسط»: «نحن لا نتعامل مع السوريين الموجودين على أراضينا إلا كلاجئين. وليس لدينا أي تدريبات للمعارضة السورية، وإذا كان هناك تعاون مع سوريين فهو في إطار إدارة المخيمات واللاجئين السوريين داخل تلك المخيمات». وأكد النسور أن الوجود العسكري الأميركي داخل بلاده مقتصر على إدارة منظومة صواريخ «الباترويت» الدفاعية وقيادة طائرات «إف 16»، إضافة إلى الطواقم المساندة لها إلى جانب 200 عسكري أميركي متخصص في الوقاية من الحرب الكيماوية تم الإعلان عنهم أخيرا، ولم يوضح النسور عدد الجنود الأميركيين المتبقين على الأراضي الأردنية بعد انتهاء تمرين «الأسد المتأهب 2013» أول من أمس.

وأشار رئيس الوزراء الأردني إلى أن العتاد الأميركي المتبقي في الأردن هو أسلحة دفاعية محضة وليس للإعداد للهجوم على سوريا.

وكان الأردن طلب من الولايات المتحدة ترك بعض القوات والمعدات العسكرية بعد انتهاء مناورات «الأسد المتأهب» المنتهية الأسبوع الماضي، وهو ما وافقت عليه واشنطن؛ إذ أصدر تشاك هيغل وزير الدفاع الأميركي الأسبوع الماضي قرارا يسمح بموجبه لسلاح الطيران الأميركي ترك المقاتلات وإبقاء نحو 700 جندي أميركي، يضافون إلى ما يقرب من 250 كانوا أصلا في الأردن.

ولم يحدد القرار الوزاري مدة مهمة الوحدة العسكرية الأميركية في الأردن، لكن الرسالة التي أرسلها الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى زعماء الكونغرس، أول من أمس، تشير إلى أن «القوة المرابطة في الأردن، والمتعاونة بشكل كامل مع الحكومة الأردنية، ستبقى حتى تصبح الأوضاع هناك من الأمان بمكان ما جعلها غير ضرورية». وللبقاء في جاهزية قتالية دائمة، سيقوم طيارو الـ«إف 16» بطلعات جوية بمعدل 9 إلى 10 في الشهر الواحد. وتأتي زيادة القوات الأميركية في الأردن، عددا ونوعا، غداة إعلان البيت الأبيض نيته تزويد المعارضة السورية بأسلحة فتاكة، بعدما تأكد من أن نظام الأسد استخدم أسلحة كيماوية، بما في ذلك غاز الأعصاب«سارين»، على نطاق ضيق ضد قوى المعارضة، قاتلا ما بين 100 إلى 150 شخصا منذ الصيف الماضي.

وحول التغييرات الديموغرافية التي باتت تهدد الأردن، قال النسور إن لدى بلاده خططا لمواجهات التدفقات المحتملة بأعداد غير متوقعة للاجئين السوريين في حال تفاقمت الأزمة في سوريا، مشيرا إلى أن هناك تحديات أمام الحكومة الأردنية في حال تدفق الآلاف من السوريين الموالين لنظام الأسد ووجود مئات الآلاف من اللاجئين المعارضين للنظام داخل المملكة وفصلهم بعضهم عن بعض. وتابع النسور: «إن موقفنا من الأزمة السورية يتسم بالبساطة، فإذا استمرت الحرب فنحن في مشكلة، وإذا توقفت الحرب بانهيار نظام الأسد فنحن في مشكلة أخرى، حيث سيصاحب ذلك تغير ديموغرافي مهول وهجرات كبيرة، وهذه المرة ستكون من نوعية مختلفة وقد تصاحبها فوضى متوقعة».