وفد أميركي يزور سرا «إي 1» الرابطة بين القدس ومعاليه أدوميم

إسرائيل تتمسك بها.. والفلسطينيون يقولون إنها تقضي على التواصل الجغرافي

أطفال فلسطينيون يشاركون في مظاهرة احتجاجا على قرار الحكومة الإسرائيلية ببيع سوق في يافا أمس (أ.ف.ب)
TT

كشفت مصادر إسرائيلية أن وفدا أميركيا برئاسة ضابط كبير في البحرية الأميركية زار سرا قبل أيام المنطقة المعروفة بـ«إي 1» الرابطة بين القدس ومستوطنة معالية أدوميم في الضفة الغربية، وذلك بهدف دراسة مدى تأثير مشاريع البناء الإسرائيلية في هذه المنطقة على التواصل الجغرافي لأي دولة فلسطينية في المستقبل.

وتعتبر «إي 1» أكثر المناطق المختلف عليها في الضفة، إذ تشير مخططات البناء إلى عزم إسرائيل بناء ما يقارب 3200 وحدة سكنية استيطانية عليها، وهو ما سيؤدي، وفقا للسلطة الفلسطينية إلى تدمير فرصة إقامة دولة فلسطينية.

وقالت القناة الإسرائيلية الثانية، إن الوفد الذي كان برئاسة الأدميرال هاريس، الذي يعمل تحت إمرة وزير الخارجية جون كيري، وصل إلى إسرائيل سرا، وقام بجولة في المنطقة برفقة منسق عمليات الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية إيتان دانغوط، وفحص إذا ما كان البناء الاستيطاني يمس بالتواصل الجغرافي الفلسطيني فعلا. ووفقا للقناة، أكد دانغوط للوفد أن البناء الاستيطاني في المنطقة لا يمس بالتواصل الجغرافي الفلسطيني في حال إقامة الدولة الفلسطينية.

وتأتي زيارة الوفد الأميركي، التي وضعتها مصادر إسرائيلية ضمن سلسلة زيارات تهدف إلى مراقبة التزامات الطرفين وفق اتفاقات سابقة، قبل جولة لكيري في الشرق الأوسط يزور خلالها الأردن وإسرائيل يومي 27 و29 يونيو (حزيران) الحالي، والتي سيعقد خلالها اجتماعات مع المسؤولين الأردنيين والإسرائيليين والسلطة الفلسطينية بهدف تسريع وتيرة عملية السلام في الشرق الأوسط. ويعتقد أن كيري سيناقش مسألة «إي 1» مع الطرفين من ضمن قضايا أخرى قبل طرح مبادرته الخاصة بعملية السلام.

وأثارت هذه الزيارة حفيظة بني كشرئيل رئيس بلدية معالية أدوميم، الذي أرسل كتابا احتجاجيا إلى مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو معربا عن استيائه لعدم إبلاغه بتفاصيل الزيارة ودعوته لمرافقة الوفد. وجاء في رسالة الاحتجاج أنه «ليس من المقبول أن تكون هناك زيارة رفيعة المستوى كهذه ولا أدعى إليها. كيف لا يدعى رئيس بلدية في دولة إسرائيل لمراسم استقبال تجري في مدينته». وسأل كشرئيل مكتب دانغوط عن الزيارة، فرفض الإدلاء بتفاصيل، غير أن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أكد الزيارة، موضحا أنها تحمل طابعا أمنيا، ولم يكن هناك حاجة للإعلان عنها.

وتخطط إسرائيل لبناء في المنطقة من شأنه ربط معالية أدوميم، وهي كبرى مستوطنات الضفة، بالقدس، وهو ما يعني عمليا تعزيز الاستيطان، وعزل القدس عن باقي الضفة الغربية بحزام استيطاني متواصل، وفصل الضفة إلى نصفين شمالا وجنوبا. وخطة توسيع مستوطنة معالية أدوميم، وربطها بالقدس، هي جزء من خطة أكثر توسعا، يطلق عليها اسم خطة باب الشرق، وتهدف إلى خلق تواصل للمستوطنات الإسرائيلية في قطاع عرضي واسع يمر من القدس عن طريق معالية أدوميم، وأريحا، والبحر الميت، على أن تشكل المستوطنة، المدينة اللوائية لهذا القطاع، وذلك من ضمن مخطط القدس الكبرى.

ودفعت إسرائيل بخطط جديدة نهاية العام الماضي، لبناء 3200 وحدة سكنية استيطانية في منطقة «إي 1»، غير أنها لم تدخل حيز التنفيذ بسبب احتجاجات السلطة واحتجاجات دولية. وتهدد السلطة باللجوء إلى محكمة الجنايات الدولية إذا ما بدأت إسرائيل بالبناء في «إي 1»، وأبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) ذلك للرئيس الأميركي باراك أوباما الذي كان طلب تأجيل انضمام فلسطين للهيئات الدولية.

وفي سياق آخر، رهن رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد الله، المضي في طريق التراجع عن الاستقالة بمصير اجتماع هام يفترض أنه يعقده مع أبو مازن لتحديد صلاحياته من جهة، وصلاحيات نائبه، بعد خلاف حول الصلاحيات أدى إلى تقديمه استقالته الخميس الماضي قبل أن يلتقي به عباس الجمعة ويقنعه بالتروي والتراجع عنها.