أعنف موجة تفجيرات بالسيارات المفخخة تشهدها سوريا منذ بدء الأزمة

تنقلت بين دمشق وحلب وأسفرت عن مقتل العشرات

عناصر من الجيش الحر يعبرون عبر فتحات في الجدران لتجنب الشوارع الرئيسة في دمشق (أ.ب)
TT

شهدت سوريا أمس، أعنف حملة هجوم بالسيارات المفخخة والانتحاريين منذ اندلاع الأزمة السورية، إذ تنقلت التفجيرات بين حلب ودمشق التي شهدت أولى عمليات انتحارية متزامنة منذ بدء الصراع في سوريا، استهدفت مراكز عسكرية للجيش النظامي والشرطة في العاصمة، وأضيف إليها انفجار استهدف حي مزة 86 الذي تقطنه أغلبية علوية، فيما أعلن الجيش الحر تفجير مركبة محملة بـ4 أطنان من المتفجرات في مبنى القيادة الرئيس في مطار منغ في حلب، بينما انفجرت سيارة مفخخة في حاجز عسكري للجيش الحكومي في مدينة حلب.

وأعلنت السلطات السورية تعرض مركز الشرطة في حي ركن الدين في حلب، لهجوم انتحاري نفذه ثلاثة انتحاريين، بالتزامن مع هجوم آخر تعرض له مبنى الأمن الجنائي في منطقة باب مصلى، حيث حاول ثلاثة انتحاريين الدخول إليه، قبل أن يشتبك معهم عناصر الفرع الذين قتلوهم وفجروا الأحزمة الناسفة التي يحملونها قبل وصولهم إلى المبنى.

وفيما لم توضح مصادر المعارضة هوية المهاجمين، وعدد القتلى الذي أسفر عنها الانفجاران، أعلنت وزارة الداخلية في بيان أن «الحصيلة الأولية لهذه التفجيرات الانتحارية 5 قتلى و9 جرحى من المدنيين والعسكريين كما أدت إلى أضرار كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة والمباني الرسمية والمنازل السكنية والآليات الموجودة في المكان». وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أشار إلى «انتشار لقوات الأمن في مناطق من الحي وإغلاقها عدد من الشوارع بعد سماع دوي الانفجارين».

ووقع أحد التفجيرين خلف أفران ابن العميد في منطقة ركن الدين بدمشق، حيث يوجد مركز الشرطة. وتشهد منطقة ركن الدين، المعروفة بكثافة سكانها من الأكراد، اشتباكات متقطعة بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية.

وبعد الظهر، أعلن المرصد مقتل مواطنين على الأقل، وسقوط جرحى، بانفجار هز حي المزة 86 بمدينة دمشق الذي تسكنه غالبية من الطائفة العلوية، «تبين أنه ناتج عن انفجار عبوة ناسفة بسيارة. وأعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا) مقتل 3 مدنيين، بينهم طفل في الثالثة من عمره «جراء تفجير إرهابي بسيارة مفخخة محملة بكميات من المتفجرات استهدفت حي المزة 86». وأفادت الوكالة أن الانفجار استهدف الطريق العام قرب موقف سرافيس المزة 86 مدرسة.

وتبنى عملية التفجير فصيل معارض يطلق على نفسه اسم «لواء توحيد العاصمة» الذي قال في بيان صدر عنه أن «التفجير يأتي ردا على العبارات المسيئة التي تكتب على جدران دمشق التاريخية (اليوم بالأرض وغدا بالعرض)، وردا على إجرامكم وردا منا على من تجرؤكم على كرامة أهلنا ودمر مقدرات بلادنا».

وسبق لحي المزة 86 أن تعرض لسلسلة من التفجيرات في 5 أكتوبر (تشرين الثاني) العام الماضي و6 و12 يناير (كانون الثاني) الماضي.

وفي حلب، أفاد ناشكون عن استهداف حاجز للمخابرات الجوية على مدخل حلب الجنوبي من جهة خان العسل بسيارة مفخخة تم تسييرها عن بعد، أدت إلى قتل كل الجنود النظاميين في الحاجز. وفي السياق نفسه، أعلن الجيش السوري الحر تفجير مبنى القيادة الرئيس داخل مطار منغ في حلب والسيطرة على جميع مداخله، وذلك باستخدام عربة مدرعة حملت بنحو أربعة أطنان من المواد الشديدة الانفجار، استخدمت لنسف كامل المبنى. كما أشار ناشطون إلى أن المعارضة قصفت المطار العسكري بنحو 30 صاروخا من طراز غراد. في المقابل، أفادت «روسيا اليوم» الحكومية بانفجار سيارة مفخخة بكمية كبيرة من المتفجرات في حي الشعار قرب مشفى العيون بحلب أدى إلى مقتل أكثر من 100 مسلح من مقاتلي المعارضة خلال عملية تجهيزها للانفجار على أحد حواجز الجيش في محيط الحي.