الرئيس الإيراني الجديد: الإدارة المقبلة نتيجة للملحمة التي سطرها جيل الشباب

روحاني يثبت بلقائه رفسنجاني وخاتمي وعارف ميوله الإصلاحية

TT

التقى الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني بالرئيسين السابقين أكبر هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي، والمرشح الإصلاحي السابق محمد رضا عارف، كل على حدة.

وكان روحاني قد التقى مباشرة بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية مع الرئيس المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد لمناقشة كيفية إنشاء لجنة مشتركة للمرحلة الانتقالية، كما التقى المرشد الأعلى علي خامنئي، ورئيس مجلس الشورى الإيراني على لاريجاني، وثلاثتهم من تيار المحافظين مما زاد من التكهنات بأن روحاني ينأى بنفسه عن الإصلاحيين.

وفي الوقت الذي تحاول فيه وسائل الإعلام المحافظة في إيران أن تبعد روحاني عن المعسكر الإصلاحي، التقى الرئيس المنتخب بهاشمي رفسنجاني، رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، في منزله صباح أمس، ورحب بالمرشح الرئاسي السابق محمد رضا عارف في مكتبه في فترة ما بعد الظهيرة، كما استضاف الرئيس السابق خاتمي في منزله في المساء ليثبت من خلال اجتماعاته بثلاث شخصيات إصلاحية أنه دبلوماسي محنك يفهم موقف كل شخصية جيدا.

وقال رفسنجاني: «سياسة الاعتدال والحكمة واستخدام الحكمة الجماعية، الذي هو شعار إدارة روحاني، يمكن أن تعمل على حماية وتعزيز التضامن الوطني في البلاد والوحدة الشاملة، كما يمكن أن تساعد على حل العديد من المشكلات الداخلية، لا سيما الاقتصادية منها، وتخلق التفاعل البناء مع دول العالم حول القضايا الدولية».

وأشار رفسنجاني إلى أن الأمل الذي بات يحدو الإيرانيين في أعقاب الانتخابات الرئاسية في 14 يونيو (حزيران) الحالي، يعد «مكسبا كبيرا وفريدا من نوعه» للإدارة الإيرانية في المستقبل.

من جانبه، أعرب روحاني عن تقديره للدعم والمشورة التي حصل عليها من رفسنجاني، مضيفا: «الإدارة المقبلة هي نتيجة للأمل والملحمة السياسية التي خلقها الشعب الإيراني بأكمله، لا سيما جيل الشباب، الذي جاء ليحدث تغييرا في الاتجاه الإداري في البلاد ويخلق حالة جديدة لم تكن موجودة من قبل».

ورحب روحاني بالمرشح الرئاسي السابق محمد رضا عارف في مكتبه بمركز الأبحاث الاستراتيجية عقب لقائه مع رفسنجاني. وكان روحاني قد فاز في الانتخابات الرئاسية بفضل انسحاب عارف لصالحه، ولذا يدرك روحاني جيدا قيمة هذا الانسحاب، لا سيما أنه قد فاز في الانتخابات بـ 0.7 في المائة فقط فوق نسبة الـ50 في المائة، مما يعني أنه كان يمكن أن يخسر الانتخابات بكل سهولة لو لم ينسحب عارف من الانتخابات.

وأعلن عارف أنه مستعد «للتعاون مع إدارة الرئيس المنتخب روحاني في المستقبل»، مضيفا أن روحاني صديقه منذ أربعين عاما وأن اجتماعهما كان بشكل ودي. واستطرد عارف في حديثه قائلا: «كان لقاء وديا وأعلنت عن وجهة نظري فيما يتعلق بالإدارة الحادية عشرة في تاريخ الجمهورية الإسلامية. وكما قلت من قبل، أنا وفريقي على استعداد لمساعدة روحاني في أي مجال يحتاج إلى مساعدتنا فيه». وخلال هذا اللقاء، حث عارف الرئيس المنتخب على العمل على تلبية مطالب الشعب الإيراني.

واختتم روحاني يومه باستضافة الرئيس السابق محمد خاتمي في منزله. وخلال اللقاء، قال خاتمي: «يجب أن نشيد بالمرشد الأعلى لأنه هيأ المناخ لمثل هذه الملحمة السياسية». وأضاف خاتمي موجها حديثه لروحاني: «لقد وصلت للمكتب الرئاسي في مرحلة من أصعب المراحل التي تمر بها البلاد عبر تاريخها. ويدرك شعبنا النبيل أن تعديل هذه الأوضاع يحتاج إلى الوقت». واتفق روحاني مع خاتمي قائلا: «لقد لعب المرشد الأعلى دورا رئيسا في هذه الملحمة السياسية».