تزايد أعمال العنف السياسي بمصر قبل أسبوع من مظاهرات ضد النظام

مجهولون أحرقوا مقرا لحزب سلفي ومحال تجارية مملوكة للإخوان

TT

تصاعدت حدة التوتر في الشارع المصري بما ينذر بتفجر الوضع السياسي الهش في البلاد قبل مظاهرات المعارضة والقوى الثورية في 30 يونيو (حزيران) الحالي والتي تطالب بسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وأضرم مجهولون النار بمقر حزب النور «السلفي» بمدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية (شمال) أسفرت عن سقوط قتيل الليلة قبل الماضية، كما أشعل العشرات النار في ثلاثة محال تجارية تابعة لأعضاء من جماعة الإخوان المسلمين الحاكمة في كفر الشيخ (شمال) عقب ليلة من الاشتباكات الدامية بين الأهالي وكوادر من الإخوان سقط خلالها أكثر من 15 جريحا.

في غضون ذلك، أعلن المهندس عادل الخياط محافظ الأقصر، استقالته من منصبه بشكل رسمي، بعد احتجاجات على توليه منصبه، لكونه عضوا في الجماعة الإسلامية المنسوب إليها تنفيذ العملية الإرهابية بالأقصر عام 1997، والتي أدت لمقتل 58 سائحا. وأكد في مؤتمر صحافي أذيع على الهواء مباشرة أنه «تقدم باستقالته حقنًا للدماء».

وعلى الصعيد الميداني تواصلت في عدد من المحافظات المصرية أمس حالة الغضب والاشتباكات العنيفة بين معارضين ومؤيدين لنظام جماعة الإخوان (الحاكمة)، وقال شهود عيان إن عشرات الأشخاص المجهولين اقتحموا مقر حزب النور السلفي بمنطقة بنزايون بمدينة المحلة الكبرى بالغربية بعد محاصرته وإلقاء زجاجات المولوتوف داخله وإحراقه، ثم فروا هاربين. وقال شهود عيان إن «شابا قتل خلال اقتحام المقر بعد قذف مقر الحزب بالمولوتوف».

وخرج حزب النور من التحالف الذي كان يجمعه مع جماعة الإخوان منذ عدة أشهر، ورفض المشاركة في المظاهرة التي دعا إليها أنصار الرئيس مرسي يوم الجمعة الماضي لـ«نبذ العنف» لتأييد مرسي.

وحذر حزب النور من محاولات جر أعضائه إلى صراع يقضي على الوطن بأسره ويدخل أبناء مصر في دائرة من فوضى ستأتي على الأخضر واليابس، على حد قوله. وأضاف الحزب أنه ملتزم بضبط النفس لـ«تفويت الفرصة على من يريد إحراق الوطن». وأوضح في بيان له أمس، أن علاقاته بكل القوى السياسية والحركات الثورية جيدة، رافضًا استباق نتيجة التحقيقات الرسمية بتوجيه أصابع الاتهام لأي جهة من الجهات، مؤكدًا أن الحزب سيسلك المسلك القانوني ردا على هذه الاعتداءات.

وقال الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، إن «الدعوة ترفض حمل السلاح وليس لها سلاح، وإن حرق المقر هو تأكيد على وجهة نظر الدعوة في عدم التصعيد أو المشاركة في فعاليات حشد أو حشد مضاد».

وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط»، إن «التحريات المبدئية عن الواقعة أشارت إلى أن 5 مجهولين تسللوا إلى مقر الحزب، وأنهم أضرموا النيران، ويجري تكثيف الجهود للقبض على الجناة».

وفي مدينة فوة بمحافظة كفر الشيخ تعرضت ثلاثة محال تجارية للحرق في اشتباكات بين الأهالي وأعضاء بالجماعة وتمت محاصرة منازل قيادات من الإخوان بالمدينة. وقال شهود عيان، إن نشوب النيران بالمحلات سببها اعتداء بعض أعضاء الجماعة على أحد أفراد حملة «تمرد» التي تطالب بإسقاط الرئيس مرسي وإصابته، بعدها احتمى شباب الإخوان الذين اتهمهم النشطاء بالاعتداء على زميلهم في مسجد عبد الله العمري وأغلقوا المسجد من الداخل، خشية البطش بهم من مئات المواطنين المحتشدين أمام المسجد.

وتقدم بعض قيادات الإخوان بكفر الشيخ أمس، ببلاغات ضد عدد من المنتمين لحملة تمرد يتهمونهم فيها بالتعدي على ممتلكاتهم وحصار مسجد العمري.

وفي الإسماعيلية، حاصر العشرات من نشطاء القوى السياسية مقر حزب الحرية والعدالة بشارع الثلاثيني بالإسماعيلية، وهتفوا «يسقط يسقط حكم المرشد»، و«اصحى يا شعب وصح النوم 30 يونيو آخر يوم». وكانت اشتباكات عنيفة بين النشطاء والإخوان وقعت أول من أمس بمجمع المحاكم، أصيب فيها عدد كبير من النشطاء وآخرون من الإخوان.

وفي الأقصر بصعيد مصر، تواصلت الاحتجاجات أمس، ضد محافظ الأقصر رغم إعلانه استقالته، وكانت «الشرق الأوسط» قد انفردت بخبر قيام المهندس عادل الخياط، محافظ الأقصر الجديد، والمنتمي للجماعة، بتقديم استقالته إلى الرئيس مرسي من منصبه، السبت الماضي. وقال الناشط السياسي سيد حفني لـ«الشرق الأوسط» إن «الاعتصام أمام مقر ديوان عام المحافظة ما زال مستمرًا لإسقاط النظام بأكمله يوم 30 يونيو، ولن نكتفي بالإطاحة بالمحافظ فقط».