مسؤولون أميركيون وروس يجتمعون في جنيف اليوم للتحضير لمؤتمر «جنيف 2»

موسكو تتمسك بقرارات جنيف الأولى وواشنطن تنتقد تدخل إيران وحزب الله في الصراع

عنصران من الجيش الحر في الجديدة القريبة من حلب أمس (رويترز)
TT

يجتمع اليوم الثلاثاء في جنيف مسؤولون من الأمم المتحدة وروسيا والولايات المتحدة لمواصلة الاستعدادات للمؤتمر الدولي حول سوريا الذي دعت إليه الولايات المتحدة وروسيا.

وأوضحت كورين مومال فانين مديرة الإعلام بمركز الأمم المتحدة بجنيف أن اجتماعا مغلقا سيتم صباح الثلاثاء بين وفود كل من الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة حيث تشارك وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ويندي شيرمان في الاجتماع مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف والمبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي.

يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه الحكومة السورية عن استعدادها للمشاركة في المؤتمر الدولي وفقا للمبادرة الروسية الأميركية. وفي المقابل لم يعلن الائتلاف الوطني السوري - أو غيره من جماعات المعارضة السورية الأخرى - عن نيتهم للمشاركة في هذا المؤتمر. كانت الأطراف الثلاثة قد اجتمعت للمرة الأولي في الخامس من يونيو (حزيران) الماضي للإعداد لمؤتمر في جنيف حول سوريا يهدف إلى جمع ممثلين من الحكومة السورية والمعارضة لإيجاد حل سياسي للصراع المستمر منذ أكثر من عامين، لكن الوفود فشلت في تحديد موعد لإجراء محادثات السلام. وقرر المشاركون الاجتماع مرة أخرى في الخامس والعشرين من يونيو. كان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد التقى نظيره الروسي سيرغي لافروف في مايو (أيار) الماضي وأعلنا عقب محادثاتهما عن عقد المؤتمر لمناقشة الأزمة السورية في جنيف. وكان من المقرر إقامته في يونيو لكن تم تأجيل موعد المؤتمر إلى يوليو (تموز) دون تحديد موعد محدد.

ويشوب التوتر الاجتماعات بين الجانبين الأميركي والروسي حيث أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلقها من قرار الولايات المتحدة إرسال أسلحة إلى المعارضة السورية وأوضحت في بيان رسمي أن ذلك يدفع المعارضة السورية إلى حلول عسكرية مدمرة تتعارض مع أهداف التوصل إلى تسوية سياسية سريعة في سوريا.

وشددت موسكو على المخاوف من وقوع تلك الأسلحة في نهاية المطاف في أيدي الإرهابيين ودعت للتركيز على وقف العنف، وتنفيذ قرارات مؤتمر جنيف في يونيو 2012 المستند على بنود وقف العنف وتحقيق تسوية سلمية للصراع. وأكدت روسيا تمسكها بهذا النهج في الاجتماعات التي تعقد غدا في جنيف مع الوفد الأميركي والمبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي.

فيما تؤكد واشنطن على سعيها لتحقيق توازن في المعركة بين المعارضة السورية وقوات الرئيس بشار الأسد المجهزة تجهيزا عسكريا بشكل أفضل، كما أبدت انتقاداتها للدعم المتزايد الذي توفره إيران وحزب الله لمساعدة القوات الحكومية السورية. وشدد وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال مؤتمر أصدقاء سوريا بالدوحة من أن استمرار إراقة الدماء على يد نظام الأسد وزيادة مشاركة إيران وحزب الله يهدد الآفاق بالتوصل إلى تسوية سياسية تحقق السلام في سوريا. واتهم كيري حزب الله ونظام الأسد بتقويض الجهود الرامية إلى التفاوض على تسوية وتشكيل حكومة انتقالية محذرا من مخاطر الوضع الحالي وتداعياته على المنطقة بأكملها ويتزايد القلق الروسي في أعقاب القرارات التي اتخذها مؤتمر أصدقاء سوريا في العاصمة القطرية الدوحة الأسبوع الماضي بتقديم الدعم العسكري للمعارضة السورية. وأعربت موسكو عن قلقها من قيام كل من قطر والمملكة العربية السعودية بتكثيف توريد الأسلحة إلى المعارضة السورية التي تتلقى تدريبات عسكرية في كل من تركيا والأردن. وأشارت موسكو إلى أن نشر القوات الأميركية والمعدات العسكرية في الأردن قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة بتدويل الحرب الأهلية في سوريا.