المعلم: سنتوجه إلى «جنيف 2».. ولكن ليس لتسليم السلطة إلى الطرف الآخر

وزير الخارجية السوري أكد أن ما قررته مجموعة الـ11 في الدوحة خطير وسيطيل أمد الأزمة

TT

أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن نظام الرئيس بشار الأسد «لن يسلم السلطة للطرف الآخر في جنيف».

وقال في مؤتمر صحافي عقده في دمشق أمس «سنتوجه إلى جنيف ليس من أجل تسليم السلطة إلى الطرف الآخر، ومن لديه وهم في الطرف الآخر أنصحه ألا يأتي إلى جنيف»، واصفا ما تقرر في الدوحة خلال اجتماع مجموعة الـ11، بشأن تسليح المعارضة، بأنه «خطير» و«يهدف إلى إطالة أمد الأزمة والعنف والقتل وتشجيع الإرهاب على ارتكاب جرائمه» لافتا إلى أن «تسليح المعارضة سيعرقل مؤتمر جنيف وسيقتل المزيد من الشعب السوري».

وأضاف المعلم: «سنتوجه إلى جنيف من أجل إقامة شراكة حقيقية وحكومة وطنية واسعة تشمل أطياف الشعب السوري وخصوصا جيل الشباب والنساء»، مشيرا إلى أنهم «الأحق في المشاركة في رسم مستقبل سوريا الديمقراطي التعددي الذي نعمل من أجله». وأكد المعلم عزم بلاده على المشاركة في المؤتمر الدولي «سنتوجه للمؤتمر بكل جدية من أجل الوصول إلى وقف العنف والإرهاب الذي نعتبره مطلبا شعبيا» معتبرا أنه «فرصة حقيقة يحب عدم تفويتها».

كما أكد المعلم رفض النظام السوري لأي حل أو أفكار تفرض من الخارج، وقال إن «الحوار سيكون بين السوريين أنفسهم أي بين معارضة تعيش في الخارج ومعارضة وطنية في الداخل ونحن من نبني بالشراكة معهم مستقبل سوريا» مشددا على أنه لن يكون هناك شيء إلا برضا الشعب السوري. وأوضح المعلم شروط النظام السوري للمشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، وهي «التزام الدول المجتمعة في جنيف بما يطلبه السوريون» وقال، إن «الآليات التي ستوضع يجب أن توافق عليها الحكومة السورية وستكون بالاتفاق مع الأمم المتحدة»، لافتا إلى أن «وقف العنف والإرهاب عدا عن كونه مطلبا شعبيا أساسيا للشعب السوري هو مقياس لمدى جدية الآخرين في إنجاح مؤتمر جنيف». وطالب المعلم الراعيين لمؤتمر جنيف موسكو وواشنطن «بتحضير الجو المناسب لعقده» وقال: «لا نريد عقد المؤتمر من أجل المؤتمر بل نريد أن نبني شراكة وأن نعمل من أجل بناء مستقبل سوريا وهذه الشراكة لا تعني فصيلا معارضا واحدا».

وأشار المعلم إلى «أنه بعد انتصارات الجيش العربي السوري في القصير يبدو أن توازن المتآمرين على سوريا قد اختل فرد فعل العالم الذي تآمر على سوريا أشعرنا بأهمية هذه المعركة إذ خرج وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ليطالب بإعادة التوازن ودعم الإرهاب». وفيما يتعلق باستخدام النظام للسلاح الكيماوي قال وليد المعلم: «لم نقل يوما إن لدينا أسلحة كيميائية وحديث الرئيس الأميركي حول امتلاك الحكومة السورية لهذه الأسلحة أثار شكوكنا والتفسير الوحيد لذلك هو أن استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة أثبتت أن الشعب الأميركي ليس مع تسليح المعارضة وربما استخدم الرئيس الأميركي كذبة الأسلحة الكيميائية ليجعل شعبه يشجع تسليح المعارضة في سوريا».

وتعليقا على تطور الأحداث في لبنان حذر المعلم من أن يكون «ما يحدث في صيدا من إرهاب وجرائم إنما هو من إرهاصات مؤتمر الدوحة وتسليح المعارضة»، وقال متحديا «مهما تآمروا لن ينتصروا علينا لأن التآمر على سوريا له مسارات كثيرة ونحن واثقون بقدرة شعبنا والقوات المسلحة على التغلب على هذا الإرهاب». مشيرا إلى أن الحكومة السورية «نبهت من بداية الأزمة إلى أن انعكاسات ما يجري في سوريا على دول الجوار خطير وقد أكد العراق العمل على اتخاذ كل الإجراءات لحفظ الأمن لديه ومنع انتقال ما يجري في سوريا إليه».

كما تحدث المعلم عن دور إسرائيل فيما يجري بسوريا وقال: «تقدمنا إلى مجلس الأمن برسالة حول دور إسرائيل في تسهيل عبور مجموعات إرهابية مسلحة إلى سوريا وارتباطها بالمجموعات الموجودة في سوريا مؤكدا أنه سيتم الرد على أي انتهاك في منطقة الفصل في الجولان». ولفت المعلم إلى أن «الدول الداعمة للإرهاب ليس لها مصلحة بوقف العنف في سوريا طالما يخدم ذلك إسرائيل مبينا أنه لا أحد يستطيع السيطرة على قرار المسلحين الأجانب الموجودين في سوريا ولا أحد يستطيع إخراجهم والجيش السوري وحده يستطيع ذلك».