خلاف بين دول الاتحاد الأوروبي حول إحياء محادثات العضوية مع تركيا

أردوغان: الشرطة نفذت «ملحمة بطولية» في مواجهة المتظاهرين

رجب طيب أردوغان ، رئيس الوزراء التركي ، في احتفال بمدرسة الشرطة في أنقرة أمس (رويترز)
TT

في حين اعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أمس، أن شرطة بلاده التي تتعرض لانتقادات واسعة حول العالم بسبب عنف تدخلها لمواجهة المتظاهرين المناهضين للحكومة مؤخرا نفذت «ملحمة بطولية»، دب خلاف بين دول الاتحاد الأوروبي حول إحياء محادثات العضوية مع تركيا.

وصرح أردوغان في حفل لتوزيع الشهادات في مدرسة الشرطة في أنقرة بأن «الشرطة التركية كتبت ملحمة بطولية (...) قوات شرطتنا اجتازت بنجاح امتحان ديمقراطية». وانتقد رئيس الوزراء مجددا عددا من دول الاتحاد الأوروبي التي نددت بقمع الشرطة في تركيا، ولا سيما ألمانيا. ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية قوله: «إن شرطتنا ضحية لإطلاق النار، وترد بالغاز المسيل للدموع وخراطيم الماء. إذا راجعوا تشريعات الاتحاد الأوروبي فسيجدون أنه من أكثر الحقوق الطبيعية الممنوحة للشرطة (...) التي تحركت بأكبر قدر من ضبط النفس والهدوء».

وأدت حركة الاحتجاجات غير المسبوقة ضد النظام منذ 2002 إلى مقتل أربعة هم ثلاثة متظاهرين وشرطي، وإصابة نحو 8000 شخص، من بينهم 60 إصاباتهم خطرة. وأشار تقرير للشرطة نقلته صحيفة «ملييت» الليبرالية، أول من أمس، أن 2.5 مليون شخص شاركوا في المظاهرات في جميع أنحاء تركيا منذ 31 مايو (أيار). وتم توقيف نحو 5000 منهم، بحسب التقرير.

وفي حين يُنتظر أن يستقبل رئيس الوزراء التركي اليوم في أنقرة الأمين العام لمجلس أوروبا ثوربيورن ياغلاند، الذي دعا تركيا إلى ضبط النفس تجاه المتظاهرين، دب خلاف أمس بين وزراء الاتحاد الأوروبي بشأن إحياء محادثات العضوية مع تركيا مع تبني عدة دول موقف ألمانيا نفسه، وهو أن ذلك سيبعث برسالة خاطئة مفادها مكافأة أنقرة بعد حملة على الاحتجاجات.

وبعد اعتراضات ألمانيا والنمسا وهولندا ودول أخرى، فإن من المرجح أن يلغي الاتحاد الأوروبي المحادثات المقررة غدا، أو يؤجلها، مما يثير شكوكا جديدة بشأن ما إذا كانت تركيا ستنضم على الإطلاق للنادي الأوروبي. وكان الاتحاد الأوروبي يعتزم بث روح جديدة في طموحات تركيا الخاصة بالانضمام للاتحاد غدا بفتح فصل جديد أو مجال جديد من مجالات السياسات في محادثاتها لنيل عضوية التكتل الأوروبي. وفتح الفصل الأول في 2010.

لكن ألمانيا تعرقل جهود استئناف محاولة تركيا الانضمام للاتحاد الأوروبي بسبب أسلوب معالجتها للاحتجاجات التي اجتاحت عدة مدن، بعدما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفريق مظاهرة ضد إعادة تطوير ساحة في إسطنبول.

وأبدى وزير الخارجية النمساوي مايكل سبيندليجر دعما قويا لموقف ألمانيا، عندما وصل إلى اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ، أمس (الاثنين). ونقلت عنه وكالة «رويترز» قوله: «نحن ننتظر إشارات من أنقرة على أنهم سيعطون بالفعل الشعب التركي حقوقه. عليهم أن يفكروا في تصرفات شرطتهم.. يجب أن يكون هناك بعض التحرك من جانب تركيا، قبل أن نبدأ المفاوضات بشأن فصل جديد».

وبحث وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله، ونظيره التركي أحمد داود أوغلو القضية في قطر، مطلع الأسبوع، وأجريا المزيد من المحادثات عبر الهاتف اليوم. وقال مسؤول تركي: «نحن على اتصال مستمر. موقفنا واضح جدا، ونحن نوضح آراءنا للجميع».

كما قال فيسترفيله إن ألمانيا تجري مفاوضات مع تركيا ومحادثات مع شركائها الأوروبيين. وأضاف: «لا يمكننا من جانب تجاهل ما حدث في الأسابيع القليلة الماضية. وعلى الجانب الآخر، علينا أن نعي مسؤوليتنا في العلاقات مع تركيا على المدى الطويل».

ووقع خلاف دبلوماسي بين تركيا وألمانيا، الأسبوع الماضي، بعد أن قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن قمع تركيا للمحتجين أفزعها.

من ناحية ثانية، قالت متحدثة باسم آيرلندا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي إنه من غير المقرر إجراء المزيد من المناقشات بشأن تركيا، لكن جولة الغد مع تركيا لم تلغَ. وذكر مسؤول تركي كبير لـ«رويترز»، الأسبوع الماضي، أن قرار الاتحاد الأوروبي بعدم فتح الفصل الجديد قد «يؤدي إلى رد فعل قوي من تركيا».

ونقلت صحيفة «حرييت» التركية عن دبلوماسي تركي كبير يوم الخميس الماضي قوله إن أنقرة يمكن أن تعلق المفاوضات برمتها مع بروكسل، إذا لم يفتح الفصل الجديد هذا الأسبوع. وقال وزير الخارجية السويدي كارل بيلت، وهو مؤيد لعضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي، إن التكتل لديه نهج استراتيجي طويل المدى تجاه التوسع لا يخضع «لنزوات قصيرة المدى». وأضاف قائلا إنه «دائما ما تحدث أشياء في دول مختلفة. لا يمكننا تغيير استراتيجية الاتحاد الأوروبي لمجرد حدوث اضطرابات في منطقة أو أخرى».