«ويكيليكس»: سنودن بأمان «بأوراق لجوء» من الإكوادور

واشنطن تؤكد وجوده في موسكو.. وتسلمه يعد اختبارا مهما في تحسين العلاقات

احد انصار سنودن امام سفارة الاكوادور في العاصمة البريطانية لندن حيث يتردد انه سيغادر موسكو الى كوبا ومنها الى الاكوادور (رويترز)
TT

أكد مؤسس موقع «ويكيليكس» جوليان أسانج، أمس، أن المستشار السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) إدوارد سنودن، المتهم بالتجسس من جانب واشنطن التي تطالب بترحيله, «بصحة جيدة وبأمان», مشيرا إلى أنه غادر هونغ كونغ، أول من أمس، مع «أوراق لجوء» من الإكوادور. وقال أسانج، في مؤتمر صحافي عبر الهاتف من السفارة الإكوادورية في لندن، التي لجأ إليها منذ عام، إن «سنودن وسارة هاريسون (صحافية بريطانية ترافقه، وتعمل مع الفريق القانوني لأسانج) بصحة جيدة وبأمان». وأضاف: «لا أستطيع إعطاء معلومات إضافية عن مكان وجودهما».

وكرر: «إننا نعلم بمكان وجود سنودن؛ هو في مكان آمن ومعنوياته مرتفعة». لكن «بسبب التهديدات الحربية الصادرة عن الإدارة الأميركية, لا نستطيع إعطاء مزيد من التفاصيل حتى اللحظة. لسوء الحظ, لا نستطيع كشف في أي بلد هو موجود».

وأشار أسانج إلى أن «سنودن حصل لمغادرة هونغ كونغ أول من أمس على أوراق لجوء ممنوحة من الحكومة الإكوادورية», موضحا أن عملية منحه اللجوء تشتمل على «مراحل عدة».

وبقي سنودن الذي غادر الولايات المتحدة نهاية مايو (أيار), متواريا منذ ذهابه إلى هونغ كونغ ووصوله إلى موسكو، أمس, ولم يستطع أحد التأكيد ما إذا كان لا يزال في موسكو أم أنه غادر روسيا, وذلك بسبب نقص المعلومات الرسمية, في حين تسري معلومات متضاربة في هذا الشأن. وبحسب وكالة «إنترفاكس» الروسية، نقلا عن مصادر مطلعة, فإن موسكو تدرس طلب ترحيل سنودن المقدم من جانب الولايات المتحدة. وتابع أسانج: «صباح أمس, وصف وزير الخارجية الأميركي» جون كيري العميل السابق في «سي آي إيه» سنودن بأنه «خائن, هو ليس بخائن, ليس جاسوسا, هو شخص يكشف أسرارا، وقال للعموم حقيقة مهمة». كذلك، لفت المتحدث باسم «ويكيليكس» كريستن هرافنسون إلى أن سنودن قدم طلبات لجوء إلى أكثر من دولة بينها الإكوادور وآيسلندا.

وقال هرافنسون إن دور «ويكيليكس» هو «إقامة رابط بين الفرق القانونية (لأسانج وسنودن) ومساعدته في عملية طلب اللجوء». ومحامو أسانج على دراية بالملف، لأن هذا الناشط الإلكتروني الأسترالي الذي يخشى ترحيله إلى الولايات المتحدة بعد نشر موقعه «ويكيليكس» مئات آلاف الوثائق السرية الأميركية, حصل على صفة لاجئ من جانب الإكوادور، وكشف موقع «ويكيليكس»، أمس، أنه «دفع قيمة تنقلات» سنودن, موضحا أن «الوثائق» التي كشفها سنودن بشأن المراقبة الإلكترونية الممارسة من جانب الولايات المتحدة وبريطانيا «موجودة في مكان آمن لدى مؤسسات صحافية مناسبة».

وتضاربت الأنباء بشأن وجود سنودن في موسكو، فبينما أكدت «إنترفاكس» الساعة 3.15 بتوقيت موسكو، أمس, ونقلا عن مصادرها أن سنودن غادر موسكو على غير الطائرة الروسية التي استقلها صحافيون روس كثيرون قاصدين هافانا، قالت وكالة أنباء تاس، في تمام الساعة 3.23 بعد ظهر اليوم بتوقيت موسكو أيضا، ونقلا عن مصادر أمن المطار، إن سنودن لم يغادر مطار موسكو، في الوقت نفسه الذي تحاول فيه بعض المصادر التشكيك في أن يكون سنودن وصل إلى موسكو، نظرا لأن أحدا لم يؤكد رؤيته بنفسه، بما في ذلك ركاب الرحلة المقبلة من هونغ كونغ.

وفي واشنطن، شن جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض، هجوما عنيفا على المسؤولين في هونغ كونغ. وقال إنهم «تعمدوا» السماح لسنودن بأن يغادر هونغ كونغ. وقال كارني إن المسؤولين الأميركيين يعتقدون أن سنودن لم يستقل طائرة «إيروفلوت» الروسية إلى كوبا، كما كان يعتقد. وإنه باق في روسيا. وقال كارني: «نحن نعرف أين كان، ونعتقد بأننا نعرف أين هو الآن. تقديرنا هو أنه في روسيا».

وأضاف: «لن أتحدث عن تفاصيل، لكن معلوماتنا هي أنه في روسيا. وفعلا، طلبنا من الروس بحث كل الخيارات أمامهم، وطرد سنودن إلى الولايات المتحدة».

في الوقت نفسه، كتب السيناتور لندسي غراهام، الجمهوري من ولاية ساوث كارولينا، إلى السفير الروسي في واشنطن سيرجي كيلاياك، وطلب تسليم سنودن للسلطات الأميركية. وقال إن تلبية الطلب اختبار مهم في العلاقات بين البلدين. وكتب: «اختبار سنودن اختبار هام في (ريست) تحسين العلاقات بين البلدين في عهد أوباما (بعد أن كانت توترت خلال السنوات الأخيرة للرئيس بوش الابن)».