أوباما يبدأ جولة أفريقية غدا ويتجاهل زيارة كينيا موطن والده

انتقادات لارتفاع تكلفة الرحلة إلى 100 مليون دولار

صورة بحجم كبير للزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا في مدينة كيب تاون أمس التي سيزورها الرئيس الاميركي اوباما خلال جولته الافريقية (أ.ب)
TT

يبدأ الرئيس الأميركي باراك أوباما غدا رحلة أفريقية لمدة أسبوع يزور فيها ثلاث دول هي السنغال وجنوب أفريقيا وتنزانيا فيما يغفل زيارة كينيا مسقط رأس والده وموطن لكثير من أقاربه.

وقد طغت المخاوف من الوضع السياسي المضطرب في كينيا على الروابط الأسرية للرئيس الأميركي، حيث يواجه الرئيس الكيني الجديد اوهورو كينياتا اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية من قبل المحكمة الجنائية الدولية التي اتهمته بتدبير أعمال عنف وجرائم قتل وتهجير واغتصاب واضطهاد خلال الانتخابات التي جرت في كينيا عام 2007. وتدفع المحكمة الجنائية الدولية لبدء محاكمة كينياتا مرة أخرى في نوفمبر (تشرين الثاني) القادم ويواجه أيضا نائب الرئيس الكيني ويليام روتو اتهامات مماثلة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

وكانت الإدارة الأميركية قد حذرت على لسان مسؤول كبير من عواقب اختيار كينياتا في الانتخابات الرئاسية التي جرت أوائل العام الجاري. ويؤكد المسؤولون في البيت الأبيض أن الإدارة الأميركية تحترم حق الكينيين في اختيار قادتهم، لكن نائب مستشار الأمن القومي بن رودس أوضح أن الولايات المتحدة لديها أيضا التزام بالمساءلة والعدالة.

ومن المعروف أن والد الرئيس الأميركي يتحدر من عائلة كينية من قرية كوجيلو في غرب كينيا وانتقل حسين أوباما إلى الولايات المتحدة للدراسة وتزوج من والدة الرئيس وبعد فترة رحل وترك أسرته. وقد قام أوباما بأول رحلة له إلى كينيا في عام 1988 بعد وفاة والده، ثم زار كينيا مرتين بعد ذلك في عام 2005 وعام 2007 خلال عمله كعضو في مجلس الشيوخ الأميركي، واستقبلته الحشود في العاصمة نيروبي وفي مسقط رأس والده بقرية كوجيلو بالترحيب، وأمضى بعض الوقت مع جدته.

وأشارت مصادر بالبيت الأبيض أن الإدارة الأميركية تولي اهتماما بغرب وجنوب شرقي أفريقيا حيث تعد السنغال دولة ذات أغلبية مسلمة، وتعد دولة جنوب أفريقيا أكبر اقتصاد في القارة، وتشهد تنزانيا طفرة ضخمة في إنتاج الغاز والنفط. وترغب الإدارة الأميركية في دفع الشركات الأميركية لتكون جزءا من هذا النمو حيث يسافر مع الرئيس 500 من رجال الأعمال والمستثمرين.

وقال بن رودس نائب مستشار الأمن القومي في تصريحات للصحافيين «نحن نرى أفريقيا باعتبارها واحدة من المناطق الناشئة الأكثر أهمية في العالم، وهناك تزايد للفرص الاقتصادية هناك لزيارة التجارة والاستثمار من قبل الشركات الأميركية وتعميق علاقتنا التجارية والشراكات الاستثمارية في أفريقيا، إضافة إلى مساندة المؤسسات الديمقراطية» وأضاف: «كل بلد يزورها الرئيس هي دولة ديمقراطية قوية ويرغب الرئيس في دعم توطيد المؤسسات الديمقراطية في أفريقيا مثل البرلمانات واستقلال الهيئات القضائية وتعزيز سيادة القانون باعتبارها عناصر ضرورية لحكومة ديمقراطية» ومن المقرر أن ترافق السيدة الأولى ميشيل أوباما وابنتاه ماليا وساشا الرئيس في زيارته الأفريقية.

من جانب آخر يواجه الرئيس أوباما انتقادات حادة من قبل الجمهوريين للنفقات العالية لرحلته إلى أفريقيا والتي تصل إلى 100 مليون دولار وفقا لمكتب المحاسبة الحكومي وقد انتقد عدد من أعضاء الكونغرس والمحافظين التكلفة الاقتصادية العالية لتلك الرحلة في وقت يعاني فيه الأميركيون من مشاكل اقتصادية وارتفاع في مستويات البطالة. ويشير المحللون أن تلك التكلفة العالية تهدد الرئيس بفقدان مصداقيته بأنه يشعر بمعاناة الطبقة الوسطى الأميركية.

وتتزامن زيارة الرئيس أوباما لأفريقيا مع زيارة أخرى يقوم بها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش وزوجته لورا بوش إلى كل من زامبيا وتنزانيا لحضور مؤتمر القمة الأفريقي للسيدات في تنزانيا، إضافة إلى افتتاح عيادة لمكافحة سرطان عنق الرحم في زامبيا. وليس من المقرر أن يجتمع الرئيسان الأميركيان في أي اجتماع خلال زيارتهما لتنزانيا لكن من المقرر أن تشارك ميشيل أوباما في مبادرة لزرع شجيرات خلال القمة الأفريقية للسيدات.