في الوقت الذي دعا فيه وزراء ونواب في الكنيست إلى إعادة احتلال القطاع وقطع المياه والكهرباء عنه، قصف جيش الاحتلال الليلة قبل الماضية وفجر أمس الاثنين عدة أهداف في مناطق متفرقة في قطاع غزة دون أن يبلغ عن إصابات.
فقد قصف الطيران الإسرائيلي منطقة زراعية في قرية الزوايدة، وقطعة أرض فارغة في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، فيما نفذ غارتين على هدفين منفصلين في خان يونس جنوب القطاع. وقد جاء القصف في أعقاب إطلاق عدة صواريخ من قطاع غزة على التجمعات الاستيطانية اليهودية التي تقع في محيط القطاع. وفي مؤشر على محاولة جباية ثمن من التنظيم الذي يرجح أنه نفذ العملية، استهدفت طائرات الاحتلال موقعا عسكريا يتبع لسرايا القدس - الذراع العسكرية للجهاد الإسلامي - يقع في المنطقة الجنوبية الغربية من مدينة خان يونس، وألحق القصف أضرارا مادية بالموقع وبعدد من الغرف داخله دون وقوع إصابات.
من ناحيته قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في رده على إطلاق صواريخ من غزة: «سياستنا تتمثل بالرد العسكري الفوري واستهداف كل من يحاول المساس بنا فلا يوجد ما يسمي بسقوط صاروخ هنا وصاروخ هناك فسوف نعمل لمواجهة كل التهديدات القريبة والبعيدة». وجاءت تصريحات نتنياهو في أعقاب قيامه بزيارة مستوطنة يهودية في شمال الضفة الغربية. وأضاف: «أنا أؤمن بأنه يجب علينا العمل لمواجهة أي عدو يحاول المساس بنا». من ناحيته دعا وزير المواصلات الإسرائيلي يسرائيل كاتس لضرورة الرد على الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة نحو إسرائيل الليلة قبل الماضية. وقال موقع «واللا نيوز» الإخباري الإسرائيلي إن كاتس كتب على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «يجب قطع الكهرباء والوقود والمياه والمواد الغذائية ومواد البناء عن قطاع غزة». وأضاف: «يجب أن يغلق معبر كرم أبو سالم كليا وفتح معبر رفح بين غزة ومصر لإدخال البضائع تحت إشراف دولي، يجب تغيير سياسة إسرائيل والرد بكل قوة على كل صاروخ يطلق من غزة نحو إسرائيل»، على حد تعبيره. من ناحيته قال وزير خارجية الاحتلال السابق أفيغدور ليبرمان، إنه يتوجب على إسرائيل احتلال قطاع غزة، ردا على إطلاق صواريخ على المستوطنات اليهودية. وأضاف ليبرمان، الذي يشغل موقع رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست في حديث إذاعي صباح أمس الاثنين، إنه يتوجب على إسرائيل القيام باحتلال القطاع وعدم الانتظار. وتعقيبا على القصف والتهديدات الإسرائيلية، قال رئيس حكومة غزة إسماعيل هنية: «إننا لا نخشى هذه التهديدات، وفي نفس الوقت نقوم بواجبنا في حماية أبناء شعبنا وضبط الإطار الداخلي». وشدد هنية على أن أي عدوان إسرائيلي لا يخيف أبناء الشعب الفلسطيني ولا ينجح في زعزعة صموده.