الأنبار تنضم إلى محافظة صلاح الدين في سعيها لتدويل قضية تفجير مرقدي سامراء

إثر تصريحات منسوبة إلى القائد العسكري الأميركي السابق في العراق تتهم إيران بالتورط

TT

على خلفية الشهادة الحية التي قدمها القائد السابق للقوات الأميركية في العراق الجنرال جورج كيسي بشأن «ضلوع» فيلق القدس الإيراني في تفجير مرقدي الإمامين العسكريين في سامراء في 22 فبراير (شباط) 2006، ينوي معتصمو محافظة صلاح الدين رفع دعوى في المحاكم الدولية بذلك.

وقال محمد طه الحمدون، المتحدث باسم المحافظات الغربية الست «المنتفضة» ضد الحكومة، أمس إن «التصريحات التي أدلى بها القائد السابق للقوات الأميركية في العراق، الجنرال جورج كيسي، تؤكد تورط إيران، وبالتحديد فيلق القدس الإيراني، بالاعتداء على مرقدي الإمامين العسكريين في سامراء الذي أشعل فتيل الاقتتال الطائفي في العراق»، مشيرا إلى أن «المعتصمين ينوون تدويل القضية من خلال رفع دعوى قضائية في المحاكم الدولية ضد ذلك الفيلق». وأضاف الحمدون أن «الشهادة الحية التي قدمها كيسي تعتبر دليلا على تورط إيران بجريمة كبرى دفع العراقيون ثمنها غاليا»، مستغربا «صمت الجانب الأميركي عن القضية طيلة السنوات الماضية». وأوضح الحمدون أن المعتصمين يحضرون حاليا «ملفات ووثائق لرفع دعوى قضائية في المحاكم الدولية سيعززونها بتصريحات وزير الدفاع العراقي الأسبق حازم الشعلان، التي أكد فيها أن إيران مستعدة لدفع ملايين الدولارات لتؤجج العنف الطائفي في العراق». وذكر الحمدون أن «أهالي صلاح الدين عامة وسامراء خاصة سيكلفون أعضاء مجلس النواب عن المحافظة برفع دعوى قضائية ضد فيلق القدس الإيراني، لتدويل القضية»، وتابع أنها «جريمة لم تتمكن الحكومة من إماطة اللثام عن حيثياتها باستثناء ما سرب عنها عبر وسائل الإعلام من معلومات تفتقر إلى الدقة أو نتيجة حسابات معينة وتصفيات سياسية». وأكد المتحدث أن «قناعة أهالي سامراء كانت منذ اليوم الأول للتفجير، تميل لاتهام إيران بالسعي لتدمير العراق»، مستطردا أنها «خططت لتلك الجريمة وتمكنت من تنفيذها».

من جهته أكد غسان العيثاوي، عضو اللجان التنسيقية لساحات الاعتصام في الأنبار، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه التصريحات التي أدلى بها القائد الأميركي خطيرة وتفضح جانبا مهما من اللعبة القذرة التي تمت حياكتها ضد العراق»، مؤكدا أن «الهدف الأساس من ضرب المرقدين كان خلق فتنة طائفية لحرق العراق، حيث كان ذلك العمل هو بمثابة المدخل الرئيس لتلك الفتنة». وأضاف: «إننا في الوقت الذي لا نستبعد ذلك من إيران التي تتدخل بشكل واضح وبمختلف الصيغ والأساليب في الشأن العراقي إلا أننا نستغرب صمت الأميركيين طوال تلك الفترة لأن من كشف هذه العملية الآن كان هو القائد الأميركي في ذلك الوقت، وبالتالي فإنه كان يعلم بذلك، وهو ما يضع المزيد من علامات الاستفهام». وقال العيثاوي: «إننا نؤيد رفع دعوى في المحافل والمحاكم الدولية ضد فيلق القدس لأنه لا يمكن تجاهل هذه القضية».

وفي السياق نفسه أكد عضو البرلمان العراقي عن القائمة العراقية مظهر الجنابي أن «العراق للأسف تحول بعد الاحتلال الأميركي إلى مكان للأجندات الأجنبية، ومنها إيران التي تتدخل بشكل واضح ومعروف في الشأن العراقي». وأضاف الجنابي أن «التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي العراقي تتطلب وقفة جادة من العراقيين لكي يعرفوا جيدا أن لا أحد يعمل لصالحهم وأن كل من يتدخل لديه هدف بصرف النظر عن الوسيلة التي يريد من خلالها تحقيق هذا الهدف».

لكنّ مسؤولا أمنيا رفيع المستوى طلب عدم الكشف عن هويته أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الثابت لدينا أن تنظيم القاعدة هو الذي من قام بتنفيذ هذه الجريمة التي أدت إلى إشعال الفتنة الطائفية في البلاد للسنوات 2006 – 2008». وأضاف المسؤول الأمني أن «من نفذ العملية تم اعتقاله، وقد اعترفت المجموعة بكاملها، وهي نفسها التي اغتالت الصحافية العراقية أطوار بهجت في اليوم التالي»، مبديا استغرابه «من شهادة كيسي الآن ولماذا لم يعلن ذلك في وقته».

وكان قد نسب إلى القائد السابق للقوات الأميركية في العراق قوله خلال مشاركته في مؤتمر للمعارضة الإيرانية عقد في باريس السبت الماضي أن النظام الإيراني «متورط بتنفيذ التفجيرات التي استهدفت مرقدي الإمامين العسكريين في سامراء»، متهما طهران بأنها «مسؤولة عن أغلب الهجمات المسلحة في العراق التي تستهدف المواطنين الأبرياء»، وعادا أن «استهداف مرقدي الإمامين العسكريين ما هو إلا جزء من مشروع لإشعال الفتنة الطائفية في العراق». ونسب إلى كيسي قوله أيضا إنه أبلغ رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، بتورط طهران في الهجوم الذي استهدف مرقدي الإمامين العسكريين».