إيطاليا والأردن يدعوان لحل سياسي للأزمة السورية

الاتحاد الأوروبي يقر مساعدات بقيمة 400 مليون يورو لدول الجوار

TT

أعلنت وزيرة الخارجية الإيطالية إيما بونينو اتفاق بلادها والأردن على الحل السياسي للأزمة السورية وأهمية تنفيذ مضامين مؤتمر «جنيف1».

وأكدت بونينو الحرص على استمرار التنسيق والتعاون المستمر مع الأردن حيال مختلف القضايا، مبدية استعداد إيطاليا على المستوى الفردي ومن خلال عضويتها في الاتحاد الأوروبي لزيادة الدعم والمساعدة للأردن، ليس فقط للاجئين وإنما أيضا للمجتمعات المحلية المضيفة التي تتحمل أيضا الكثير في هذا الإطار والعبء الكبير على البنية التحتية والخدمات الاجتماعية.

وجاءت تصريحات بونينو عقب لقائها ومفوضة الاتحاد الأوروبي للتعاون الدولي والمساعدات الإنسانية والاستجابة للأزمات كرستالينا جورجيفا في عمّان أمس مع وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني ناصر جودة، الذي أشار إلى أن جميع الأطراف متفقة على أهمية إنهاء العنف في سوريا وإيجاد حل سياسي وتنفيذ مواد «جنيف1» وتشكيل هيئة تنفيذية انتقالية.

وعبر جودة عن تقديره لدعم الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في مساعدة الأردن لتمكينه من القيام بدوره الإنساني في خدمة اللاجئين السوريين الذين يشكلون الآن ما نسبته 10 في المائة من سكان المملكة. وجرى خلال اللقاء استعراض تطورات الأوضاع على الساحة السورية، حيث أكد جودة أهمية إيجاد حل سياسي يضمن وقف نزيف الدماء ويحافظ على أمن وأمان سوريا ووحدتها الترابية بمشاركة جميع مكونات الشعب السوري، مشيرا بهذا الصدد إلى الانعكاسات الإنسانية للازمة السورية على الأردن الذي استقبل أكثر من 540 ألف سوري وتقديم الخدمات لهم والعبء الكبير الذي يتحمله الأردن نتيجة لهذا التدفق.

وأشارت جورجيفا إلى أن الاتحاد الأوروبي أقر أمس مساعدات إضافية بقيمة 400 مليون يورو لدول الجوار السوري لمساعدتهم على تحمل أعباء اللاجئين منها 250 مليون يورو لمساعدة اللاجئين داخل سوريا وفي دول الجوار 150 مليون يورو لمساعدة الأردن ولبنان لتمكين المجتمعات المحلية من الاستمرار في تقديم خدمات للاجئين السوريين وتأمين المأوى والتعليم والصحة والمياه والحماية لهم وتحمل أعباء هذه الكارثة الإنسانية غير المسبوقة.. وعبر جودة عن تقديره الكبير للدعم الإيطالي والاتحاد الأوروبي للأردن في كافة المجالات.

وتركز جزء من اللقاء على بحث جهود إحياء مفاوضات السلام، وعرض جودة التحركات الأردنية بقيادة الملك عبد الله الثاني لإعادة إحياء مفاوضات جادة وفاعلة ومحددة بسقف زمني بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تفضي إلى تجسيد حل الدولتين من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف استنادا إلى المرجعيات الدولية المعتمدة لعملية السلام.

وأكدت بونينو وجورجيفا دعمهما للأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني في مساعيه الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وفيما يقدمه من دور إنساني هام في استقبال وتقديم الخدمات للاجئين السوريين.

وكانت مفوضة الاتحاد الأوروبي للتعاون الدولي والمساعدات الإنسانية والاستجابة للأزمات كريستالينا جورجيفا ترافقها وزيرة الخارجية الإيطالية إيما بونينو للأردن قد وصلتا أمس في زيارة تستهدف تسليط الضوء على الوضع الإنساني وحجم الاحتياجات الناجمة عن الأزمة السورية.

وقالت جورجيفا «إن الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء يقدمون مساعدة إنسانية كبيرة لضحايا هذه الأزمة التي يتزايد عدد اللاجئين فيها بصورة غير مسبوقة إلى الأردن وغيره من البلدان المجاورة»، مشددة على أن «الحل الوحيد هو الحل السياسي الذي ينهي هذا الصراع المأساوي والمعاناة الإنسانية».

كما زارتا مخيم الزعتري للاجئين السوريين بمحافظة المفرق(75 كلم شمال شرقي عمان)، والتقتا ممثلي المنظمات الإنسانية وبعض المستفيدين الذين يتلقون هذه المساعدات، وأكدتا ضرورة تعزيز سياسة الحدود المفتوحة وتنسيق كافة المساعدات بشكل وثيق مع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية.