السلطات المصرية تلقي القبض على ثمانية متهمين بقتل مواطنين شيعة

القاهرة تبلغ طهران بإدانتها للحادث

TT

تمكنت السلطات الأمنية المصرية أمس من إلقاء القبض على 8 مواطنين يشتبه في تورطهم في قتل 4 مواطنين شيعة في قرية «أبو مسلَّم» التابعة لمحافظة الجيزة قبل يومين.

ويأتي هذا في وقت قال فيه السفير بدر عبد العاطي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية لـ«الشرق الأوسط»، إن وزير الخارجية نقل لنظيره الإيراني، في اتصال هاتفي، إدانة السلطات الرسمية في بلاده لهذه الممارسات التي لا تعبر عن طبيعة الشعب المصري المسالم.

وقتل 4 أشخاص من الشيعة، بينهم الشيخ حسن شحاتة زعيم الشيعة في مصر، بعد أن قام المئات من أهالي «عزبة أبو مسلَّم» بمركز «أبو النمرس»، بإضرام النيران في منزل أحد قياداتهم وضربهم حتى الموت، مساء الأحد الماضي، خلال احتفالهم بليلة النصف من شعبان.

وقال مصدر أمني إن الأجهزة الأمنية بمحافظة الجيزة تمكنت من القبض على 8 أشخاص يشتبه في تورطهم في الحادث، وإنه جارٍ تكثيف الجهود الأمنية لضبط بقية المشتبه بهم بعد هروبهم من محال إقاماتهم.

وانتقدت عدة وسائل إعلام مصرية أمس ما سمته «تباطؤ الشرطة في إنقاذ الضحايا»، لكن اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية شدد على أنه «ليس من المقبول أن تشهد مصر صراعا طائفيا بين السنة والشيعة»، موضحا في تصريحات له أمس أن «قوات الأمن عندما تلقت البلاغ انتقلت على الفور إلى القرية ونجحت في إخلاء 46 شيعيا بسلام».

وأكد الوزير أن «قوات الشرطة تواصل جهودها الحثيثة لتحديد بقية المتهمين والمحرضين على تلك الأحداث لضبطهم وتقديمهم للعدالة بعد أن نجحت أجهزة الأمن في ضبط ثمانية منهم».

والتقى محافظ الجيزة الدكتور علي عبد الرحمن عددا من أهالي وكبار شخصيات قرية «زاوية أبو مسلم»، واستمع لبعض تفاصيل الحادث وناقش آليات الوقاية من تكراره، مؤكدا أن «الأديان السماوية جميعها تؤكد على الاعتدال والوسطية».

وذكر المحافظ أنه «تم الاتفاق مع كبار رجال القرية على تهدئة الأمور لأقصى درجة، والتنسيق الدائم مع أجهزة المحافظة والجهات الأمنية لوأد أي فتنة قبل اشتعالها، وتقديم كل العون لرجال الأمن لسرعة ضبط الجناة».

من جهتها، استنكرت وزارة الخارجية الإيرانية مقتل المصريين الشيعة، معتبرة أنه يمثل تطرفا يخالف تعاليم الإسلام، وقالت الخارجية الإيرانية في بيان لها إن طهران «تدين أي عمل من أعمال التطرف والعنف يخالف الإسلام وتعاليمه»، مشيرة إلى «ثقة إيران بأن الأمة المصرية العاقلة والثورية ستواجه مؤامرات تهدف إلى بث الفرقة بين مختلف المذاهب الإسلامية».

وذكر السفير بدر عبد العاطي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أنه جرى أمس اتصال هاتفي بين وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو ونظيره الإيراني علي أكبر صالحي، أكد خلاله الوزير عمرو على إدانة الدولة المصرية ومؤسساتها للحادث، وأشار بشكل محدد إلى بيان رئاسة الجمهورية الذي استنكر حادث القرية، وطالب أجهزة الدولة المعنية بضبط وملاحقة مرتكبي الجريمة، كما نقل له إدانات رئاسة الوزراء وشيخ الأزهر وكل القوى السياسية.

ويعقد شيعة مصر اليوم (الأربعاء) مؤتمرا صحافيا للرد على ما حدث في قرية «زاوية أبو مسلم».

وقال بهاء أنور محمد، المتحدث الرسمي باسم الشيعة المصريين مدير مركز مصر الفاطمية لحقوق الإنسان، إن «الشيعة المصريين مصممون على القصاص من قتلة الشيخ حسن شحاتة، الذي قتل غدرا هو وإخوته»، مضيفا في بيان له أمس أن «شيعة مصر سوف يقدمون مفاجآت في هذا المؤتمر، وسوف يكون الرد مزلزلا على هذه الجريمة البشعة»، داعيا «جميع الأحزاب والحركات السياسية إلى إصدار بيانات إدانة لهذه الجريمة».