كيري يطرح حلولا تتيح لقاء نتنياهو وأبو مازن من دون تجميد الاستيطان

تل أبيب ترفض التعهد بمسألة الحدود قبل أن تُحل قضيتا القدس واللاجئين

وزير الخارجية الأميركي جون كيري لدى لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس أمس (أ.ف.ب)
TT

أكدت مصادر إسرائيلية أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري يطرح خلال جولته المكوكية الخامسة حلولا عينية لإتاحة إمكانية عقد لقاء قمة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يعلن فيه عن استئناف المفاوضات. ومع أن الإسرائيليين يشككون في احتمالات نجاحه ويدعون أن عباس ينصب فخا لنتنياهو، فإنهم يرون أن كيري مصمم على هدفه إجراء اللقاء.

وقال مصدر سياسي كبير في الحكومة الإسرائيلية للإذاعة الإسرائيلية، أمس، إن نتنياهو أطلع كيري على تقرير استخباري يتضمن شهادات تؤكد أن عباس لا يؤمن بالمفاوضات مع نتنياهو لأنه لا يثق به ويوافق اليوم على تنازلات حتى تبدأ المفاوضات، ومن ثم ينسحب منها متهما الجانب الإسرائيلي بإفشالها. وأضاف هذا المصدر أن نتنياهو وافق على الشرط الفلسطيني بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين المسجونين منذ ما قبل اتفاقيات أوسلو (أي قبل عام 1993)، ولكنه رفض الالتزام بتجميد الاستيطان. وقد وافق عباس على العودة إلى المفاوضات في حال التزام إسرائيل بأن تكون حدود الدولة الفلسطينية على أساس حدود 1967 مع تعديلات طفيفة. لكن نتنياهو يرفض التعهد بمسألة الحدود قبل أن تُحل قضيتا القدس واللاجئين. ويطرح كيري حلا لهذه المعضلات بأن يتم تجميد الاستيطان بشكل جزئي، وأن يعلن هو، باسم الولايات المتحدة، أن المفاوضات تقوم على أساس حدود 1967.

وكان برنامج كيري قد شهد تغييرات في اللحظة الأخيرة، حيث إنه التقى نتنياهو مساء أول من أمس لـ4 ساعات، ثم طار إلى عمان في الصباح الباكر والتقى عباس، ثم عاد فورا إلى إسرائيل والتقى نتنياهو من جديد، ثم التقى الرئيس الإسرائيلي، شيمعون بيريس، وتناول معه العشاء وطلب منه، وفق الإذاعة الإسرائيلية، أن يلقي بوزنه في الجهود لاستئناف المفاوضات.

وسيعود كيري اليوم إلى عمان، وهناك احتمال أن يعود لإسرائيل مرة أخرى. وأثارت هذه التغيرات تخمينات بأن لقاء عباس نتنياهو سيتم هذه الأيام، إلا أن مصادر إسرائيلية وفلسطينية سارعت إلى تخفيض سقف التوقعات. ولوحظ أن الناطقين بلسان اليمين المتطرف، بمن في ذلك وزراء في الحكومة الإسرائيلية ونواب في الكنيست من أعضاء الائتلاف، خففوا من انتقاداتهم لنتنياهو على خلفية المفاوضات باعتبار أنه لا يوجد في الأفق توجه جدي لاستئناف المفاوضات، كما قال نائب وزير الدفاع، داني دانون.